العراق تايمز: كتب العلامة الشيخ احمد الشيباني
بسم الله الرحمن الرحيم
كثيرا ما نسمع ونرى الجدال والسجال والنبز بالالقاب بين مقلدي السيد الشهيد الصدر (اعلى الله مقامه) وكل منهم يتهم الاخر بالخروج عن طاعة السيد الشهيد الصدر، والذهاب الى طاعة غيره. وهذه قد يعتقد البعض انها تهمة مشينة او ذنب عظيم، وقبل البدء بتحليلها لابد من وضع عدة مقدمات فقهية، اقول (فقهية) يعني ليست ذوقية او استحسانية او (من جيب الصفحة) او عاطفية او غير ذلك، وانما هي مقدمات تسالم الفقهاء عليها وكتبوها برسائلهم العملية ومنها منهج الصالحين.
المقدمة الاولى: تجب طاعة الفقيه الحي الاعلم بكل العبادات والمعاملات والافعال والتروك، وتحرم مخالفته.
المقدمة الثانية: لا تجب بل لا تجوز طاعة الفقيه الميت بكل العبادات والمعاملات والافعال والتروك الا بإجازة الحي الاعلم.
المقدمة الثالثة: تجب طاعة ولي امر المسلمين الاعلم او المجاز من قبل الاعلم (اذا لم يكن هو الاعلم) بكل اوامره الولائية، وتحرم مخالفته في تلك الاوامر. (هذه المقدمة على مبنى من يعتقد بولاية الفقيه ومنهم سيدنا الشهيد).
المقدمة الرابعة: لو قلد الفقيه الحي الاعلم، ثم مات هذا الفقيه، جاز للمكلف ان يعدل الى الفقيه الحي الاعلم من بين الاحياء حتى لو كان الميت اعلم منه. لان البقاء على تقليد الميت الاعلم استحبابي لا وجوبي على مبنى سيدنا الشهيد.
المقدمة الخامسة: اذا بقي المكلف على تقليد الميت الاعلم بإجازة الحي الاعلم، فإن هذا البقاء في خصوص الرسالة العملية وما كتبه الفقيه بعنوان الفتوى، والحكم القضائي فقط، وأما ما قاله بعنوان كونه وليا للأمر او حاكما شرعيا فلا يجوز الالتزام به الا بإجازة الحي الاعلم.
ومن هنا فإن مخالفة واحدة من هذه المقدمات كان مخالفا للشرع المقدس، وعلى تعبير سيدنا الشهيد في الخطبة رقم (11) من خطب صلاة الجمعة حيث يقول: (شيله وذبه بالزبالة. إلمن تذب بالزبالة؟ إلك انت المهمل)، في اشارة الى من بقي على تقليد الميت ولم يراجع الحي الاعلم.
ومن هنا، فإن تهمة (الخروج عن طاعة الصدر) تضيق دائرتها ويقل افرادها، ولا تكون شاملة الا لمن خالف واحدة من تلك المقدمات.
وعليه، فلو بقي المكلف على تقليد السيد الشهيد باعبتاره اعلم او بإجازة الحي الاعلم، ثم أمره الحي الاعلم بأمر ما، وجب عليه طاعته وتحرم مخالفته، وخصوصا اذا كان هذا الامر بعنوان ولاية الامر او الحكومة الشرعية.
ملاحظة: هذه هي الحلقة الاولى من هذا الموضوع واذا بقيت الحياة سوف اعرض لحلقة اخرى ان شاء الله تعالى. والرجاء من الاخوة الذين يعلقون ان يقرأوا الموضوع بدقة وحكمة بعيدا عن العواطف، وان يسمحوا للسبابين والشاتمين ان يأخذوا حريتهم في ذلك، لأنهم بهذه الاخلاق يبتعدون عن سيدنا الشهيد وأخلاقه ولا يتعبوا انفسهم بالرد عليهم كما افعل انا، لأنهم لا يملكون الا هذه الاخلاق. وقد عميت قلوبهم وابصارهم.
