في موقع العراق تايمز وبصفحته الشخصية على الفيس نشر الاستاذ القاضي منير حداد مقالاً بعنوان (الاستجوابات ثمنها رأس العبادي) مماء جاء فيها وهذا نصه " لأن امريكا معروفة بخذلان حلفائها .. ومنهم نتذكر شاه ايران وماركوس الفلبيني وباتستا الكوبي وصدام وغيرهم " !!!
أقول :
امريكا لا تخذل حلفاءها ابداً بل امريكا تبحث عن مصالحها ولا ترتبط عندها تلك المصالح بهذا الشخص او ذاك ...
وهذا ما يجعل سياستها اقوى سياسة ترتبط بالدول العظمى ولهذا السبب اصبحت امريكا اعظم دولة بالارض في وقتنا الحالي ...
امريكا لا تخذل حلفاءها بل تتركهم عندما تراهم اما يشيخون او يتجبرون يتركون مصيرهم إلى القدر يفعل بهم ما يستحقونه جراء اعمالهم التي اقترفوها ايام حكمهم وسطوتهم ...
على اي حال ما ذكره الاستاذ الفاضل سنرده رداً تفصيلاً ماخذين بنظر الاعتبار الامثلة التي تفضل بها كدليل على دعوى ...
وقبل الولوج بالموضوع ارجو من القارئ المحترم الصبر عليه والقراءة بموضوعيه حتى يمكن له ان ياخذ من الكلام ما يرى مدعوماً بالادلة وبعيد عن الاهواء والرأي الشخصي الفاسد ...
اليكم الرد مع تمنياتي للجميع الاستفادة التامة وعدم تضييع الوقت ، دمتم بصحة وعافية
المثال الأول : امريكا وشاه ايران
في هذا المثال سنناقش الامور ببعض الجوانب وهي كثيرة الا انني اكتفي بالقليل الذي ارجو ان يكون فيه رداً لمن يظن ان امريكا تركت الشاه وخذلته يلاقي حتفه دون تدخل لها !!!
*** امريكا لم تترك الشاه انما بطشه وتهوره هو من اطاح به :
ماذا تفعل امريكا لاب تحالف مع المانيا ولم يعر اي اهتمام للمصالح الامريكية ولثقلها البارز في العالم وفي المنطقة ؟؟؟
اما الابن فلم يكن يختلف عن ابيه استهتاراً وتهوراً ولا مبالاة !!!
*** الشاه الاب وعمالته للالمان :
في العام 1941 ازادا قلق الولايات المتحدة ودول الحلفاء من تعاون شاه إيران (والد محمد رضا بهلوي) مع النازية الألمانية ...
التي كان يقودها هتلر في الحرب العالمية الثانية بعد تزويد هذا الأخير بالنفط الإيراني الكافي لعملياته ضد الحلفاء، الشيء الذي دفعهم إلى احتلال جزء كبير من إيران ...
وتم نفي الشاه خارج البلاد ليتم استدعاء ولده محمد رضا لكونه الوريث الشرعي للعرش ...
*** الشاه الابن يستلم الحكم :
بدأ هذا الشاب (ولد محمد رضا بهلوي في 26 أكتوبر 1919 بمدينة طهران) حكمه بالسطو والتسلط والقتل وزادت حدّة عملياته بعد تعرضه لمحاولة اغتيال فاشلة من قِبَل أحد أعضاء حزب «تودة» اليساري المعارض له ولسياساته ...
الشيء الذي أثار غريزة الشعب والمعارضة بقيادة رئيس الوزراء آنذاك محمد صادق الذي أُجبِر معها على مغادرة البلاد ، قبل أن يعود إليها من جديد على رأس انقلاب دعمته المخابرات الأمريكية والبريطانية ليبدأ برامجه الإسلامية عام 1963 بالتعاون مع الولايات المتحدة، أطلق عليه «الثورة البيضاء» ...
الذي تَضمّن إعادة توزيع الأراضي بين المواطنين إضافة إلى عمليات بناء واسعة وأخرى شبيهة للقضاء على الأمية وتحرير المرأة والسماح لها بالتصويت في الانتخابات والتي بفضلها (أي تلك الاصلاحات) عاشت إيران فترتي الستينيات والسبعينيات انتعاشا اقتصاديا كبيرا ....
