"حفار قبور يتحدث عن الجمال كما تتحدث المومس عن الشرف" بهذه الجملة صرخ بطل مسرحية الطوفان للكاتب العراقي المبدع عادل كاظم, بامكان اي عراقي يعيش في عصر اللصوص واللصوصية والفاسد ان يضيف على هذه الجملة الأشهر في المسرحية تكملة لتصبح: "حفار قبور يتحدث عن الجمال كما تتحدث المومس عن الشرف" والفاسد عن النزاهة .

لقد بتنا نرى العجبا ونسمع ما لا يعقل ونحن نسمع ونرى الفاسدين واللصوص يدعون للإصلاح ويتخوفون من عمليات فساد ستعترض عملية بيع قصور صدام !.
ورث خالد من ابيه مجموعة من العقارات ومشروعا تجاريا ناجحا ، مع ذلك كان خالد كثير الانتقاد لأداء والده التجاري .

سنة ونيف مضت على وفاة والده ، هجر خالد عالم التجارة واشتغل بالمقاولات ، في اقل من سنة خسر جميع ما يملك من سيولة ولم ينقذه من السجن الا عقارات والده التي باع اغلبها ، كي يسدد ماتراكم عليه من التزامات وما لازم مقاولاته من فشل .
انفرد خير الله طلفاح خال صدام بالسرقات والاستيلاء على البعض من املاك الدولة والمواطنين في فترة السبعينيات من القرن الماضي . اغلب ما استحوذ عليه طلفاح من املاك جاء بعد مزادات اشبه بالوهمية ، لان طلفاح لم يكن يسمح بوجود منافسين في المزادات التي يحضرها وان سمح بذلك فان المنافسين اما ان يكونوا من طرفه او ممن ينسحبوا من المزايدة بعدما يشاهدونه في قاعة المزاد .



في نهاية الستينيات الى منتصف الثمانينيّات من القرن الماضي ، كان عدد الاسر والبيوتات الغنية التي تتجاوز ثرواتها ملايين الدولارات لا يتعدى اصابع اليد وكان اغلب العراقيين يعرفون هذه الاسر بالاسماء ، وكان لهم قصب السبق في تطوير التجارة والصناعة الوطنية وتوفير سلة الغذاء العراقية من المنتج الوطني مدعما بالمستورد . لم يكن من بين جميع هؤلاء من كان يعمل في الحكومة او يشغل منصبا حزبيا بحزب البعث ، باستثناء الحرامي طلفاح ومن لحقه من عائلة صدام وعشيرته ، بالخصوص اولاد صدام وإخوته وابناء عمومته عندما تسنموا مناصب حكومية رفيعة ، حينها اختفى اغلب اصحاب رؤوس الاموال وتركوا الساحة لعدي وعصابته .



اغنياء اليوم في العراق كلهم من احزاب السلطة او مقربيهم او من البرلمانيين وليس من بين هؤلاء من له ماض في ممارسة العمل التجاري او الصناعي - الا ماندر- او ممن كانوا أثرياء قبل اطاحة صدام ، الغريب ان جميع هؤلاء وظفوا اموالا سرقوها خارج العراق بمشاريع تجارية وصناعية وعقارات وأنعشوا اقتصاد دول تكن العداء لتجربة العراق الديمقراطية ، وبعضهم تعمد افشال الصناعة العراقية والمنتج الوطني والمؤسسات الحكومية لانجاح تجارته ومشاريعه.



لمنا وانتقدنا صدام ومازلنا ، لانه بنى اغلب قصوره في فترة الحصار وجوع العراقيين ، لكن ها هي قصور صدام ستباع وتدر أمولا ترفد ميزانية العراق ، وانتم تفكرون ببيع قصور صدام اما خجلتم من انفسكم ؟. لانكم لم تُنشِؤوا اي بناء ولم تعمروا اي منشأة ولم تتمكنوا حتى من ترميم ما بناه صدام . يقال ان دكتاتور رومانيا تشاوشيسكو قال لمن يريدون إعدامه "ستقتلونني لكنكم لن تتمكنوا من صيانة او حتى صبغ ما بنيته وعمرته" وكان مصيبا في توقعاته ، وكأن لسان حال الصداميين واغلب العراقيين يقول ماذا قدمتم للعراق خلال13 سنة .

بيع قصور صدام بصقة على وجه السراق والفاسدين وتذكير دائم على فشلهم ولصوصيتهم.



قصور صدام سيشتريها لصوص الاحزاب واتباعهم باموال سرقوها ، وستكون المزادات مثل مزادات اشترك فيها طلفاح ، في تلك المزادات كان طلفاح وحيدا ، اما مزادات اليوم فان اغلب المشتركين فيها طلافيح جدد.



المنظمومة التي تتحكم فينا فاسدة ولا يمكنها ان تنتج غير الفساد والمزادات ان جرت سيعتريها الفساد .المزادات ان كانت ضرورة فيجب ان يجري تقيما لقصور صدام كل على حدة اولا، ويحدد حد ادنى لأسعارها ويجعل سقف الاسعار مفتوحا ، او ان تشرف عليها لجنة من المختصين من المستقلين يمنحون صلاحيات مفتوحة تحت إشراف مباشر من المرجعية او ممن تخوله -لاننا فقدنا الثقة فيكم - او يصار الى الاستعانة بشركة محاماة وعقارات دوليتين كي تكون عملية البيع والمزايدة نزيهة .



الحل الافضل برأيي بعرض القصور للاستثمار لفترة طويلة تمتد من خمسة عشر الى خمسة وعشرين عاما وتعاد بعدها للدولة ، وتدفع كامل مبالغ الايجارات مقدما ، يمكن استثمار قصور صدام كمتاحف ومطاعم وو، شخصيا لا انصح ببيعها .



المقاول الفاشل خالد استعان بأملاك والده كي ينقذ نفسه من السجن ، وانتم استعنتم بقصور بناها صدام كي تنقذكم من الافلاس, الا تبا لكم ولصدام .



الشخص الفاسد ينتج فاسدين كيف اذا كان الفاسدون احزابا وجماعات ؟.