Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
هل تعرف طاعن نجيب محفوظ؟
الثلاثاء, أيلول 1, 2015
فاطمة ناعوت


هل تعرفون اسم قاتل شاعر العرب أبي الطيب المتنبي؟ لا، إنما نعرفُ المتنبي، لأن قصائده تملأ الدنيا ولا يخبو جمالها مع القرون. هل مازلتم تذكرون الأميَّ الذي اغتال المفكر فرج فودة، أو حتى الشيخَ الذي آثمٌ قلبهُ أفتى بقتله؟ لا، إنما نعرفُ فرج فودة، لأن مشعله ما يزال وهاجًا رغم العقود. هل تعرفون شيئًا عن قاتل عالمة الذرة المصرية النابغة "سميرة موسى" في أحد وديان أمريكا الموحشة؟ لا، إنما نعرف سميرة موسى ونشعر بخسارتنا فيها وقدر ما كانت ستؤديه لمصر لو لم تغتلها يدُ الموساد الآثمة وهي في عمر الزهر. هل تعرفون اسم الكاهن الذي كفّر جاليليو وحكم عليه بالموت؟ لا، إنما نعرف جاليليو وطفراته المبكرة في علوم الفلك والفيزياء. هل يعرف أحدكم اسم شانق عمر المختار، المناضل الليبي النبيل؟ أبدًا، إنما نعرف المختار ونذكر مقولته العميقة: “سيكون عمري أطول من عمر شانقي". هل يعرف أحدٌ منكم اسم صالب الحلاج أو قاتل السهروردي أو الذي سحل هيباثيا من جدائلها والذين كفّروا ابن عربي وابن الفارض وابن رشد وابن المقفع ولسان الدين الخطيب ونصر حامد أبو زيد وطه حسين وغيرهم؟ لا، إنما نعرف جيدًا كل مَن سبق من رموز نيّرة في مدونة التاريخ، ولا نعرف شيئا عن قاتليهم الخاملين البلداء. وأكّد لنا التاريخُ بالفعل أن أعمارهم أطول كثيرًا من أعمار قاتليهم. هل تذكرون اسم البليد الذي طعن نجيب محفوظ بخنجر جهول في التسعينيات؟ هل تعرفون أسماء شيوخ الغفلة الذين أهانوا تراث الرجل وطالبوا بمصادرة رواياته؟ لا، لا نعرف طاعنه، ولا نعرف مُكفريه، لكننا نعرف جيدًا مَن هو نجيب محفوظ ونكاد نحفظ رواياته ونرى شخوصها كل يوم تعيش معنا، ونعرف أن اليوم 30 أغسطس يوافق الذكرى التاسعة ليوم مغادرته هذا العالم العنصري ضيّق الأفق، إلى حيث عالم آخر شاسع رحب، لا يضيق بالفكر المخالف، ويقدّر الفن الرفيع، ويحترم العقل، هدية الله الأولى للإنسان.
ذات يوم من أيام القرن الثامن عشر، كان هناك صديقان ألمانيان كهلان يتمشيان في حديقة من حدائق مدينة "فيمار" الألمانية. أحدهما اسمه بيتهوڤ-;-ن، والآخر اسمه جوته. من بعيد، شاهد الصديقان موكبًا ملكيًّا قادمًا صوب الحديقة. وكانت التقاليد الملكية تقضي بأن يتنحى السابلةُ عن مواكب الملوك والأمراء وينحنوا حتى يمرّ أصحابُ السموّ الملكي. اتّبع الأديبُ الكبير صاحب "فاوست" البروتوكول وساير التقاليد الألمانية. فانتحى جانبَ الطريق، وهو يحني رأسه احترامًا للأمير. بينما لم يعبأ صديقه الموسيقارُ الكبير وضرب بالبروتوكول عرض الحائط. لم يتنحَّ عن الطريق ولم ينحن ولم يُخفض رأسه للأمير وهو يمرّ. إنما استمر في طريقه غير مبال بالموكب ولا بمن يحمله. ماذا فعل الأمير؟! لم يغضب ولم يثُر ولم يأمر رجاله بجزّ عنق الرجل قبل أن يُكمل سيمفونياته التسع، أنما ترجّل الأميرُ عن موكبه ووقف أمام بيتهوڤ-;-ن ثم انحنى قائلا بصوت مسموع للجميع: "نعم، حقَّ علينا نحن، أن نُحني الرأَسَ لبيتهوڤ-;-ن."
هل تعرفون اسم ذلك الأمير المثقف الذي انحنى له العظيم جوته، ولم يعبأ به بيتهوڤ-;-ن؟ لا، إنما نعرف العظيمين: بيتهوڤ-;-ن وجوته، لأن أعمالهما الموسيقية والأدبية تملأ الكون شدوًا وفكرًا وبهجةً. 
للتاريخ مصفاةٌ قاسيةٌ حاسمةٌ لا تجامل أبدًا. تُسقط الحَصى البليد، وتُبقي الدرَّ الثمين. يذكر التاريخُ فرائدَ العظماء، ويمحو من مدونته النكراتِ الأفسالَ الذين قتلوهم أو كفّروهم أو أقاموا ضدهم دعاوى قضائية. لهذا نضحك في إشفاق حين يرفع البلداءُ ضدنا قضايا التكفير ويقضون أعمارهم في قاعات المحاكم في محاولات دؤوب لجرّنا إلى السجون. لأننا نعرف أننا موجودون حتى وإن قضينا نحبنا في عتمات السجون، بينما هم منسيون وإن عاشوا ألف عام. 
اليوم أتمّ الأديب نجيب محفوظ عامه التاسع بعيدًا عن صخب العالم، بعدما انحنى له العالمُ احترامًا حين حصد لمصر وللعرب نوبل الآداب عام 1988. تسعة أعوام لم ينسه أحدٌ، بينما نسينا منذ اللحظة الأولى أولئك الذين على عقولهم أقفالُها، ممن أهانوا اسمَه وتراثه الرفيع، وأفتوا بكفره وزندقته. 

نجيب محفوظ، كل سنة وأنت وموجود. كل سنة وأنت أكثر وجودًا وحياة ممن أخفقوا في قراءتك وإدراك قيمتك.


مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.47439
Total : 101