قفي يا ثورة النّرجس خبّرينا
احاديث العصورِ الغابرينا !
وقصّي من صِراعاتِهم على الثوار
ومن تواريخهِم الغابرةَ ما تعلَمينا
فمِثلكِ مَن روّى ثُرانا الدّماءَ
ومَن جَمعتِ المُتفرِّقين اجمَعينا
اتُرى لكِ في السّماءِ تصادُم نيرانٍ
لا نستطيع انْ نحصى على الارضِ الطّعينا
مَشيتٍ بالشّبابِ الثائرِ شواظُ نارٍ
وتبنينَ الحياةَ الجديدةَ لنا وتهدمينا
فالثورةُ- احياناً- كالهرّةِ تأكلُ
بنيها وما وَلدتْ وتنتظُر الجنينا !
يا اُمَّ الثوراتِ وُلِدتِ للاوطانِ الحُرَّةِ
الجيلَ الصّادِقَ المُخلصَ الامينا !
فكانوا كالانجُم حيث كانتِ الارضُ
مُظلمةً وحين كان الناسُ مُضَلّلينا !
فَرِحَتْ بثورتِهم الاُممُ ومن شَرارةِ
انوارِهمْ قبستْ (افريقيا) واثيناو (بكّينا) ؟!
فهُم سوبَرسْتار العالَم الجديد فجّروا ثوراتُهم
وغدوا يبنون ما يبقى وراحو مُخلّدينا
اذا عمدَ الثوارُ لِمأثرةٍ عظيمةٍ...
اعدّوا لها الاتقانَ والخُلق المَتينا
وليس الخُلدُ مرتبةٌ في الخيالِ
تؤخَذُ من شِفاهِ الجاهلينا ؟!
ولكن مُنتهى هِممٌ كِبارٌ...!!
اذا ذهبتْ مصادرُها نحنُ بقينا
وسِرُّ العبقريّةِ حين يسري سَلِساً
فينتظِمُ الصُّناعَ و الفنونا !
وآثارُ الرّجالِ العِظامِ اذا تناهتْ
الى التأريخ خيرَ الحاكمينا... !
وأخذُكَ من فَمِ الدُنيا ثناءُ
وترككَ في مسامعِها طنينا !
فغالي يا ثورة القُرُنفُلِ في بنيكِ
الثوارِ غالي فقد حُبَّ الغلوُّ الى بنينا !
===================
رِجالٌ جوفٌ قـُنـَّع لاخيَر فيهم
وبورِكَ حقاً في الشّبابِ الطّامحينا
فحُكّامُنا الطّغاةُ خدودَهُم بها صَعَرُ
وانوفُهم ترفَّعتْ في الكوارثِ انْ تُدينا
والتأريخُ قالَ قولتهُ : انّهُم ظلَموا...
وجاروا، وجلَدوا الناسَ مُسخّرينا !
فلكَ الوطنُ الطيّبُ الذي تربيّتَ فيهِ
فكيف يا تُرى وجدْتَ مذاقَ الكاسبينا ؟ّ!
نشرتَ صَفحاتاً رائعةً لأنتفاضاتِ الشبابِ...
صفحاتَ مجدٍ وفخرٍ واعتزازٍ لا ينطوينا
فأنْ تكُ قد فتحتَ لها مُستقبلاً مُشرقاً
فقد فتحتَ لكَ الانَ الفتحَ المُبينا !!
اَتعلَمُ انّ الطّغاة قد صَلفوا وتاهوا
وصّدوا عنّا بابَ الحاضرِ والمستقبلِ موصدينا
ولو كُنّا نجُّر في وجهِهم السّيف اليَمانيّ
لوَجدنا عندهُم – حتماً عطفاً ولينا !
سيقضي الغربُ لا محالَ بالامرِ عنّا
واحتياجاتُ الشّعوبِ ما قضينا !