لقد إستضافت جمعية الثقافة العربية النيوزيلندية الدكتورة غادة محمد سليم بتأريخ ٢٩ / ١٠ / ٢٠١٦ وذلك بمناسبة صدور قصتها الثانية / عطر الحب
لقد إجتمع طيف واسع من بنات وأبناء جاليتنا العراقية الكريمة في نيوزيلندا للإستمتاع بالقصص المشوقة التي كتبتها في القصة الأولى ( الهاوية ) والثانية ( عطر الحب ) حيث صورت ما جاء فيهما بشكل جميل ومشوق جعلت المستمع يصغي إلى حيثيات الأحداث وكأن فلماً سينمائياً محبوكاً من ناحية الإخراج والدراما تشاهده في شخص واحد قادر إلى أن يدخل ألى أذهان المشاهدين بشكل سهل وممتع . إن سرد الأحداث من الشخص المساهم فيها يعطي المصداقية في حيثياتها ويعطي الشوق للإستماع إليها ويتابع خفاياها وليفك طلاسم المعاني الخفية بين سطورها
في بداية الندوة الثقافية رحب الزميل الدكتور أمين المظفر رئيس الجمعية بالحضور الكريم شاكراً إياهم على حضورهم المكثف الذي إن دل على شيئ إنما يدل على أن متذوقي القصة والأدب والشعر بخير ويزدادون يوماً بعد يوم ، كما قدم شكره للدكتورة غادة على إعدادها لهذه الأمسية الأدبية التي تمنى أن تكون ممتعة وسرد السيرة العلمية لها والتي جاء فيها
د غادة م سليم حاصلة على البكالوريوس في علم الجيولوجيا من جامعة بغداد ثم الماجستير من جامعة برستل في المملكة المتحدة في نفس التخصص وأخيراً على الدكتوراة في الجيولوجيا البيئية من جامعة اوكلاند في نيوزيلندا. عملت أستاذاً مساعداً في معهد التكنولوجيا وتدرجت حتى أصبحت مديرة دائرة الإعلام والنشر في مؤسسة المعاهد الفنية خلال فترة الثمانينات في العراق . ساهمت في تحرير مجلة (التقني) التي تصدرها مؤسسة المعاهد الفنية وأصبحت مديرة لتحريرها. يتركز الجهد البحثي لها على قياس معدلات التلوث في مكونات البيئة الطبيعية في نيوزلندة ولديها العديد من البحوث العلمية المنشورة في المجلات العالمية ، وقد أشادت إحدى الصحف النيوزلندية المحلية بالجهد البحثي الذي قامت به في قياس مستويات الإشعاع في بعض الأجسام المائية الموجودة في مدينة أوكلاند العاصمة التجارية للبلاد وأكبر مدنها.
صدرت لها مجموعتها القصصية الأولى (الهاوية) عام 1987 عن دار عشتار في بغداد . قدمت للمجموعة الراحلة الشاعرة آمال الزهاوي أشادت فيها بالمجموعة وقالت بأن الكاتبة تسلط في كل قصة الضوء على جزء من حياتنا بتفصيل شديد "فتظهر مشعة بألوان جميلة فيها الدفء والنعومة ولكنها لا تخلو من رمزية كما هي حقيقة الحياة التي تبدو بأشكال متناسقة تموت فيها الأحلام".رسم لوحات الكتاب والغلاف الفنانة انطلاق محمد علي
المجموعة القصصية الثانية صدرت 2016 (عطر الحب) عن دار الحكمة في لندن وتصدرت لوحة الغلاف للفنان فيصل لعيبي وكتب المقدمة التحليلية للكتاب الاستاذ الدكتور سيار الجميل
نشرت نماذج من قصصها في العديد من المجلات والصحف العربية من بينها قصة (الإفتراس) التي نشرت ضمن ملف (قاصات عراقيات) في العدد الخامس عشر من مجلة (الكاتبة). كما نشرت في المجلات العربية كمجلة مواسم المغربية التي تصدر في مدينة طنجة
تكرس الدكتورة غادة معظم وقتها لخدمة الجالية العراقية في اوكلاند من خلال الإهتمام بالإرث الثقافي العراقي وتعريف المغتربين والأجانب بالجوانب المضيئة في تاريخ العراق الجميل
بعدها قدم الدكتور أمين المظفر مداخلة جميلة بإختياره النص العاطفي المفعم بالإحساس من خلال إختياره مقاطع من القصص ، كما شارك الأستاذ فهيم السليم بمداخلة جميلة وهي الصورة الشعرية في النصوص القصصية في عطر الحب واهدائه قصيدة رائعة مستوحاة من القصص ، أما الدكتور موفق الحمداني فقد إختار المقال السياسي المخفي في القصص وكأنه فك الشفرة وقرأ السطور المكتوبة بالحبر السري الذي تكتب به القاصة غادة . قدمت الشاعرة الرقيقه فرات إسبر إضافة جميلة عفوية وربطت النصوص مع بعضها البعض وكأنها قرأتها كنص واحد كذلك قدم الأخ عباس الحسيني مداخلة لطيفة بكتابة قصيدة من الشعر الشعبي مستوحاة من إحدى قصص المجموعة وختم المداخلات الصديق المخرج المسرحي فاروق صبري برؤيته المسرحية للنصوص والشخوص داخل النص . لقد أحست الدكتورة غادة أن النص وضع في منخل كبير وبه مناخل صغيرة كالتي تستخدمها في الجيولوجي في فصل حجم الترسبات ولكن هذه المرة وضعت به قصصها وتوزعت الى عزل النص العاطفي الى الرمز السياسي والى الصورة الشعرية والمسرحية ووجدت كلماتها تستغيث لتعيدها الى مكانها في النص . لقد ساهم الأستاذ المحامي ( عدنان حسين عوني ) بكلمة مقتضبة شكر فيها الجميع مذكراً إياهم بالراحل ( خليل شوقي ) وبإنتصارات جيشنا على داعش والإرهاب وثمن دور المرأة في معركة مصير الوطن وقدم باقتي ورد مناسبة ، كذلك قدمت السيدة هدى الشكرجي والصديقات في جمعية المرأة العراقية النيوزيلندية الثقافية باقات ورد أنيقة للدكتورة غادة التي شكرت بدورها الجمعية وجمع الحاضرين وقالت : لايفوتني أن أشكر الحضور المثقف الذي تفاعل مع النصوص والمداخلات بشكل رائع . وشكرا لصديقاتي اللواتي أحطن بي كألفراشات وشكراً لإبني تموز وزوجته شمس وكل من حضر هذه الأمسية .
كما سيتم نشر جميع المداخلات بشكل منفصل لاحقاً
جمعية الثقافة الع ربية النيوزيلندية
مقالات اخرى للكاتب