بعد سقوط النظام الدكتاتوري , اختفى بشكل كامل عن الانظار , الزي الزيتوني , واصبح حملا ثقيلا على صاحبه , لانه يشكل علامة بارزة , لاعوان النظام الساقط الذين ارتكبوا من الاعمال الوحشية والارهابية , بدم بارد ودون وخز ضمير او وجدان , وصار هذا الزي البشع والكريه , عار وشنار وتهمة اجرامية يطالها القانون بالقصاص العادل , ومن هذا الواقع الجديد , حاول اعوان البعث , اخفاء هويتهم وتاريخهم الاجرامي , بتمزيق هذا الزي وحرقه ودفنه في المزابل , لانه يذكر المواطن , كيف كانوا اصحابه كلاب مسعورة تحصي انفاس المواطنين , بالمتابعة ومراقبة بالجرد الحزبي لكل زاوية من البلاد , ولكن حينما تبدلت وتغيرت القيم والاخلاق السياسية والاعراف المقبولة , وتحولت احوال البلاد من سيء الى أسوأ , نتيجة التعامل الجديد لقادة العراق الجدد, حيث تحول التعامل السياسي خال من القيم والاخلاق والاعراف النزيهة والصادقة , وتحول العمل السياسي الى ممارسات ومقايضات تجارية , تمثل اسوأ شكل من العهر , فقد صارت السياسية ربح ومال وتجارة وشهرة ومنافع ذاتية وشخصية , وانعدم الحرص والمسؤولية والشعور الوطني والدفاع عن مصالح الشعب والوطن , وانتشار بضاعة سوق الدجل والنفاق والنهب والسحت الحرام والفساد , تحتل مركز المشهد السياسي , وتقود البلاد الى محطات مجهولة وخطيرة , ضمن هذه الفوضى العارمة , رجع الزي الزيتوني في اعلى مقام من المجد والجاه والشهرة والمال , وصاروا اصحابه الجدد يفتخرون به , وعاد للظهور مجددا بامراضه السرطانية , بحجة الدفاع عن الوطن والطائفة , وصار المواطن المظلوم تحت رحمتهم ومشيئتهم , , فقد ظهر رجل دين بعمامته البيضاء وفي الزي الزيتوني في ساحة الاعتصام يعربد ويهدد بالويل والثبور والانتقام , وحرق البلاد على العباد , وتخريب الوطن بالسموم الطائفية . وبعدها ظهر الامين العام لحزب الله ( تنظيم العراق ) واثق البطاط . بزيه الزيتوني , كأنه زي العصر والحنين الى الماضي البغيض , . يهدد ويعربد ويصدر فتاوى بالقتل والحرق والقصاص , لرجال الدين والسياسيين ورجال الاعلام والصحفيين , وكل من يقف عقبة في طريقه . ويلغي الدولة وهيبتها بجرة قلم , ويلغي دور الاجهزة الامنية والعسكرية , بالمسؤولية في حماية وصيانة المواطن من عبث العابثين , ويفرض الامن على المواطن من خلال تفتيشهم وتدقيق هوياتهم , ليبث الرعب والخوف والقلق من المصير المجهول من خلال هذه الاستفزازات الشاذة والمدانة والهجينة , والتي تدل على الحالة الامنية السيئة التي وصلت اليها البلاد , والتي تهين هيبة ومكانة الدولة . ان هذا البطاط كان بالامس صنيعة المالكي , واليوم صنيع جهات مخابراتية ,تسعى الى حرق وتخريب الوطن , ان هذه الظواهر الشاذة تجري تحت سمع ونظر الجهات الامنية , دون ان تكلف نفسها بالقبض على هذه الزمر العابثة وتقديمها الى القضاء العراقي , والادهى من ذلك يتجولون بكل حرية بزيهم الزيتوني المحبوب , ويتنقلون بين القنوات الفضائية كابواق تعزف على وتر الطائفية البغيض , ونشر غسيلهم القذر والمخرب والمدمر , ان غياب دور الدولة بحماية وصيانة امن المواطن , يمثل الانحدار الى الهاوية السحيقة , ان على الدولة والحكومة والبرلمان , لجم هذه الاصوات التي تدعو الى العنف والقتل والتخريب من اية جهة كانت . مما هو جدير بالذكر , كشف مرصد الحريات في بغداد ,عن اتخاذ اجراءات قانونية لحماية الصحفيين , بعد التهديدات التي اطلقها رجل الدين واثق البطاط وعبدالرزاق الشمري . وقال مدير مرصد الحريات زياد العجيلي , عن ان مركز الحماية القانونية لمرصد الحريات الصحفية , في البدأ باقامة دعاوي قضائية ضد البطاط وعبدالرزاق الشمري ( المتحدث باسم معتصمي الانبار ) بدعوى التحريض على قتل الصحفيين , واضاف العجيلي , في حال المساس باي صحفي في عموم العراق فستكون الاتهامات موجه للبطاط والشمري , حمل الاجهزة الامنية المسؤولية.