Sometimes it takes a long time. Please wait...
|
امنيات للأموات يتمنى الأحياء تحقيقها! |
الثلاثاء, كانون الثاني 31, 2017
امل الياسري
|
هناك حكمة تقول: (الإنسان الإيجابي لا تنتهي أفكاره، والإنسان السلبي لاتنتهي أعذاره)، والثاني يغادر الحياة بالذنوب، والخطايا، والآثام، لكنه حين كان حياً، لمَ لم يتدراكها قبل فوات الأوان؟ فتراه كما قال القرآن الكريم، يرجو أن تتحقق أمنياته ليعود للحياة ويعمل صالحاً، فيقول عز وجل عن أمنيات ذلك الشخص،الذي لا تنتهي مزالقه:(يا ليتني كنت تراباً)، فأين كان عقلك أيها الطاغية، عندما سلبت العراق حريته، وحبسته في غياهب الحروب، ودفعت ثمن جنونك، الآف الكيلومترات من أرضنا الطاهرة؟
يقول:(يا ليتني قدمتُ لحياتي)،و(يا ليتني لم أوتَ كتابيه)،و(لم أتخذ فلاناً خليلاً)،فيا أيها القائد الضرورة أنت وأنصارك، وأخلاؤك من العفالقة، ماذا قدمتم للعراق سوى الدم والدمع على مدار عقود عجاف؟ تربع فيها فرعون وزبانيته، على ثروات الوطن والمواطن، ولم ينل الشعب المظلوم إلا حروباً دامية، وحصاراً ظالماً طال الصغير والكبير، جعلنا نعيش تحت طائلة البند السابع من قرارات الأمم المتحدة، وبات نفطنا مقابل غذاءنا، فتنازلتَ عن كثير مقابل قليل، فيا ليتك أطعت الله ورسوله فينا.
لقد حارب الطاغية المقبور منذ سبعينيات القرن الماضي، وحتى عام 2003 كل الشرفاء الأحرار، الذين (إتخذوا مع الرسول سبيلاً) وهو طريق محمد وآل محمد(صلواته تعالى عليه وعلى آله)، فهجّر العوائل، وقتل الأبرياء، وأعدم المعارضين، ودفن الأحياء، وقطع المياه، وفجّر القرى، وجرف البساتين، وحرق البيوت، وجفف الأهوار، نعم إنها مشاهد مروعة، نالت كل مَنْ قال:(يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزاً عظيماً)،مطبقين ثقافة الشهادة من أجل الحيا،ة والحرية، والإصلاح، التي قاتل لإجلها سيد الشهداء الإمام الحسين(عليه السلام).
حياة العراقيين تحت حكم الدكتاتور، كانت في حالة طوارئ دائماً، لأن جنونه في الحرب، جعلنا ندفع الثمن، وتجعله بكل بساطة يمنح ما لا يملكه لدول الجوار، فإقتطع أرضاً للأردن بدراهم، وباع نفطنا بثمن بخس، ومنح السعودية أرضاً، وكذلك الكويت عقب إجتياحه لها عام 1990، بعد قرار الأمم المتحدة 833 لسنة 1993، والخاص بترسيم الحدود البرية والبحرية بين العراق والكويت، فإعتمدت الحدود وبات أمراً مفروغاً منه فيما بعد، فلا أمنية للبطل القومي إلا البقاء في منصبه.
يوم للصخب العراقي مجدداً، وهذه المرة أمنيات لساسة أحياء، دماؤهم بعثية، ووجوههم يقال أنها وطنية، تدعي الأمانة على الوطن والمواطن، ولكن هذه المرة الأماني لأغراض إنتخابية، يراد منها إفتعال الأزمات، وإثارة الفوضى، وتشويه عمل الحكومة الحالية رغم بعض تخبطاتها، فما حدث يوم 24/1/2017 في جلسة مجلس الوزراء، هو المصادقة على مبالغ الخرائط البرية والبحرية لمنطقة خور العبد الله، وليس التنازل عنها لصالح الكويت، لكن بعض نواب الصدفة، أرادوا بقصد أو بدونه تبرئة صدام من الجريمة.
أيها العراقيون الأحرار: متى ننتبه من غفلتنا، عن هؤلاء الساسة الذين يثيرون المشاكل، وبألوان مختلفة لتشويه العملية السياسية، مع أن المصادقة على الإتفاقية، كان قد تم أيام حكومة المالكي، ومجلس نوابه الموقر عام 2013 ، لذا فهذه المسرحية البعثية تحاول سرقة فرحة العراق، بنصره القريب على عصابات الأرهاب والطائفية، لكننا نقول لهم: هناك أمنيات لن تتمكنوا من تحقيقها، سواء أكنتم أمواتاً أم أحياءً، وكفاكم نفاقاً خفياً، فما ليس لكم لن تنالوه بتفاهاتكم الإنتخابية، وستبقى مجرد أمنيات!
مقالات اخرى للكاتب
|