*** محمد رضا بهلوي لم يحافظ على المكانة التي جعلته امريكا بها :
وها هو يعود الى ما كان عليه ابيه بل اكثر فاكثر مما جعل امريكا تسحب يدها عنه وتتركه يحل مشاكله بنفسه ...
وكيف لامريكا ان تردع الشعب عندما يثور على الحاكم وانى لها ذلك وهذا يعني وقوفها بوجه المظلوم ودعمها للظالم وهذا ما لا ترضى به امريكا وتأبى سياستها ...
* خلاصة الكلام في تعامل امريكا مع شاه ايران :
اذن امريكا لم تترك الشاه بل كان موقفها لا بأس به عندما ثارت الجماهير ضده لأنها لو دعمت الشاه انذاك سوف تفقد مصداقيتها فما قدمته له كافياً في اخذ العبرة والتعلم لكنه ابى إلا الدكتاتورية والطغيان مما جعل امريكا ترفع اليد عنه وتترك مصيره للذي ظلمهم هم يعملوا معه ما يستحقه وفق ما كان يعاملهم وبالطريقة التي كان يحكمهم بها ...
المثال الثاني : امريكا والرئيس ماركوس الفلبيني
*** من هو فرديناند ماركوس ؟ :
فرديناند ماركوس (1917- 1989) رئيس الفلبين في الفترة مابين عامي 1965 و1986م.
في عام 1973م أقر رئيس الفلبين دستورًا أعطاه سلطات واسعة بوصفه رئيسًا للدولة ورئيسًا للوزراء.
وفي عام 1978م مُنح ماركوس لقب رئيس وزراء، بينما ظل في منصبه رئيسًا.
وفي عام 1981م تمت تنحيته من رئاسة مجلس الوزراء، ولكنه احتفظ بسلطاته الواسعة.
وفي انتخابات رئاسية جرت في شهر فبراير 1986م اتُّهم الحزب السياسي التابع لماركوس بالتزوير في الانتخابات، ومن ثم أُجْبِر على مغادرة البلاد بعد أن اندلعت الاحتجاجات ضده. وقد أُعْلِن رسميًا إعلان فوز كورازون أكينو في الانتخابات، وتقلَّدت منصب الرئيس. استقر ماركوس في هاواي.
وفي عام 1988م أدانت حكومة الولايات المتحدة ماركوس وزوجته إميلدا.
وقد شملت الإدانات اتهامهما باختلاس أموال من الفلبين واستخدامها في شراء مبان في الولايات المتحدة.
ولكن اشتد المرض على ماركوس، ونتيجة لذلك أسقطت عنه الاتهامات.
توفي في منفاه بهاواي، وبرئت زوجته في عام 1990م.
ولد ماركوس في سارات. وبينما كان طالب قانون بجامعة الفلبين اتهم بقتل رجل فاز على والده في انتخابات الجمعية العامة. ولكن المحكمة العليا برأته. حارب ماركوس خلال الحرب العالمية الثانية (1939-1945م) مع القوات الفلبينية الأمريكية. وعمل في مجلس نواب الفلبين من 1949م وحتى 1959م. وفي عام 1959م تم انتخابه لمجلس الشيوخ.
*** ماركوس حليفاً قويا لامريكا :
انتُخب ماركوس رئيسا للفلبين في عام 1965، عندما شنت الولايات المتحدة الحرب الكارثية والعقيمة في الهند الصينية.
حقيقة أن الولايات المتحدة استخدمت قواعدها في الفلبين، خليج سوبيك ومطار كلارك في لوزون، كمنصات إطلاق في حرب الهند الصينية، غذّت التمرد الداخلي في الفلبين الذي قاده جيش الشعب الماوي الجديد.
بعد ذلك تمت معاملة ماركوس كصديق وحليف وثيق للولايات المتحدة.
وحتى عندما أعلن الأحكام العرفية في عام 1972، وكانت الحرب في الهند الصينية ما تزال مستعرة، لم تُبدِ إدارة الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون آنذاك أي اعتراض.
