Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
قتيل ابيض .. قتيل اسمر
الجمعة, تموز 1, 2016
سمير عطا الله

لست أذكر كم دامت الرحلة إلى نيروبي. أكثر من أسبوع وأقل من عشرة أيام. تعرفت إليها في عز جمالها وهدوئها٬ هي التي كانت عاصمة «الماو ماو»٬ أكثر حركات الاستقلال الأفريقية عنًفا. لكن ها نحن نجلس على كراسي صيفية في منصة الاحتفالات البسيطة وأمامنا الزعيم جومو كينياتا وإلى جانبه ممثل الملكة٬ دوق أدنبره. كانت أفريقيا كلها تخرج إلى الاستقلال آنذاك٬ وسط الدماء كما في الكونغو٬ أو وسط المزاهر والمشاعل٬ كما هنا. كان جالًسا أمامي بصفين٬ وبين المدعوين٬ وبكل بساطة٬ نائب الرئيس الشاب توم مبويا. لم أصدق أن هذا مبويا الذي نقرأ عنه دوًما. ولا كان يخطر لي أنني سوف أقرأ بعد سنوات قليلة٬ أنه اغتيل في وسط نيروبي الجميل. الزعماء يحبون الاستقلال٬ وليس المنافسة. لكنني يومها٬ يسامحني أبي٬ توقعت مقتل رجل آخر. كانت أول حكومة استقلالية جميعها من الأفارقة٬ إلا وزير الزراعة الذي نسيت اسمه٬ لكن شكله لاُينسى. رجل أبيض٬ أشيب الشعر٬ طويل الفودين٬ كأنه خارج من لوحة استعمارية في حرب البوير٬ وقلت في نفسي يومها إنه أبقي في الحكومة لمجرد «الديكور»٬ لكن ذلك ليس ضرورًيا. فالدم الأفريقي الحار سوف يتذكر كل يوم أن الرجل من بقايا «شرق أفريقيا البريطاني»٬ كما كانت تسمى كينيا قبل الاستقلال. وبعد أشهر سمعنا نبأ مقتل وزير الزراعة. وانضوت كينيا في عالمها وقارتها التي سيصبح ملك ملوكها معمر القذافي. بقيت حكاية واحدة. كنت قد اشتريت في بيروت٬ استعداًدا للرحلة٬ كاميرا صغيرة أصور بها مغامراتي في الأدغال. وذات يوم انضممت إلى فرقة من السياح في جولة إلى الغابة المفتوحة قرب نيروبي. أخيًرا٬ ها أنا في «سافاري» حقيقي أستطيع أن أنازل الأسود وأطارد النمور وأتعرف عن قرب على أسراب الزرافات. في الغابة٬ُمنعنا من الترجل إلا في أماكن معينة. أعددت كاميرتي لجميع الاحتمالات٬ ولم يكن سوى احتمال واقعي واحد. لم تظهر علينا الأسود٬ ولا النمور. بضعة حمير وحشية والكثير من القرود٬ وفي البعيد أسراب طيور كثيرة وثيران وحشية ضخمة. لا يهم. أخذت ألتقط الصورة تلو الأخرى. ثم أغير الأفلام التي زودت نفسي بها. واستمرت الرحلة (والتصوير) حتى الغروب. وأخذنا نشهد كيف تأوي الطيور إلى الشجر٬ وتنعس الحيوانات في مكانها٬ إلا القرود٬ فلا تشبع قفًزا ولا فضولاً. عندما عدت إلى بيروت٬ اكتشفت أن الاحتمال الواقعي الوحيد٬ أن جميع الأفلام بيضاء٬ ولم أعرف كيف ألتقط صورة واحدة.

 

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.37904
Total : 101