الحكومة هي عبارة عن مؤسسة او هيئة تمتلك القوة الشرعية ينتمي اليها عدة افراد يتم اختيارهم بطريقة محايدة وموضوعية ذات كفاءات ومهارات قيادية وادارية وتكتيكية ,اضافة الى قوة الشخصية ذات خبرة في قيادة الافراد والتاثير على الجماهير بطريقة دينامكية ومرنة ,تمنح لهم عدة مسؤوليات وواجبات تشريعية وتنفيذية وادارية تصب في مصلحة العامة وتنظم حياة الفرد,تستلم الحكومة جوانب تهيئة الحياة الكريمة التي يمكن اتخاذها وفق الامكانيات التي تملكها الدولة,وتاخذ على عاتقها مسؤولية ادارة شؤون الشعب في كافة المجالات الامنية والاقتصادية والصحية والاجتماعية والسعي من اجل اتاحة الافضل دائما في واقع الفرد وتطوير امكانته الفكرية والابداعية والعلمية ليعكس بطريقة ايجابية على المجتمع والبلد بصورة عامة.

تكون القوانين المشرعة والمتخذة وفق دستور يشمل مصالح وحقوق الاغلبية ذات عدالة اجتماعية تخص كافة الاطراف والاعراق المتواجدة في البلد.

هنا نؤدي الاشارة الى الحكومات الناجحة في ادارة شعوبها وكيف يمكن ان تنجح الحكومة في عيون افرادها ابناء الشعب والمقارنة مع حكومات فشلت في ادارة شعوبهم.

غاليا ما يفشل الحكومات الشرق الاوسطية والاسلامية في ادارة شعوبهم ويخلق ذلك حالة من عدم الثقة بين الشعب والحكومة وبذلك يؤدي الى تاخير البلد اقتصادية وامنيا والبناء والتطور واغلب البلدان المنطقة دليل وخير مثال على ذلك ربيع العربي الذي تحول الى خريف قاتم وقبل التعايش والفتنة,وكل ذلك يشير الى فشل الحكومات في ادارتها وطريقة ادائها تجاه الشعب,لكن في جانب اخرى يؤدي الى ثوران الشعب على الحكومة وبقرار من الشعب ينتهي دور الحكومة باتخاذهم حكومة جديدة اكفأ واجدر مما كانت,هكذا تكون في البلدان المتقدمة الديمقراطية المدنية الدستورية حيث يكون الشعب هو الحاكم الاول والاخير في اختيار الحكومة من خلال انتخابهم او تغيرهم.

عكس بلدان النائمة على حلم الديمقراطية والمساواة والعدالة تنتظر ان يتحقق الحلم من خلال تفسير الاحلام والجلوس على ابواب التاريخ والتركيز على انجازات الاجداد,بلدان تاكل كثيرا ولا تزرع ..تتكلم كثيرا ولا تعمل"تبدع" كأن الانجازات تتحقق من الجلوس على امل ان ياتي ذلك اللعين الذي يخلص الشعوب من بؤسهم.

هذه الشعوب لا تتوافق مع حكوماتها ذات انظمة دكتاتورية متسلطة وتكون هذه الحكومات اخطر من عزرائيل على رقاب مواطنيهم التي ليس لديها مسؤولية وضمير اتجاه شعوبها مستعدة ان يقتل الشعب باكمله من اجل ابقائهم في السلطة وموقع القرار.

هذا نجد نوعين مختلفين من الحكومات اولهما حكومة موجودة من اجل مصلحة الشعب والثانية موجودة لاقهار الشعب ,لكن الحديث ليس على الحكومات الديمقراطية المدنية التي يتخذها الشعب او الحكومات الديكتاتورية ذات القرارات الفردية المتسلطة على ارواح الشعب انما الموضوع عن الحكومات الناجحة في ادارة شعوبها وايصالهم لبر الامان وهنا اريد التركيز على عوامل نجاح الحكومة واسباب ديمومتها .

معطيات الحكومة الناجحة:

لا يمكن للحكومة ان تكون ناجحة اذ لم يكن الشعب واعي وناجح في اختيار افراد يلبو حاجات وطموح الشعب وتطلعاته ومنها:

1-توفير الامان لشعب .

2-تهيئ اقتصاد جيد للمواطنين(ايجاد طرق ودراسات لتحسين الحالة المعيشية للافراد).

3-عدالة اجتماعية وتوفير فرص عمل واكثار الورش والتدريبات الاكاديمية للمواطنين للاستفادة من ابداعهم ونتجاتهم وطاقاتهم الفكرية والحماسية .

4- اتاحة رفاهية اجتماعية(ايجاد طرق تحمس المواطنين على العمل ومحاولة الاعتماد على الذات وايجادها)لا يترك جالس في منزليه الا لحالات استثنائية .

5-مساوات بين ابناء الشعب(نشر روح المحبة والتاخي بين صفوف الشعب لا يفضل س على ص).

6- احترام القانون (الكل يخضع لسادة القانون وتطبيقه).

7- احترام راي الشعب(تربط الشعب والحكومة علاقة احترام ووعي وحوار حضاري على طاولة الاعترضات) .

معطيات ثانوية للحكومة الناجحة:

-ان تكون الحكومة قريبة من حياة اليومية للشعب.

-ان يعرف الشعب ان الحكومة موجودة من اجله.

-الالتفات الى معانات ومتطلبات الشعب(ان لا تجلس الحكومة بكراسيها وتنسى واجباتها امام الشعب).

نتخذ العراق نمودج لموضوعنا هذا مع طرح سؤال بريء ,ما ينقص الحكومة العراقية لتكون حكومة ناجحة في ادارة شؤون البلاد ومصالح الشعب كافة من غير انحياز او تفرقة بين الافراد,شعب متسوي في الحقوق والواجبات؟