*** امريكا لم تترك ماركوس بل كانت معه الى اخر لحظه من حياته :
سوف يطول بنا الحديث ان استمرينا هكذا نذكر الشواهد والحقائق الواحدة تلو الاخرى وكلها تخبرنا على عدم صحة من يزعم ان امريكا تركت ماركوس يلاقي حتفه دون اي اهتمام يذكر لها ...
نعم ماركوس وزوجته ساروا في الطريق الطاغوتي الديكتاتوري واسرفوا في البذخ والشراء الفاحش ...
لكن موضوعنا الاهم هل تركت امريكا حليفها مع دكتاتوريته المشاعه عنه ؟ امريكا لم تفعل ذلك كما ادعى السيد القاضي المحترم ...
فبعدما حصل الافلات الامني الكبير في فلبين ورأت امريكا ان الامر قد خرج عن سيطرتها لم تترك ماركوس بل " دق جرس الهاتف في قصّر «ملكانيانجّ» بمانيلا وكان على الطرف الآخر الرئيس الأمريكي يتحدث من البيت الأبيض.
كانت صورة الموقف بكل تفاصيله أمام الرئيسي ريغان مع تحذير من رجال المخابرات الأمريكية في مانيلا بأن الموقف قد أفلت من أيديهم ، وأن حياة الرئيس الفلبيني في خطر ولابد من تصرّف عاجل لإنقاذ حياته وجاءت عبارات الرئيس ريغان مختصرة وحاسمة: «سيدي الرئيس ماركوس إن الموقف يوشك أن يفلت من أيدينا، ولم أعد أستطيع حمايتك، نحن نرحب بك في الولايات المتحدة أنت والأسرة ومن شئت من مساعديك، وهناك طائرة تتجه الآن إلى القصر لتحملكم كما يوجد يختان في خليج مانيلا لنقل أمتعتكم وسيتولى رجالنا تأمين رحلتكم من القصر إلى الولايات المتحدة» .
وهكذا طويت صفحة ماركوس والنتيجة التي نخرج بها امريكا لم تتركه وهذا هو المطلوب .
المثال الثالث : امريكا والرئيس الكوبي باتيستا
لا املك معلومات كافية ووافية عن الرئيس الكوبي فولجنسيو باتيستا ...
الا أنه من المؤكد جداً انه حكم كوبا عندما كانت عائديتها بنسبة ( 75 % ) إلى امريكا والباقي يعود الى كوبا ...
أي لم تكن مستقلة بعد عن امريكا واكيد في تلك الفترة كانت الافكار السوفيتية تشغل العقل وتسعى الى التحرر من كل شيء !!!
ربما هذا الذي حصل لباتيستا فلم يكن عميلا للسوفيت ولا خادماً لافكارها من هنا قرر كاسترو الاطاحه به واستلام الحكم منه ...
فتم استبدال عشرة رؤوساء في امريكا والقائد الثوري الهمام كاستروا لا يزال بالحكم يالها من ديمقراطية رائعة استمرت لاكثر من خمسين عاماً !!!
*** معاهدة باريس بين امريكا واسبانيا :
وقعت الولايات المتحدة وإسبانيا معاهدة باريس (1898) والتي أنهت الحرب بينهما ، وتنازلت إسبانيا بموجبها عن بورتو ريكو والفلبين وجوام لصالح الولايات المتحدة في مقابل مبلغ 20 مليون دولار.
وبموجب المعاهدة نفسها ، تخلت إسبانيا عن سيادتها الكاملة على كوبا.
*** رئيس جديد لكوبا :
انتخب ثيودور روزفلت الذي شارك في الحرب الأمريكية الإسبانية والمتعاطف مع حركة الاستقلال الكوبية رئيسًا ليخلف الرئيس مكينلي في عام 1901.
ألغى روزفلت المعاهدة ، ومنح كوبا الاستقلال رسميًا عن الولايات المتحدة في 20 مايو/ أيار 1902 تحت اسم جمهورية كوبا.
وفي ظل الدستور الجديد لكوبا ، يحق للولايات المتحدة التدخل في الشؤون الكوبية، والإشراف على شؤونها المالية وعلاقاتها الخارجية. وبموجب تعديل بلات، استأجرت الولايات المتحدة قاعدة خليج جوانتانامو البحرية في كوبا.
