تصور بيت جميل وكبير ،ولكن ليس له سياج يحميه ويحفظه من السراق والحرامية،وكل من يريد الدخول اليه فلا يجد صعوبة اوعناء يدخل اليه واذا اراد تحطيم ابوابه او الاشياء الجميلة فيه فهذا شيء يسير وسهل،اسوق هذه المقدمة البسيطة واقارنها بحال بلدنا الذي هو بيتنا الكبير الذي نسكن فيه ونستظل بضلاله ونأكل من خيراته وننعم بهوائه وشمسه ومائه،بالامس قد حطم ابطالنا في القوات الامنية اسطورة داعش وجعلهم كعصف مأكول بالرغم من كيد الكائدين،وتآمر المتآمرين وتجمع الافاكين من مشارق الارض ومغاربها.نعم قد سطر ابناء دجلة والفرات الملاحم البطوليه وسجلوا اروع الصور في الدفاع عن بلدهم امام هذه القوة الهمجية التي لاتعرف سوى القتل والدمار، وان من يحمي الديار هم اهل تلك الديار النجباء.ان تحقيق النصر على داعش ليس هو كل الانتصار وانما هو جزء من هذا الانتصار،وان الانتصار يكون بعدم عودة هذه الزمر والعصابات الى ممارسة عملها من جديد،ولكي نديم نعمة النصر والانتصار يجب علينا ان نلتفت الى تحصين هذا البيت الكبير(العراق)من خلال بناء سياج قوي وحصين يمنع اي لص او سارق او شاذ او عدو من التقرب وعبور هذا السياج وعلى الحكومة ان تتخذ اجراءات فيها النفع والفائده من اجل تحصين حدود العراق ومنع دخول اي داعشي الى العراق وكذلك محاسبة الخارج منه محاسبة عسيرة، فكل ابتلاءاتنا جاءت من خارج الحدود والذين استغلوا عدم وجود السياج الذي يمنعهم وهو المتمثل بقوات حرس الحدود او القوات الامنية الاخرى فتقاطروا على العراق وحدث ماحدث.ان على القائد العام للقوات المسلحة ووزارتي الداخلية والدفاع ان تعمل على جعل حدود العراق عصية على اعداءه من خلال الاجراءات التالية.1_اعادة تنظيم قيادة قوات الحدود وجعلها قوة قادره على حماية الحدود من خلال توفير العنصر البشري الكفوء والمعدات العسكرية والفنية المتطورة بما يتناسب واهمية هذا الصنف الذي يعيش اوضاعا مزرية سواء بالمعدات او الاعداد البشرية.2_ اللجوء الى بناء الاسيجه والدفاعات الحدوديه الحصينة في المناطق التي يصعب مراقبتها من خلال وجود افراد الحرس وتزوديهم بالكاميرات التي تكشف حركة العدو عن بعد وتساعد افراد الحرس على انجاز عملهم في مراقبة الحدود.3_بناء منظومة استخبارات ومعلومات عن جميع المطلوبين الذين يحاولون عبور الحدود من اجل العبث بالامن الداخلي،وكذلك بناء قاعدة معلومات رصينة تضم جميع من عبر الحدود ومن اي الاتجاهات حتى يمكن تشخيص الخلل ومعالحته.4_بناء منافذ حدوديه حديثه ومزوده بالعدة والعدد وقادره على اداء وظيقتها باكمل صورة .5_رفد قوات الحدود بالعناصر الوطنية وهي كثيرة ومتوفرة وخاصة من لديهم خبرة ومن هم قاتلوا داعش حتى اشعارهم بان لهم دور في حماية العراق وهناك الكثير من شبابنا المتحمسون الذين يريدون حماية بلدهم.ان حماية العراق يتمثل ببناء سياجه الاول وهو حماية حدوده من خطر الاجتياز والدخول الى المدن والقرى الحدودية ومن ثم الانطلاق الى مدن ابعد من ذلك وكما حدث في اسقاط الموصل وبعدها الانبار كون هذه المدن حدوديه ويسهل دخولها،وعلينا ان لانكرر الخطا فقد قيل لايلدغ مؤمن من جحر مرتين ،وعلينا ان لا نلدغ مرة ثانيه .
مقالات اخرى للكاتب