حينما يتحدث البعض عن الوطنية والحرص على المال العام والعفة والشرف المهني والنزاهة يتبادر إلى ذهني وأذهان الجميع شخصية وطنية عراقية اجتمعت فيها كل هذه الصفات وأكثر من ذلك بكثير .. يعتبره البعض كافرا لأنه يعتنق الديانة اليهودية وكم تمنيت ان يكون حكامنا كفرة مثل ساسون حسقيل الرجل اليهودي الذي أأتمنه العراق على ماله أثناء فترة العهد الملكي في النصف الاول من القرن الماضي.
إن حجم الفساد في العراق الآن قد تجاوز حدود الكفرة والمنحطين وشذاذ الآفاق المتلبسين بالدين وهو منهم براء المدعين بالسير على درب الإمام الحسين عليه السلام باطلا وبهتانا ... سرقوا أموالنا وزرعوا فينا الطائفية المقيتة وتقاسموا بلادنا وكأنها ورثا لآبائهم فأين هم من ساسون حسقيل الذي يعتبرونه كافرا وملحدا ولا يعرف حدود الله .
يلعنون الطاغية المقبور ويتشبهون بافعالة في التعامل مع الناس.. حماياتهم أفواج ودورهم فلل وسياراتهم مصفحة وبدلاتهم من مولات لندن وباريس وجباههم محفورة من اثر السجود!!!! يالها من مسخرة اعتاد العراقيون على تقبلها منذ زمن علي بن ابي طالب عليه السلام باستثناء بعض الفترات التي لا يتعدى عمرها عمر الزهور.
قبل يومين سمعت خطابا للسيد رئيس الوزراء عن إصلاحاته التي لم تتعدى حدود رواتب الفقراء من صغار الموظفين ليأخذ من الفقراء ويعطي لأمثالهم من المحرومين فيتبجح بزيادة رواتب الحماية الاجتماعية التي استقطعها من مرتبات عباد الله الفقراء دون وجه حق ويتحدث عن الرواتب التي تنهك الميزانية حسب ادعائه وهو يعرف أكثر من غيره أن الواردات المالية الداخلية بإمكانها تغطية هذه الرواتب وأكثر من ذلك بكثير.. فأين واردات الكهرباء والماء وأكثر من نصف مليون برميل نفط يباع في الداخل وواردات الهاتف النقال والمستشفيات والمنافذ الحدودية وأملاك البلديات والأمانة والنقل والمواصلات والخطوط الجوية والضرائب والرسوم وأرباح البنوك ورسوم الموانئ ..اليست كافية لسد مرتبات صغار الموظفين جميعا ؟ اذن المبالغ المتأتية من صادرات النفط كلها تأخذ طريقا واحدا وهو جيوب المسئولين والمتنفذين والجميع يعرف هذه الحقيقة ويتجاهلها.
خلاصة القول نريد حاكما كافرا يعرف الحسين من خلال إنسانيته ولا نريد من يدعي التمسك به وهو براء منه براءة الذئب من دم يوسف.
مقالات اخرى للكاتب