*** رئيس جديد اخر لكوبا :
انتخب "توماس استرادا بالما" كأول رئيس لكوبا في عام 1906، إلا أنه واجه تمرداً مسلحاً من قبل قدامى المحاربين في حرب الاستقلال الذين انتصروا على القوات الحكومية الهزيلة.
*** امريكا تتدخل :
تدخلت الولايات المتحدة واحتلت كوبا، وعيّنت تشارلز إدوارد ماغون حاكما لمدة ثلاث سنوات. لسنوات عديدة بعد ذلك، عزا المؤرخون الكوبيون الفساد السياسي والاجتماعي في البلاد لحكم ماغون.
أعيد الحكم الذاتي في عام 1908، عندما انتخب خوسيه ميغيل غوميز رئيسًا، لكن الولايات المتحدة واصلت التدخل في الشؤون الكوبية.
في عام 1912، حاول حزب استقلال السود إقامة جمهورية مستقلة سوداء في مقاطعة أورينتي، ولكن المحاولة تم قمعها من قبل الجنرال مونتياغودو، وأوقع عدد كبير من الضحايا.
خلال الحرب العالمية الأولى، شحنت كوبا كميات كبيرة من السكر إلى بريطانيا، حيث تجنبت هجوم الغواصات الألمانية بالتحايل بزعم أن الشحنات مرسلة للسويد.
أعلنت الحكومة الكوبية الحرب على ألمانيا بعد إعلان الولايات المتحدة الحرب على ألمانيا بفترة وجيزة.
استمر الحكم الدستوري حتى عام 1930، عندما علق "جيراردو ماتشادو موراليس" الدستور.
خلال فترة ماتشادو، جرى تنفيذ برنامج وطني اقتصادي مع تنفيذ العديد من المشاريع الرئيسية للتنمية الوطنية، بما في ذلك "كاريتيرا سنترال" وهو طريق رئيسي يربط أرجاء الجزيرة و"إل كابيتولو" (مقر الحكومة الكوبية).
تضعضع حكم ماتشادو في أعقاب انخفاض الطلب على تصدير المنتجات الزراعية بسبب الكساد الكبير، الذي تزامن مع هجمات قدامى المحاربين أولاً، وفيما بعد من قبل المنظمات الإرهابية السرية.
خلال إضراب عام وقف فيه الحزب الشيوعي إلى جانب ماتشادو، قام الضباط الكبار في الجيش الكوبي بنفي ماتشادو وتنصيب كارلوس مانويل دي سيسبيديس كيسادا، ابن مؤسس كوبا (كارلوس مانويل دي سيسبيديس)، رئيساً.
في 4-5 أيلول / سبتمبر من عام 1933، أطاح انقلاب بدي سيسبيديس، وتشكّلت أولى حكومات رامون غراو.
كان من بين الأحداث البارزة في هذه الفترة العنيفة، حصاري فندق ناسيونال دي كوبا وقلعة أتاريس. استمرت هذه الحكومة 100 يوم، لكنها أرست نزعات متطرفة جذرية في المجتمع الكوبي، ترفض تعديل بلات. في عام 1934، استبدل الجيش وفولجنسيو باتيستا غراو بـ"كارلوس منديتا".
*** باتيستا رئيساً لكوبا :
انتخب باتيستا أخيراً رئيساً ديمقراطياً في انتخابات عام 1940، ونفذت إدارته إصلاحات اجتماعية كبرى.
كما وصل العديد من أعضاء الحزب الشيوعي لمناصب عالية في ظل إدارته. كما وضع أنظمة اقتصادية عديدة وسياسات مؤيدة للاتحاد.
انضمت إدارة باتيستا رسميًا إلى صفوف الحلفاء في الحرب العالمية الثانية، معلنة الحرب على اليابان يوم 9 كانون الأول/ ديسمبر 1941، ثم ألمانيا وإيطاليا يوم 11 كانون الأول/ ديسمبر 1941.
