بدايتى كانت فى ملجأ الأيتام أتدثر بروحى فى البرد وأحتمي بصوت جرس الذكرى – يبدو أنه خاو من أية طقس لم أر البوم اسرى ولم أعلم شيئا عن ذاك الأمس رغم الطقوس والقيود كانت لوحاتي تعبر عن معاناتي عن وحدتي عن تباشير الصقيع خلف كراسي الصمت وتقاسيم وجه عابس وفرمان وقوانين من مشرفة ترفض الأستقامة ألى الأرض أنه الذل فى هذه العنبر القاحل -لامشاعر تربط الأخرين غير سرير للنوم ناقوس الصباح طابور العقاب – تنظيف المرحاض الحرمان من الأكل – وفى أعلى الفناء سبورة سوداء وقلم رصاص قهر الأمل فى الوصول للمحطة الاخيرة – نعم الكل بلا أهل -لكن الأب معلوم والأم ربما تزوجت أوماتت – لكن معلوم النسب لكل شجرة فروع وأصل – أنا أين توابع النسل حتى الزواحف لهم أهل وبيوت من الصخر – سرعان ما جاء الأحتفال بيوم اليتيم – فمن هو اليتيم أنا بلا نسب بلا رائحة ضاع خبر الماضي والحاضر مجهول – يبدو اليوم هرج وصخب ورسوم والوان مزركشة وأصناف من الطعام وموائد من المهرجان -لا سعادة لدي – لم يتغير شيء غير شكل ومعاملة الأخرين – المدير مميز له مائدة خاصة فى الأمام دائما ونحن الضحايا فى الظل دائما أخجل من كلمة اليتيمة – حاشية تصفق وتصور أنه أنجاز وشهادة تكريم للمدير البارع في السرقة والنهب لاعجب لن يضرنى شيء سافعل المستحيل للخروج من هذا المعسكر ريشتي هي عائلتي ونجاحي هي وسام ميلادي لن أبقى في عنبر الخضوع لست نكرة أنا من يقرر لكن ساسعى أن أكون فنانة فى الرسم ورغم الكوابيس والأحلام رسمت ملامح غربتي فى الحياة ونحجت في أن تعرض لوحاتي فى معارض محلية ودولية وسرعان ما لمع أسمي في الجرائد وكتب عن النقاد – جيهان البارعة – تخلى عني لقب اليتيمة وتقدم للزواج منى – قنديل – مدير أحدى الشركات الصناعية وكان أرمل – ولديه طفلة صغيرة ثلاث سنوات ويرغب في أم بديلة لها – وهل يعوض البديل وجود الأم – شيء ما شدني ألى الطفلة ربما الشفقة ونداء العقل أن أقبل هذا الزواج ربما يكون فرصة أحفظ على الطفلة وأقيم حلما سعيدا في حياة جديدة – تزوجنا والطفلة متمردة لديها رغبة فى تحطيم الأشياء وهو دائم الأنزواء والأختباء ليس لديه أحساس بالأنثى مجرد روتين هي حياتي الزوجية كثير ما أتصل به مشغولا خارجا نطاق الخدمة – أحسست أني أسكن سرداب فى كهف الأموات ليس لدى شيء غير الأهتمام بالطفلة والأب دائما السفر نفس العنبر نفس الروتين والسجن فقدت ريشتي هكذا كان الشرط أن أتخلى عن الرسم – وهم دائري هذه الحياة مثل النداء العنكبوتي حتى الأسماء بلا صور جلست على مرأتي لم أر غيرشبح عجوز خادمة بدون أجر وتجاعيد تطمس معالم الوجه ليس لدى راتب أعتمد عليه لم أنجب هكذا النصيب يقرر وحدتي من البداية للنهاية تزوجت الأبنة وأنقطع صدى صوتها عني هي تعلم أنى لست أمها هو يمارس علمه رغم تقدم السن ولديه ثروة لابأس بها — جاءني منه انذار ورسالة صوتية عبر النقال – أكرر ملخص ماسبق أقدم لك الشكر كنت نعم المربية للطفلة والحمد لله حرصت على عدم وجود أطفال منك – ولن أعتذر لك عن شيء فانا كنت متزوجا من أخرى وعندي أولاد وبنات وطبعا زوجة الاب لن تدعم طفلتى بالبهجة والحنان – لذا تزوجت أم بديلة يتيمة تعاني من الغربة – الوحيدة التى تشعر بنفس احساس الغير انت -الغربة والأهمال مرض يدمر النفس – والأن الرحلة أنتهت والأهتمام أختفى وأصبحتي خارج دائرة الضوء — ووصلت طفلتى ألى بر الامان بدون عقد نفسية – ساعتبر أنى كنت مسافر وعدت من عندك والأن اريد البيت من غيرك وسارسل لك شهادة تكريم على عنوان الملجأ بانك أفضل أم بديلة وأيضا مثالية وهذا كاف لشكرك وأنقطع أنفاس الجوال والبرودة تغلف الجدران نعم فى الشمال والجنوب بيوت من الوهم فى الأخير نعود لنفس السجن أيتام من السعادة وغرباء عن النفس لاماضي لنا سوى سجل من الاحزان وحاضر بلا أمل
مقالات اخرى للكاتب