Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
أحاديث الذكريات عن قسوة وحنان زوجة الأب
الأحد, كانون الثاني 31, 2016
سها الشيخلي


نسجت حكايا وأساطير الموروث العربي والعراقي بشكل خاص قصصا قد يكون بعضها من نسج الخيال والبعض الآخر مبالغا فيه، فزوجة الأب ليست تلك المرأة الشريرة ولا هي الملاك المنزل من السماء، بل هي امرأة عادية تحكم تصرفاتها البيئة والظروف العائلية التي مرت بها، فربما كانت زوجة الأب ضحية أب قاس وأم حنونة فضاعت شخصيتها بين القسوة والحنان في نشأتها الأولى، أو قد تكون امرأة جاءت من بيت ترفرف عليه حمائم السلام وتزرع حديقته زهور المحبة والحنان.
فجاءت تصرفاتها مفعمة بالطيبة، وربما شاءت الأقدار أن تضعها في موقف لا تحسد عليه وجعلت منها شخصية غير مستحبة في المجتمع وخاصة لأبناء زوجها على أقل تقدير، ومع كل ذلك فالمجتمع لا يرحب كما لا يرحم ولا يبرر تصرفات زوجة الأب.

الابنة القاسية

تتحدث إلينا المحامية أزهار نوري كونها زوجة أب فتؤكد: «أن ما لصق بزوجة الأب من تعسف وقسوة لا يمثل الحقيقة كلها، فقد عانيت من قسوة بنات زوجي الأمرين قبل أن نصبح صديقات بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى، فقد توفيت والدتهم فلم يجد والدهم زوجة أب لهن أكثر حنانا ورقة مني، وقبلت الزواج من قريبي «والدهن» وأنا أضع نصب عيني المشاكل التي ربما سأعانيها من فتاتين في سن المراهقة واحدة تدرس في الجامعة والأخرى في الإعدادية، وكنت أتفهم حزنهن على أمهن ومن الصعب بالنسبة إليهن تقبل امرأة تحتل مكانة الأم مهما حاولت أن تشعل لهن أصابعها العشرة شمعا، وهذا ما حاولته بالفعل، فكنت أقابل عنادهن بابتسامة، وذات يوم أرادت إحداهن استفزازي فقالت لي بعصبية وهي تغادر البيت الى مدرستها: (أريد من أرجع أن أرى «سندانات» الزهور في غرفتي قد تبدل زميجها وقفص الكناري قد غسل وتبدلت صحون ومياه الطيور)، ورفعت اصبعها بوجهي وهي تقول: (لا تنسي ذلك وإلا) كنت أقف مطرقة وأنا أهز رأسي موافقة، وحالما عادت وجدت كل ما أمرت به قد تم تنفيذه بشكل جيد، قلت لها من خلال ابتسامتي هل هناك شيء آخر تودين طلبه؟ فبكت الشابة وارتمت في حضني معتذرة».

تسلط وقسوة

وتتحدث ميادة عن زوجة أبيها قائلة: «تلك المرأة المتسلطة والقاسية عمدت الى قذف شقيقتي بيد (الهاون) وهي متزوجة جاءت لزيارتنا وأحدثت شجارا بيننا وضربتها في رأسها ونتيجة لهذه الضربة أفقدتها جزءا من عقلها وصارت مختلة عقليا وهي الآن في مستشفى «الشماعية» لا تعي ما يدور حولها وكانت تلك المشاجرة السبب في أن تعاق أختي بسبب قسوة زوجة أبينا».

الملائكة والشياطين

وتصف زوجة الأب ناهدة سلمان وهي معلمة كيف أحبت ابن زوجها وكيف تعاطفت معه وتقول: «كنت أحزن لهدوئه وأخشى أن يكون حزينا فأغمره بالهدايا واللعب فقد كان ابن زوجي بعمر سنتين عندما تطلقت والدته، وبعد أن تزوج والده جاءت به إلينا لكي تحرجني في تربيته فأودعته الحضانة وكنت ألعب معه وأذهب به الى المتنزهات مع والده وبعد أن رزقني الله بطفل بقيت أحب ابن زوجي أكثر من ابني، وكنت أرعاه رعاية خاصة، فإذا سألني والده: هل أعطيته نقودا قبل ذهابه الى مدرسته (يوميته) كنت أجيب الوالد بالنفي لكي يعطيه هو ايضا النقود ونضحك معا ونحن في طريقنا الى مدرستنا، وكنت اثناء (الاستراحة) أذهب إليه وأشتري له من حانوت المدرسة».
وتؤكد ناهدة أنها تعلقت بابن زوجها حتى الآن بعد أن تزوج وأنجب، حتى ان ابنها لا يزال يغار منه حتى انها عندما تريد أن تقسم باسمه هو وليس باسم ابنها، وبعد أن توفي زوجها وجدت الرعاية والاحترام من ابن زوجها أكثر من ابنها، وتشير ناهدة الى أن المجتمع قد ظلم كثيرا زوجات الأب، فليس كلهن شيطانيات بل بعضهن ملائكة الرحمة.