لم تشارك كوبا إلى حد كبير في القتال خلال الحرب العالمية الثانية، على الرغم من أن الرئيس باتيستا اقترح هجوماً أمريكياً لاتينياً مشتركاً للإطاحة بنظام فرانكو الدكتاتوري في إسبانيا.
فاز رامون غراو في انتخابات عام 1944، بينما فاز كارلوس بريو سوكاراس بانتخابات عام 1948. أثار تدفق الاستثمارات طفرة رفعت مستوى المعيشة في جميع المجالات، وخلقت طبقة وسطى ميسورة في معظم المناطق الحضرية. كما اتسعت الفجوة بين الأغنياء والفقراء وازدادت وضوحًا.[44]
كانت انتخابات 1952 سباقاً ثلاثياً تصدر روبرتو أغرامونتي من حزب الأرتودوكس جميع الاستطلاعات، تلاه الدكتور أوريليو هيفيا من حزب أوتينتيكو، وحل باتيستا الساعي للعودة للسلطة ثالثًا، وبنسبة بعيدة عن المنافسين الآخرين.
رشح كل من أغرامونتي وهيفيا الكولونيل رامون باركوين لرئاسة القوات المسلحة الكوبية بعد الانتخابات. كان باركوين (حينها دبلوماسي في واشنطن) ضابطًا كبيرًا يحظى باحترام الجيش، ووعد بالقضاء على الفساد في صفوفه.
*** باتيستا يقود انقلاباً :
خشي باتيستا من أن يقوم باركوين بالإطاحة به وبأتباعه، لذلك عندما أصبح واضحًا أن باتيستا لا يمتلك فرصة كبيرة للفوز، قام بانقلاب في 10 مارس/ آذار 1952 مدعوماً من القوميين في الجيش، باعتباره رئيساً مؤقتاً للسنتين المقبلتين.
أخبر خوستو كاريو باركوين في واشنطن في مارس/ آذار 1952، أن الدوائر الداخلية على علم بأن باتيستا قاد الانقلاب ضده.
هكذا بدأوا التخطيط للإطاحة بباتيستا، واستعادة الديمقراطية والحكومة المدنية في ما أطلق عليه في وقت لاحق لا كونسبيراسيون دي لوس بوروس دي 1956 (أغروباسيون مونتكريستي).
*** باتيستا يوافق على الانتخابات :
في عام 1954، وافق باتيستا على الانتخابات. رشح بارتيدو أوتينتيكو الرئيس السابق غراو كرئيس، لكنه انسحب وسط مزاعم بنية باتيستا تزوير الانتخابات.
في نيسان / أبريل 1956، أمر باتيستا بتولّى باركوين منصب القائد العام للجيش. لكن باركوين قرر المضي قدما في انقلابه للحصول على كامل السلطة. في 4 أبريل/ نيسان 1956، أُحبط ريوس موريخون انقلاب باركوين الذي قام به مئات الضباط العاملين. حطم الانقلاب العمود الفقري للقوات المسلحة الكوبية. حُكم على الضباط بالحد الأقصى المسموح به بموجب القانون الكوبي العسكري. حكم على باركوين بالحبس الانفرادي لمدة ثماني سنوات. أسفر لا كونسبيراسيون دي لوس بوروس عن سجن قادة القوات المسلحة وإغلاق الأكاديميات العسكرية.
*** كوبا بلد مستهلك :
كانت كوبا أكثر دول أميركا اللاتينية استهلاكاً فردياً للحوم والخضراوات والحبوب والسيارات والهاتف والراديو.
في عام 1958، كانت كوبا بلدًا متقدمًا نسبيًا، وفقًا لمعايير أمريكا اللاتينية، وفي بعض الحالات وفقا للمعايير العالمية.
تمتع العمال الكوبيون بأعلى الأجور في العالم كما جذب الوضع الاقتصادي المزيد من المهاجرين ومعظمهم من أوروبا، وكانوا كنسبة مئوية أكبر منهم إلى الولايات المتحدة.
كما أشارت الأمم المتحدة إلى كوبا لطبقتها الوسطى الكبيرة.
من ناحية أخرى، تأثرت كوبا بالامتيازات الكبيرة لاتحاد العمال، بما في ذلك فرض حظر الفصل واستبدال العمال بالآلات. تم الحصول على هذه الحقوق إلى حد كبير على حساب العاطلين عن العمل والفلاحين، مما أدى إلى التفاوت.
