عندما يكتب التأريخ بالدماء، فذلك يعني أن الطريق مليء بالتضحيات، وهو فرصة كبيرة لإخراج أفضل ما لدى الإنسان من قوى باطنية، لأن النصر الذي صنع بدم أحمر سيبقى خالداً مدى الدهر، وهذا ما تجسد في معركة الموصل، فلقد إستجاب الأحرار لدعوة مرجعيتهم، فإستحضر هؤلاء المجاهدون الأبرار معركة الطف من جديد، فأنتصر الدم والسيف على السواء، لتكون ملحمة جديدة وطف جديد، وبأنصار جدد بعيداً عن المزايدات والمتاجرات.
الرهان كان كبيراً وصادقاً في الميدان، إذ كان الهدف في المقدمة هو النصر، والتحرير، والخلاص من الزمر التكفيرية، وعلى يد رجال صدقت نواياهم، حين واجهوا الدسائس والفتن، لتحجيم ما وصلت إليه إنتصارات الحشد والجيش، في مدن العراق التي إغتصبها الدواعش، وإسترجعت بفضل فتوى العصر.
باتت معركة الموصل كبيرة وعميقة ولكنها مؤلمة، والسبب أنها عروس يحاول المأزومون تقسيمها، والطائفيون تمزيقها، والمأجورون إقتطاعها، والسراق إغتصابها، وينسون أن في العراق رجال أشداء على الكفار رحماء بينهم، لن يقبلوا بالذل والهوان، فهيهات منا الذلة صرخة تدوي في سماء العراق، رغم أنوف المنافقين والمارقين واليهود ومن إلتف حولهم.
العراق لن يعتمد على قوات التحالف الدولي، لكي يخرج جرذان الجاهلية من أرضه، لأن النصر سيظل مرهوناً بهم، وأقنعة التحالف بقيادة أمريكا قد كشفت، والكيل بمكيالين ديدنهم، وبالأساس هم تجار حروب وصناع موت، فلا يمكن أن يسرعوا بعمليات التحرير، قبل التأمين على تلاميذهم من القيادات الداعشية، وهذا ما يريدونه مع إستنزاف خيرات، وثروات العراق والعراقيين، وأن نبقى بحاجة إليهم، وبعد أن أطلقوا كلبهم جاءوا ليحمونا منه، وهذا هو ما يرفضه الجيش والحشد جملة وتفصيلاً.
ختاماً: داعش كيان بدائي متخلف، ستكون نهايته حتمية لا محالة، فهم أكذوبة عوراء في وسط العميان، والتي نصبت نفسها وصية على الأرض العراقية، لإقامة دولة الجهل والجهلاء من أذنابهم الفاسدين، وهم كلب كبير متوحش، تربى بكنف الأمريكان وتدرب كثيراً في معسكراتهم، لغرض زرع الموت والاتجار بكل ما هو محرم، وسحق بأقدامهم القذرة على معنى الإنسانية، التي ميزنا بها الخالق (عز وجل)، لكن حلمهم أصبح كابوساً بيد رجال الحق الإبطال.
مقالات اخرى للكاتب