في قفص الاتهام

تشير الباحثة الاجتماعية مديحة عبد الجبار، الى أن «زوجة الأب تبقى دوما في قفص الاتهام، والدليل أن الكثير من الأبناء فور ما تدخل يرفضونها دون أي سبب ومهما فعلت تظل من وجه نظر الغالبية امرأة قاسية، وان بطش وقسوة زوجة الأب وظهورها بمظهر السيدة المتجبرة التي تكره وتستخدم أبناء زوجها بشكل سيئ قد يعود إلى الأساطير والحكايات الشعبية التي نسجتها قصص الخيال عن شخصية تلك المرأة، ولا يوجد طفل في العالم لم يقرأ قصة «سندريلا» أو «الأميرة والأقزام السبعة» وغيرها من الحكايات التي تبالغ في قسوة زوجة الأب. لكن وبعد تغير المجتمع وتغير المفاهيم وتغير الحياة تغيرت مشاعر أولاد الزوج تجاهها، ولكن هذا لا يعني اختفاء شخصية زوجة الأب القاسية، فقد وجدت أثناء عملي كباحثة في دور الدولة أغلب الجانحين الصغار كانوا ضحية زوجات الأب القاسيات، كما وجدت أبناء وبنات الزوج ينسجون قصصا من الخيال حول زوجات أبيهم».

شكاوى كيدية

فقد وصف لي أحد الأولاد الذي كان أحد المستفيدين من دور الدولة فقال: «حتى اليوم وقد تجاوز عمري الأربعين عاما تولد عندي إحساس مقيت مملوء بالحقد والكراهية الشديدة لامرأة الأب نظرا لمعاناتنا من تلك البلوى التي حلت علينا وهي تحمل اسم زوجة الأب، فبسببها كانت أمي تتعرض للإهانة والشتم والضرب على يد أبي، وتضامننا مع أمنا كان سببا كافيا لكلام السوء من قبل زوجة أبينا عنا وعن والدتنا ومن ثم حرماننا من الأكل والمصروف اليومي وغياب فرحة العيد بل وحتى الطرد من البيت الذي شقيت أمي وهي تجمع المال لبنائه».
وأضاف علي وهو يستذكر مرارة تلك الأيام: «إن الحرمان والطرد جعلانا ننزل إلى ساحة العمل ونحن صغار وجعلانا نتأخر في دراستنا، فمرة ننجح وأخرى نرسب، وكل ذلك بسبب زوجة الأب الصغيرة التي فضلها أبي علينا، وصادر بيتنا لصالحها، لقد كانت لعنة حلت علينا فهي شيطان».
وختم حديثه قائلا: «يا لمكر الضرة ويا لتعاسة الأبناء».

توازن الأمور

أما الطبيبة أزهار الشمري فترى:
«أنها لم تعلم ان والدتها متوفية إلا حين بلغت الثالثة عشرة من عمرها وقد تربت مع أخوين من زوجة أب، كانت تعاملها بالاهتمام والعاطفة ذاتيهما، بل أكثر أحياناً من أولادها»، وتضيف: «والدي كان رجلا مزواجا وقد تزوج مرتين بعد وفاة والدتي لكنه كان ذا شخصية قوية ومؤثرة وقادرا على توازن الأسرة».
وتعتقد ازهار ان للأب الأثر الأكبر في توازن الأمور وكلما كان الزوج ضعيفا وغير واع أعطى فرصة لزوجة الأب بالطغيان فالأثر الأكبر والأهم للرجل».

التماسك الأسري

وتصف الباحثة الاجتماعية سميرة عبد الجبار: «النظرة العامة السائدة في مجتمعنا العراقي وحسب الموروث الثقافي ان زوجة الأب تمتاز بصفات سلبية خصوصا بالنسبة للبنات وهذه النظرة التي توارثت عبر الأجيال قد تجد لها مواقع أو مؤشرات ميدانية تؤيد ذلك ولكن ليس بالتعميم على جميع زوجات الآباء فهناك الزوجة العطوف وهذا ما تنقله لنا وقائع الحياة الاجتماعية».
وتعلق عبد الجبار: «ما يقدم في بعض وسائل الإعلام وخاصة التلفاز الذي يعرض أدوار زوجة الأب بطريقة تنتقص من مكانتها وتركز على الجوانب السلبية بشخصيتها، ما يثير مشاعر الأبناء وتخوفهم منها بل ترسخ في أذهان الجميع على أنها شخص شرير، في حين ان العكس يجب ان يكون لتغيير هذه الصورة وتقريب المسافة بين أفراد الأسرة الواحدة للحفاظ على التماسك الأسري».
بالمقابل توضح الباحثة الاجتماعية رجاء القيسي: «أن بعض الأسر لا تخلو من المشاكل المتعلقة بزوجة الأب في مجتمعنا الشرقي لاسيما إذا كان الأب متعاطفا جدا مع زوجته لدرجة خشيته من تمردها وتركها منزل الزوجية، فتميل كفة الميزان لصالحها وهنا يصبح أولاده من زوجته الأولى تحت هامش قاموسه غير المتوازن والضعيف فتتأثر بذلك حياتهم نحو الحقد والكراهية من زوجة أبيهم، لاسيما إذا رزقــت بأطفال فيبــدأ تعاملهــــم بقســوة ودون رعايـــة، والحقيقة ان الكثير من الأولاد والأمهات البديلات يبنون علاقات إيجابية تقوم على أساس الاحترام والتقدير والطيبة، ومع كل ذلك لا أنكر من خلال مشاهداتي في العديد من الإصلاحيات ودور الأيتام ورؤيتي للمشردات ان هناك فئة طالها الانحراف والجريمة من جراء تعسف وعنف زوجة الأب غير المتفهمة لدورها والأم الجاهلة لمعنى اليتم والطــــلاق.
ولكن الحالات ليست كثيرة إذا ما قورنت بالمستوى الحاصل في البيوت لاحتواء الأطفال فاقدي الرعاية من الأم
الحقيقية».

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.4643
Total : 101