*** البطالة تعم كوبا :
بين عامي 1933 و 1958، وسعت كوبا الأنظمة الاقتصادية بشكل كبير، مما تسبب بمشاكل اقتصادية.
أصبحت البطالة كبيرة نسبيًا، لم يكن بإمكان الخريجون الداخلون لسوق العمل العثور على وظائف.
الطبقة الوسطى والتي وضعت كوبا في مقارنة مع الولايات المتحدة، أصبح مستاءة بشكل متزايد من البطالة، في حين دعمت النقابات العمالية باتيستا حتى النهاية.
*** كاسترو يضعف نظام باتيستا :
في يوم 2 ديسمبر/ كانون الأول 1956، وصل فيدل كاسترو مع مجموعة من 82 شخصاً إلى كوبا في قارب صغير يعرف باسم غرانما إلى شواطئ كوبا بهدف إقامة حركة مقاومة مسلحة في سلسلة جبال سييرا مايسترا.
تزامن ذلك مع الحظر المفروض من الولايات المتحدة على الأسلحة في 14 مارس/ آذار 1958، مما أضعف من نظام باتيستا.
بحلول أواخر عام 1958، انتشر المتمردون خارج سلسلة جبال سييرا مايسترا، ودعوا إلى تمرد شعبي عام.
بعد أن استولى المقاتلون على سانتا كلارا، فر باتيستا من هافانا في 1 يناير/ كانون الثاني 1959 إلى المنفى في البرتغال ومن ثم الى اسبانيا حيث قتل فيها عام ( 1973 م ) .
وهكذا انتهت حياة رئيس كوبا ...
*** هل تركت امريكا كاسترو :
امريكا ضلت محاربة لكاسترو لفترة طويلة جداً وهذا ما يعلمه أغلب المثقفين وكيف ان كوبا الكاستروية كانت دكتاتورية بابعد الحدود ...
فلو كان امريكا ذهبت لتصالح كاسترو او انها اتفقت معه على الاطاحه بالرئيس السابق لكان قولنا انها فعلا تترك حلفاءها والحال انها لم تفعل ذلك .
المثال الرابع : امريكا وصدام حسين
لعل اوسع موضوع ومتشعب جدا هو ما يتعلق بامريكا وصدام الا اننا سوف نختصر قدر المستطاع لانني اطلت فيما يتعلق بالامثلة الثلاثة السابقة وهنا ساختصر ما وجدت الى ذلك سبيلاً ...
وسوف لا يختصر كلامي على امريكا وصدام بل سوف استرسل بالحديث عن امريكا حتى تخرج انت بالنتيجة ولانني ارى فائدة قصوى في ذلك من هنا ارجو ان تتحملوني قليلاً .
*** جهود امريكا الجبارة من أجل اسقاط الطاغية صدام :
ان مئات الالاف الجنود الامريكان ومئات المليارات الدولارات التي صرفتها امريكا من خزينها الاستراتيجي والاف العربات المدرعة الامريكية.
ومئات الطائرات وحاملات السفن والبوارج والمساعي الامريكية الدولية لتحشيد عشرات الدول بتحالف عام 2003ضد حكم البعث الفاشي هذه الجهود الجبارة هي وراء اسقاط صدام .
*** صدام كان عميلاً لروسيا وليس لامريكا :
ان شعارات الموت لامريكا وامريكا الشيطان الاكبر هي وراء اطالة حكم البعث وصدام.
بل خدمت البعث وصدام وساهمت بتدعيم نظام البعث وذلك لدور هذه الشعارات الاقليمية التي تمثل حالة صراع بين جهات اقليمية ودولية ليس للعراقيين ناقة فيها ولا جمل بل كانوا ضحاياها.
في وقت الاتحاد السوفيتي السابق (روسيا حاليا) كانت الداعم الاول لصدام والبعث والرافضة لاسقاطهم حتى النفس الاخير .
*** امريكا لا تعادي شيعة العراق فلماذا هم يعادوها ؟؟ !!
لماذا رفع حزب الدعوة وقوى شيعية عراقية شعارات معادية لامريكا في وقت امريكا ليس لديها أي عداء ضد شيعة العراق ..
