يلومني بعض اصدقائي الاعزاء من انني شخص حالم ابحث في "الشسمة عن حب رگي" لأني ادعو للوحدة والتسامح في حين هم يقولون لا مجال للوحدة، والتقسيم هو الحل لاننا لا يمكن ان نتعايش مع القتلة ابداً. نعم ثمة نقاط تقاطع كثيرة بين العراقيين اليوم، اعرفها جيدا لكني اتجنبها ولا اتعرض لها بل اركز على نقاط التلاقي فقط حتى لو كانت نقطة واحدة. احاول مع كتاب آخرين عقلاء الوقوف بوجه الحرب الاهلية مهما استطعت لأنها لن تحل المشكلة اطلاقاً. انظروا الى لبنان اليوم كيف ندمت وخجلت من نفسها كل الاطراف التي شاركت في الحرب حينها. ونفس الشيء في العراق ايضاً، ستضطر كل الاطراف المتحاربة (لا سمح الله) الى الجلوس سوية في النهاية بينما لا احد سيعيد لكم ابناءكم المقتولين.
صدقوني مالم يتم التخلص من الدين وابعاده عن الحياة السياسية لن يكتب لكم الراحة ابدا وسيبقى جميعكم يتلوى في هذا الجحيم. لا اقصد ان تتحولوا الى ملحدين وكفرة لأن هذا غير منطقي اساسا، بل اقول بضرورة تخفيف غلواء هذا الدين وحبسه في الجوامع. تحسدون الغرب وتتمنون ان تعيشوا فيه لكنكم تتغاضون عن سبب تقدم ورفاهية بلدانها. لقد حبسوا دينهم داخل كنائسهم وتخلصوا منه فوصلوا الى ماوصلوا اليه اليوم.
كل شيء يبدو مختلفا هناك في مدينة الصدر (مدينتي سابقا) عن هنا امريكا. انا اعيش في بلد يسمح لك الذهاب للمساجد والكنائس بنفس الحرية التي يسمح فيها لك الذهاب للملاهي والبارات. اتمنى من جميع الاحبة ان يأتوا هنا ليروا كيف يعيش هذا العالم، فرؤية الاشياء من هنا تختلف تماما عن رؤيتها من داخل مدينة الاعظمية السنية او مدينة الصدر الشيعية. الدين هو السبب ولن اكتب اكثر من هذا، ولن اجعلكم تكرهوني اكثر. هذا رمضان يفترض ان يكون كريما وشهرا حرام لا يجوز فيه القتال، لكنكم ستشهدون حربا اشد واقوى مما حصل في الاشهر الاعتيادية بين كل "فصائلكم الاسلامية". لماذا يا ترى؟؟ تعرفون السبب ايضاً.
مقالات اخرى للكاتب