نصبت اسرائيل القبة الحديدية , للدفاع والحفاظ على امنها , وسلامة مواطنيها , ونجحت بذلك نجاحاً باهراً , في التصدي لمئات الصواريخ في كل جولة حرب , وتدميرها في الجو , قبل ان تصل الى اهدافها المرسومة والمحددة , ولم يذكر بان واحد من هذه الصواريخ نجح في ضرب هدفه بدقة . ان هذه القبة الحديدية , موجودة في المنطقة الخضراء , ولكن بشكل مختلف , وبنوع اخر من اشكال القبة الحديدية , المغاير بما هو موجود في اسرائيل . فالمنطقة الخضراء ظلت تتمتع بالامان والسلامة والاطمئنان , رغم ان الخراب والدمار وبرك الدماء , اجتاحت كل بقعة وزاوية من العراق , وتحملت بغداد العبء الاكبر من مسلسل القتل اليومي , بكل انواع ادوات الموت والخراب , كأن هناك اتفاق غير مبرم ومكتوب , بين مجرمي داعش وحزب الدعوة , باعطاءهم الحق بالقتل والتدمير , في اية منطقة يودون زرع الموت المجاني فيها , ما عدا المنطقة الخضراء . ونعرف من مسلسل الخراب الذي اصاب العراق , بان تنظيم داعش استطاع عدة مرات اقتحام بنجاح كامل , اصعب واعقد الاماكن الحساسة , المطوقة بطوق امني صارم ومتشدد , بحيث لاتستطيع ذبابة واحدة اختراق هذا الطوق الامني الحديدي , وبعضها يبعد بضع مئات الامتار , من المنطقة الخضراء . وهنا يتبادر الى الاذهان , بان ارهابي داعش يملكون الامكانيات والاسلحة القادرة على احتلال بغداد واسقاطها وحرقها بالكامل , باعتراف احد قادة حزب الدعوة , والمسؤول الاول عن الملف الامني , وخاصة ونعرف حسب ما كشف عنه , بان هناك تواطئ وتنسيق , بين المجاميع الارهابية المجرمة , وبعض القيادات الامنية , من ذوي الذمم الضعيفة وعبدة الدولار , وكذلك بعض الجهات السياسية , التي تعلن بصوت مسموع بانها مع العملية السياسية والمسار السياسي نهاراً , ومع داعش ليلاً . كل هذه الامكانيات الكبيرة المتوفرة مع الارهابين , وباستطاعتهم ادخال اكثر من سيارة مفخفخة بالاحتيال والمال ودفعها بضع مئات قليلة من الامتار , وحتى على مشارف المنطقة الخضراء , كاستعراض للقوة وارسال رسالة خوف ورعب الى المنطقة والحكومة , او ضرب المنطقة الخضراء بالصواريخ ( الكاتيوشا ) من اماكن بعيدة . اذن ماهو المانع والمعرقل , طلما هي تملك اسلحة نوعية مدمرة , حسب تصريح القائد الامني الاول في الحكومة , لابد ان هناك لغز وسر وشيئ عقد تحت الكواليس , او في الغرف السرية . بان تظل المنطقة الخضراء , آمنة وبعيدة كلياً من العمليات الارهابية , حيث يكون الاسقرار والامان من نصيبها , والموت والذبح والحرق نصيب المواطن , في اية زاوية من العراق وجد , ان هذا الاستهتار والاستخفاف بحياة المواطن , هو نتيجة طبيعية ,لان الشاغل الاوحد الذي يسعى اليه نوري المالكي . هو التشبث بالكرسي الملعون , حتى على تدمير العراق ( بعد ماننطيها ) والسيطرة على مرافق مؤسسات الدولة , والانفراد بها لحزبه فقط , دون غيره , ومنها الجهاز الامني , ولهذا فتح الباب للقوات الامنية , لشعيط ومعيط وجرار الخيط . بدون معايير الكفاءة والخبرة والنزاهة , والمسؤولية وحسن السلوك والاداب والاخلاق , الشرط الوحيد , هو ان يحصل على صك الغفران والتزكية من حزب الدعوة , لذلك اصبح العراق يعيش في كوميديا سوداء , عندما يشتد الحبل والخناق حول رقبة الحكومة , وترفس لحظاتها الاخيرة للرحيل والموت الابدي , ياتيها اوكسجين الحياة لينعشها , من تنظيم داعش المجرم , بان تلقي القبض على مئات المجرمين , وتدمر مخابئهم وتستولي على مخازن سلاحهم , فتتنفس الحكومة الصعداء , وتنتفخ حويصلتها , بالغرور والعنجهية المتعجرفة والكبرياء الفارغ , وحين يرتخي الحبل حول رقبتها , ينتهي دورها المسرحي البهلواني , وياتي دور ( داعش ) بالهجوم على السجون واطلاق سراح هؤلاء المئات , بعمليات منسقة ومنضبطة بالتمام والكمال , دون عراقيل وصعوبات , كأن هناك اتفاق مبرم بتبادل الادوار المسرحية , هكذا ودواليك تستمر اللعبة الخطيرة والسخيفة والحقيرة , يكون ثمنها المواطن البريء , الذي دفعه حظه العاثر والمنحوس , ان يولد في العراق , وينتهي به المصير الى عهد ( مختار العصر الاغبر ) , لذلك على الشعب مهمة ومسؤولية وطنية , بان نعيد وجه العراق المفقود , ونضع حداً لمأساة العراق , ان يصوت الناخب العراقي بضميره الوطني , وان الوطن يناديكم , هل من مستجيب ؟؟؟
مقالات اخرى للكاتب