وشيعة العراق ليس لديهم أي ازمة مع امريكا ولماذا لم تعمل القوى العراقية الشيعية على كسب امريكا اصلا ؟؟؟
*** السلاح الروسي كان الوحيد الذي يستخدمه صدام في ابادة شعبه :
ان معظم من قتلهم صدام والبعث كان بسلاح روسي اساسا وبدعم مصري وفرنسي والماني واقليمي من المحيط العربي السني !!! فلماذا لم تكسب القوى العراقية الشيعية امريكا ؟؟؟ !!!
*** حتى فقهاء الشيعة كانوا يعادون امريكا لماذا يا ترى ؟؟؟
لماذا الصدر الاول والصدر الثاني لم يرفعون شعار الموت لروسيا وروسيا الشيطان الاكبر بالعراق والتي تمثل اكبر الداعمين للبعث وصدام وابادة صدام ملايين العراقيين بسلاح الكلاشنكوف الروسي ودبابات (تي 72 و تي 55 وغيرها) الروسية وصواريخ سكود وفروغ.. وطائرات الهليكوبتر من نوع (مي) بصنوفها الروسية ؟؟؟
ولماذا اختزل العداء ضد امريكا في وقت تسليح صدام ومصانعه العسكرية ومفاعلاته النووية اساسا روسية وفرنسية ؟؟؟ !!!
*** امريكا لم تستقبل صدام ابداً :
في نفس الوقت لم يستقبل أي رئيس امريكي صدام بامريكا ولم يزر أي رئيس امريكي العراق بزمن حكم البعث المقبور ...
في وقت صدام زار روسيا واستقبل زعماء روس في العراق !!!
*** نريد من امريكا ان تقف بجانباً ونحن نقف بجانب اعداءها ؟؟؟ !!! :
تعلم القوى الشيعية العراقية بان يوم سقوط صدام والبعث هو يوم نجحت المعارضة الشيعية العراقية بتحسين علاقاتها مع امريكا وترجيح كفة مصلحة شيعة العراق على مصالح الدول المعادية لامريكا كايران والدول الصديقة لامريكا كمصر والسعودية وغيرها الذين رفضوا اسقاط النظام البعثي وصدام بالوسيلة الوحيدة المتمثلة بالتدخل العسكرية لقوات التحالف بالعراق.
وهنا علينا ان نطرح هذا السؤال لماذا امريكا التي اسقطت البعث وصدام عام 2003 ويتم اتهامها بانها تريد وجود (للبعثيين السنة) بالعملية السياسية بالعراق ومن الذي اجبر امريكا على ذلك ؟؟؟
كل ذلك يجاب عليه بجواب مختصر انها لم تجد قوى ترحب بها ولانها تبحث عن مصالحها تركتنا وندمت وذهبت الى غيرنا هذا ما حصل يحصل وبه سيزداد الوضع سوءاً اكثر !!!
*** يلهثون خلف ايران ويتركون امريكا ومن ثم يريدون من الاخيرة انصافهم ؟؟ !! :
ان بقي سياسي السلطة بسياستهم الرعناء هذه فانهم بذلك يضحون بمستقبلهم ويرجعون كعبيد لحكم الاقلية وحينئذ لم تنفعهم ايران ولا سوريا ولا روسيا !!
بل سيتحالف الجانب الايراني ضد القوى العراقية الشيعية من أجل مصالحهم وكلكم تتذكرون كيف ايران اقامت علاقات قوية مع نظام البعث وصدام بالتسعينات بعد اكبر مجزرة بتاريخ الشيعة الحديث اقترفها البعث ضد الشيعة عام 1991 ففتحت ايران سفارة لها ببغداد وسمحت لسفارة بعثية لصدام بطهران واقامت علاقات اقتصادية قوية مع عدي صدام ملئت سوق العراق بالسلع الايرانية بالتسعينات !!!
*** الغباء الشيعي بالعراق وصل الى ذروته ؟ :
الكارثة ان هناك قوى شيعية بالعراق لا يمكن ان نقول عنها الا انها غبية بامتياز :
1 .تريد هذه القوى التحالف مع ايران وبنفس الوقت تريد من امريكا ان تدعمها وتدعم حكومة العراق!!
