لم تشهد الدولة العراقية منذ تأسيسها إلى يومنا هذا نهباً وسرقةً للمال العام كما يحدث في العراق اليوم بعد العام 2003 حيث خرجت علينا العصابات الحاكمة بمختلف الوسائل والبدع للسيطرة على المال العام ونهبه وسرقته تحت شتى ومختلف العناوين ... وأنا كما غيري من الكتّاب تطرقنا بآلاف المقالات إلى هذه السرقات ومن أوجه مختلفة ولكننا استخلصنا نتيجة واحدة تقول انه عندما يكون راس الهرم فاسدا فلا تعتب على من بداخله.
مفتش عام وزارة الصحة عادل محسن .. هذه الشخصية البهلوانية التي لا اعرف كيف وصلت إلى هذا المنصب الحساس والخطير لا لكونه منصب يتعلق بكشف ملفات الفساد والقضاء عليها بل انه منصب يتعلق بصحة الناس أولا والقضاء على ملفات الفساد ثانيا .. هذا المحسن كان ضيفا في برنامج الإعلامي المشاكس أنور الحمداني بناءا على طلبه في كشف ملفات الفساد (حسبما يدعي) واستحق بجدارة أن يلقب بالقرقوز لأنه لم يتحدث بكلمة واحده حقيقة بدءا بكذبه وتضليله الرأي العام بتاريخ زواجه الذي كان واضحا للعيان من خلال ما عرضه من وثيقة حاول التستر على التواريخ الفعلية التي حملتها هذه الوثيقة من خلال وضع إبهامه عليها أو من خلال ايكال التهم للآخرين بمواضيع لا علاقة لها بما يتحدث به ... هذا المحسن همّش عشرات الموظفين من أصحاب الكفاءة والاختصاص من مكتب المفتش العام لوزارة الصحة ليأتي بزوجته المصون والتي تحمل شهادة (بيطرة) لتكون على راس قسم تفتيش العقود الخاصة بوزارة الصحة وأرجو الانتباه لهذه النقطة ... بيطرانية تتحمل مسوؤلية التفتيش والإشراف على العقود الخاصة بتوريد كل ما يتعلق بصحة المواطن من دواء ومعدات !!!
نعم فبعد الاستهتار الكبير باوراح العراقيين من خلال أجهزة كشف المتفجرات الفاسدة ومن خلال المفخخات وكواتم الصوت والعبوات الناسفة يأتي هذا المحسن وزوجته ليقضي على من تبقى من العراقيين الأبرياء بأدوية ومعدات فاسدة لا علاقة لها بصحة المواطن وكل هذا يجري تحت مسمّى (دولة القانون) التي يرأسها دولة الرئيس نوري المالكي !!! فالسيد المالكي مشهود له بالتستر على عشرات الفاسدين والقتلة بدءا بوزير تجارته السابق السوداني ومرورا بعشرات غيره ممن زكمت روائح فسادهم الأنوف وجلبت لنا نحن العراقيين الخزي والعار على هكذا أشخاص يتحكمون بمصيرنا ومستقبلنا وبعضنا يصفّق لهم وينعتهم بأوصاف لاتمت لهم بأي صله كمختار العصر وقاهر الإرهاب وغيرها من ألقاب أصحاب الأقلام النجسة التي تطبّل لهم وتمجّد بهم.
كل هذا يجري تحت مسمع ومرأى دولة الرئيس نوري المالكي والذي لم يحرك أي ساكن بل ولم يكلف نفسه بتشكيل لجنة تحقيقية مع هذا المحسن ليس لخروقاته القانونية فحسب بل لان مخالفاته تتعلق بصحة المواطن العراقي المغلوب على أمره الذي لم يتبقى له من عراقه اليوم سوى صحته التي يدعو الله أن ينعم بها عليه.
دولة الرئيس إن كان رعيتك يتعاملون مع العراقيين كالخرفان وأنت تبرّئ ساحاتهم بصمتك أولاً وتغاضيك ثانيا فاسمح لنا أن نلقبك بدولة الرئيس (نونو المالكي) لأنك وعصابتك تحملون من البراءة مالم يحمله طفل من قبلكم وبالتأكيد إن المشاكس أنور الحمداني وغيره من الضيوف والإعلاميين والشرفاء الذين يحاولون كشف ملفات فسادكم هم أناس يريدون بعراقنا الخراب والدمار وانتم ببراءتكم تريدون اعمار العراق ونهضته !!! شكرا لك دولة الرئيس نونو المالكي وعذرا منكم أطفال العراق لأن رئيس مجلس وزراءكم قد انتزع وزبانيته منكم براءتهم هذه!!