أنشأ دار الندوة فى الجاهلية – قصي بن كلاب بن مرة بن كعب، ولم يكن أسمه قصياً، بل زيداً، وسمي قصياً بعد ذلك لأنه قُصّي عن قومه وتعرف دار الندوة -بالنادى -أى مكان الاجتماع والمشاورة وتعرف أيضا باسم المجلس الذى يجتمع فيه سادات قريش للمداولة والتشاور وعقد اتفاق للصلح عندما يشتد القتال وتعد دار الندوة أول دار بنيت بعد الكعبة وكان قريباً من الكعبة المشرفة وكانت صناديد قريش تجتمع فى هذه الدار لمواجهة الدعوة الاسلامية وكان مقراً لتبادل الاراء والوقوف فى وجه دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم – وايضا لمحاربة القبائل العربية.
وقد تعارفوا على أن لا يحضر اجتماعاتهم إلا من كان سنه فوق الأربعين ، ويستثنى من ذلك بنو قصي وحلفاؤهم، أو من عرف من غيرهم بحسن الرأي ورجاحة العقل؛ فدخلها الحكم بن هشام (أبو جهل) ، وهو ابن ثلاثين عاماً لجودة رأيه وحسن تدبيره،
استمرت دار الندوة بعد معاوية بن أبي سفيان مقراً لخلفاء بني أمية،وتبقى دار الندوة فى الجاهلية — مصدراً للتشريع واصدار الاحكام ومحاربة الدين الاسلامى ثم معاونة الغني على الفقير.
ونصرة الاسياد على العبيد وأستمر الشيطان مع الحلفاء يركع مع الباطل فى وجه الحق حتى وأن كان الحلال بين والحرام بين -لكن النزاعات العصبية والقبلية هى من تشرع الأحكام والمعاهدات وأستمر الحال فى شبيه الجزيرة العربية – التى تعد من أكبر مناطق للقبائل والاحتكام الى العرف الشرعى -هجر الأعراب أو القبائل ألى عدة دول وأستقر بهم الحال فى الصحراء الغربية بمطروح -حيث تعدد القبائل والصراع الازلى الذى لاينتهى الا بالمحاكم أو الأحكام العرفية التى يصدرها كبار شيوخ القبائل سوء بالدية فى حالات الدم أو رد حق المظلوم -أذن هى محكمة صغيرة داخل دولة تحكم بما تشاء واذا عدنا الى السعودية وجدنا يطبق الشرع على الغرباء اكثر من سكان الوطن الاصلى -نجد تجارة مخدرات وزنا -شرب خمر رشوة — ولم يطبق الشرع الا على الضغفاء -.
رغم وجود البيت الحرام وكبار رجال الدين -الا ان الشريف هو من الامراء وكبار الأعيان — ومن ثم نفس الحال بمطروح-تم أنشاء مجلس للعمد والمشايخ من أجل حل المشاكل ومع الأسف حتى رعاية الدولة – كل شهر يتم تعين رئيس للمجلس جديد من العمد والمشايخ – ويكرر الحال فى كل شهر – نجد رئيس المجلس يصدر أحكام مثل القضاة على حين أنه غير ملم بالاحكام وليس على قدر عالى من التعليم وأحيانا يكون بلا شخصية يتحكم فيه الاخرين عن طريق الرشوة أو عن طريق الآنحياز الى أحدى الأطراف الأخرى وهو التطرف بدون وجه حق وعلى حسب الأهواء الشخصية والمزاج النفسى – كيف يفصل فى النزاع – اذا هو صديق او قريب من الخصوم يبدأ التاثير وتبدو الطلاسم فى كتابة الملفات -.
وكيف لشاب غير رشيد أن يصدر أحكاماً حسب الميول العقلية وحسب الحالة النفسية لكل عمدة وشيخ قبيلة يكون منحازاً ألى أفراد قبيلته ومن ثم كيف نثق بمن يعقد صفقات فى الخفاء على الصلح بين مهربي سلاح ومخدرات – اذن نفس الجاهلية القديمة تعود عندما نجد من يتعامل مع المجرمين.
هو نفس القديس الذى يصدر الاحكام العرفية فى أكبر قضايا المجتمع —– تجد هذا الشخص يدين بالولاء والعنصرية الى أهل مدينته التى يسكن فيه — لايهم الحق الأهم أن ترضى عنه القبيلة حتى أن كان بلا سند قوي -نصرة المصالح الشخصية أهم من العقائد وأهم من أىة جهة اخرى -أذن مات الحق بسبب أبو جهل-.
وكثيرا ما تجد العمدة يصلي ويصوم – وهوأصلا بعيد عن الدين لايعرف من الدين الا المظاهر ولايطبق شرع الله على الارض.
نعود ألى قريش كيف حاربت الرسول بجهل وعنصرية ثم حصارو تجويع – وهم مركز أصدار الأحكام – ثم أنتهى الامر بمقتل الآمام الحسين من أجل الحكم – ولايهم الا المال ثم النفوذ والسلطة وأن كان الكرسى سبباً لنهر من الدماء لم يقف الى الآن -.
وسيستمر الحال بمطروح بنفس العنصرية – وتفضيل الاقرب ثم الاقرب – والويل لمن يسكن فى غير محافظة مطروح وله منازعات سوء على أرض – او مال او جاء يقيم فى المحافظة من اجل لقمة العيش – سيجد نفسه من جنسية اخرى يعامل على انه من عالم اخر تماما عليه ان يحصل على الجنسية فى مطروح حتى يعامل مثل ابناء الوطن – ولن يصل لمرتبة القبائل ولن يحكم له بالعدل.
تعد مافيا الاستيلاء على الاراضى فى مطروح من اخطر العصابات التى لاردع له باكل حقوق الاخرين – وايضا المشرع لايرى سوى نفسه.
توجد اراض مغتصبة من الكثير والمجلس يقف مع الباطل ضد الحق حتى ان كنت من اصل بدوى ولاتسكن مطروح تعتبر من كوكب اخر لايحق لك العيش هناك.
ونفس الحال حدث الاعتداء على مسيحى واخذ حقه بالباطل فى ارض ملك – ويكفى انه يرضى بالشرع الاسلامى والحكم العرفى لكن يهود مطروح تجد حقاً مشروعاً فى الاستلاء على الاراضى -.
اذن هولاء هم القبائل العربية وتخاريف الاحكام العرفية وتحكيم شباب صغير السن فى اكثر الفضايا المهمة التى دائما تعطى الحق للقريب وان كان على باطل.
يغيب الضمير ويظل الجاهل يعتلي الباطل على كرسى المفاخرة رجال عاجزة عن نصرة الحق – اذن لانلوم اليهود قبل أن نلوم انفسنا عندما نسلب الحق من الاخرين ونتباهى ان المجلس شرعي وانا القانون ميت لايعرف العدل ويظل ابوجهل القاضي الى ابعد حدود الزمن نفس الجلاد واحد وشبه جزيرة من الغيم لاتمطر الا الظلم وقيادى غير مؤهل الى احترام حقوق الاخرين .
مقالات اخرى للكاتب