وجودك عضواً في الفريق يجعلك صاحب جزء من المسؤولية . وعندما تكون قائداً لهذا الفريق سوف تتحمل كامل المسؤولية. ولكن يبدو بأن قادة العراق لا يفهمون من القيادة والمنصب شيئا سوى اجتماعات , ندوات , بيانات , تصريحات إعلامية, صور, وعود . تلك العناوين التي يعاد تدويرها من الجميع في كل مناسبة. ناهيك عن البحث عن مصالحهم الشخصية والحزبية والطائفية والمذهبية والقومية فقط .
الكارثة أن نشاهد السيد حيدر العبادي رئيس أعلى سلطة تنفيذية والقائد العام للقوات المسلحة عندما تم المجيء بهِ من أخر الصف ليكون في المقدمة كان الجميع ينتظر منه الأحسن الأفضل .ولكنه مضى بنفس طريق الآخرين . حتى أخترع مبدأ (سوف), التي يستخدمها ويرددها دوماً . فأتحفنا بشعارات سوف أضرب بيدِ من حديد , وسوف نحاسب الفاسدين .ولغاية الآن لم نجد يداً تضرب بصدق وأخلاص , ولا فاسد تمت محاسبتهِ , متناسياً بأن من نهب البلاد والعباد يسكنون بقربهِ , وبقرب النزاهة والقضاء. بل أن غالبية حيتان الفساد يجتمع معهم كل يوم . ثم جاء الدور ليطالب بتطبيق قانون من أين لك هذا ؟ ولا أعلم لمن يوجه كلامه . للشعب الذي أتعبتهُ سياسية الفشل والقتل والخراب ؟ آم للسياسيين الذي يعلم جنابه قبل غيره بأنهم لا يعترفون بقانون ولا بتطبيق ولا هُم يحزنون . فكل سياسي وحزب بما لديهم من أموال وسلاح وعصابات فرحون . ولماذا يتناسى بأن القانون في العراق لا يطبق إلا على الفقير والبسيط والمسكين . حتى أصبحت العديد من العناوين القضائية والقانونية بحاجة لقانون حقيقي يحاسبها ويعيدها لجادة الصواب ويبعدها عن المحاصصة. قد تكون مشاكل العراق كثيرة لكن السيد حيدر العبادي يعلم بتلك المشاكل عندما أستلم المنصب , وتمعن بكرسي رئاسة مجلس الوزراء . كما أنه كان وزيراً ونائباً برلمانياً ولم يأت مغمض العين , بل واعياً ومدركاً لكل شيء .واليوم يتعذر بأن هناك حواجز وعوائق في طريق الإصلاح .حتى خرج علينا في مؤتمر المصالحة المجتمعية مطالباً (بكتلة سياسية عابرة للطائفية والتحزب)!! لماذا سيادتك لا تبادر وتكون أول مسؤول يتخلى عن المحاصصة والتحزب . وتقود العراق كسياسي مستقل لا يبحث عن تشكيل كتله خاصة به يدخل بها الانتخابات القادمة. لا أعلم ماذا يريد السيد العبادي حتى نفسر تصرفاتهِ التي تتسم بالتردد والخشية من المضي بقوة رغم التأييد الجماهيري داخلياً والعربي والإقليمي والعالمي الذي حصل عليه . وهل سوف ينهي مدة رئاستهِ بالشعارات وسوف ولا بد ؟ ولكن الشيء الوحيد الواثق منه بأن العبادي يستحق لقب أكثر شخص ينشر صوراً في صفحتهِ الرسمية على موقع الفيسبوك . أما غير ذلك فلا يختلف عن الآخرين بشيء لأن جميعهم من نفس الطينة.
مقالات اخرى للكاتب