دائما يكتسب عيد العمال , العزيمة والقوة والاصرار والتحدي , في مواجهة الصعاب والتحديات والظروف الصعبة , من عمق تاريخه النضالي الطويل , وعبر مختلف العهود بما فيها عهود الاستبداد والطغيان والحقب الدكتاتورية , والطبقة العاملة العراقية جزء من هذا التراث النضالي العريق , فقد ارتبطت بعمق مع نضال الشعب العراقي في كفاحه الصعب , من اجل تحقيق الحرية والديموقراطية والحياة الكريمة والاستقرار للبلاد . واكتسبت تجربة وخبرة كبيرة في مقارعة سلطة الطغيان والدكتاتورية وسيفها المسلط على اعناق الشعب , وقدمت التضحيات الكبيرة مع جموع الشعب بقواه الخيرة والشريفة , في الدفاع عن حقوق الشعب ومن ضمنها حقوق الطبقة العاملة العراقية , وحقها المشروع في تنظيمها النقابي , الذي يعبر بصدق وامانة عن تطلعات وطموحات العمال في الحرية التنظيمية وفي الحياةالحرة الكريمة , وحق المطالبة في اصدار قانون وتشريعات عمالية تضمن حقوقهم الكاملة وترفع عنهم الظلم والحرمان والاجحاف ضدهم , ان الطبقة العاملة وتنظيمها النقابي يشكل قوة فعالة مع جموع قوى الخيرة والشريفة , التي تحرص على مصالح الشعب والوطن , وتحارب قوى الشر والعدوان في خطابها الطائفي المتشنج , الذي يزرع بذور الفتنة والشقاق بين صفوف ابناء الشعب , ان هذا العيد اليوم , الذي يمر فيه العراق في ظروف حرجة ودقيقة وصعبة , يكتسب ضمن الظروف الحالية , مهمة نضالية شاقة وعصيبة , بان تاخذ قسط من الحمل الثقيل الذي وقع على الشعب بجموع طوائفه , هو ابعاد اشعال نار الفتنة الطائفية وشبح الحرب الاهلية , التي تدق الابواب بوجهها البشع والمدمر والمخرب , وهذا يحتم على الطبقة العاملة وتنظيمها النقابي والجماهيري , في زرع رايات الوطن في كل مكان ,في عناوين الاخاء والتضامن والتعايش السلمي بين ابناء الوطن , والضغط المستمر على الاطراف السياسية المتنفذة , في تحمل مسؤولياتها في الانصياع الى مطاليب الشعب واحتياجاته الملحة , وفي درء وابعاد شرارات النيران المشتعلة , بان تفتح قنوات التفاهم والحوار والتهدئة السياسية واحترام الدستور ومصالح الشعب والوطن , ان نضال قوى الخير الشريفة , دخل في طور جديد بعد نتائج انتخابات مجالس المحافظات , والتي تمثلت في عزوف المواطنين من ممارسة حقهم الشرعي في المشاركة في صناديق الاقتراع , , وطعم الخسارة والهوان التي تجرعتها قائمة السيد المالكي ( قائمة دولة القانون ) نتيجة التذمر والاحباط والسخط العارم ، الذي سببه الاداء الفاشل والعاجز في ادارة شؤون البلاد, وما جلبه من اثار سلبية في كل زاوية من البلاد ,, ونفاذ صبر المواطنين بان الامور تسير من سيء الى اسوأ , كما فتحت هذه النتائج الانتخابية , نافذة صغيرة ولكن معانيها وابعادها كبيرة , اذ مزق التيار الديموقراطي جدار الطائفية المتين , وسجل بادرة ايجابية تمثل بداية للانتصار القادم , بمساندة المشاركة الجماعية والفعالة في انتخابات البرلمانية القادمة , ان التغيير القادم يعتمد على المشاركة الفعالة , وبالعزم على ضمان مستقبل البلاد , ان قوى الشعب الخيرة مدعوة الىتحقيق هذا التغيير القادم , الذي يحمي ويصون مصالح الشعب والوطن , ويبعد كل الاخطار المحيطة والتي تعصف بوحدته واستقراره الامني والسياسي , وان الطبقة العاملة جزء من قوى الخير , مدعوة الى المساهمة الجماهيرية الفعالة , رغم انها تعاني من الكثير من المظالم والاجحاف , من حيث قلة الاجور , وعدم توفر فرص العمل بشكل دائم وخاصة عمال المساطر , وتزايد اعداد العاطلين عن العمل , والزيادة المخيفة في اعداد الفقراء , وعدم توفير الحد الادنى من شروط السلامة المهنية في مواقع العمل , فضلا عن غياب الرعاية الاجتماعية والصحية , وغياب المساعدة الشهرية للعاطلين , لتمكينهم من مواجهة الظروف القاسية , وحرمانهم من تشريع قانون عمالي جديد , يكفل ويضمن الحياة الكريمة لهم
فالف تحية الى عيدهم المجيد . والمجد والخلود لشهدائهم الابرار.