2 .تريد تبني شعارات معادية لامريكا وبنفس الوقت تريد من امريكا محاربة قوى داعش ودعم الحكومة العراقية التي تشارك بها هذه القوى ؟؟ !!
*** البعثيين افضل بديل بالوقت الحاضر عن شيعة السلطة :
وذلك بسبب العداء الذي يحمله البعث ضد ايران والنفوذ الايراني لذلك لا يستبعد ابداً ان تلجيء امريكاً لهذه القوى في سبيل القضاء وتحجيم دور ايران بمنطقة العراق !!!
*** لا توجد لامريكا اي ضمانات من قبل شيعة العراق :
لم يقدم الشيعة سواء كانوا حكاما او محكوم اي ضمانات لامريكا بان نفوذ ايران المعادي لامريكا هم بعيدين عنه ولا علاقة لهم به ...
وهذا حق لامريكا علينا بعد ان حررتنا من صدام والبعثيين ان نمنحها هذه الضمانات .
*** كيف نكسب امريكا لجانب شيعة العراق ضمن معادلة ترفض البعث ونرجح امريكا ؟ :
يجب ان نطرح السؤال الاستراتيجي كيف نكسب امريكا لجانبنا كشيعة عراقيين بدون انيكون ذلك على حساب مصالحنا .
كيف نعطي امريكا ضمانات بان العراق لن يكون قاعدة ضد الغرب وامريكا ولن يكون قاعدة للارهاب وللتنظيمات الارهابية ولن يكون قاعدة لايران ومليشياتها المعادية لامريكا ولن يكون قاعدة للبعثيين بالعراق ؟؟؟ !!!
فايران رفضت اسقاط صدام والبعث عسكريا على يد قوات التحالف ودعمت المليشيات الصدرية الدموية واعتبرت العنف بالعراق مقاومة كحالها حال المحيط العربي المعادية للوضع بالعراق كمصر وسوريا والسعودية وغيرها مع الفارق ان تلك الدول لا تعلن عداءها لامريكا ولكن تعاديالشيعة ...
في حين ايران تشن هجوما عنيفا على امريكا والغرب بشكل شمولي غير مبرر وتستغل الشيعة بالعراق !!
فلماذا تريد بعض القوى السياسية تفضيل ايران المخربة بالعراق على امريكا المساندة للعراقيين ولولا امريكا لما كان لشيعة العراق دور في العراق الجديد .
اليس المحيط العربي يتربص الفرص لاثار الخلافات والكراهية بين امريكا والشيعة بالعراق من اجل تقديم انفسهم كبديل لحكم العراق بديلاً عن الشيعة .
*** عودة على بدء صدام لم يكن امريكيا حتى تخذله امريكا :
ربما اطلنا في الحديث وهذا ما لا اسعى اليه وارجو لكن هكذا اخذتنا المواضيع الواحد تلو الاخر الى ان وصلنا إلى هنا ...
فخير دليل على عدم خذلان امريكا لصدام انه لم يكن عاملاً بما يقول له امريكا وانى له ذلك وهل امريكا قالت له كن دكتاتورياً !!!
*** الأمور بخواتيمها :
مهما يكن يبقى الجانب الامريكي ذو سطوة ونفوذ على القرار العالمي وما يصح ان يكون عليه العراق شعباً وحكوماً هو :
ليس العداء المطلق لامريكا خاصة وللغرب عامة ولا الذوبان بايران وسوريا وروسيا يصل الى حد قتل النفس في سبيلهما !!!
*** مصلحك بلدك وشعبك فوق مصلحة الجميع :
نعم في الوقت الحاضر الحالي فان مستقبل العراق وشعب العراق مع امريكا وحلفاءها وليس مع ايران وحلفاءها ...
لان في الاخيرة الموت وليس بجانبها الا الموت ومشاريع الاستشهاد أما في الجانب الاول الحياة والانسان ...
والامر اليك عزيزي القارئ المحترم اختر ما يناسبك ويلائم توجهك ...
مقالات اخرى للكاتب