عندما دخلت القوات الامريكية الى العراق دعا الحاكم الأمريكي جميع الأطراف والفصائل العراقية الى اجتماع طارئ ليطلع على وجهات النظر المختلفة في كيفية حكم العراق الجديد، فاقترح السيد عزالدين إبراهيم اعلان العراق دولة ملكية وتنصيب الشريف علي بن الحسين ملكا دستوريا على العراق وقد تمت الموافقة على ذلك بالإجماع وعندما سئل الناطق باسم الفصائل العراقية عن سبب عودة العراق الى الملكية قال لأننا نريد وباسم الشعب العراقي ادانة الانقلابات العسكرية الدموية التي أخرجت البلاد من الشرعية الى اللا شرعية والتي أودت بها الى حروب و ويلات ودماء وسحل وقتل وحصار واحتلال وتفجيرات وتفخيخات و و و ، وإعادة الملكية هي إعادة للشرعية علما بانه قد حصل خلاف حاد على التسمية فمنهم من قال (المملكة العراقية) ومنهم قال لا بل (مملكة العراق)، وان اول دولة اعترفت بالمملكة العراقية الجديدة هي جمهورية كردستان المجاورة التي انفصلت عن العراق بطريقة سلمية نتيجة الاستفتاء الشعبي الذي تم اجراءه تحت اشراف الأمم المتحدة، وأثبتت نجاحها كدولة مستقلة لا يعيبها شيء سوى انها بلا ميناء بحري تطل من خلاله على العالم ولكنها على أي حال تستخدم الموانئ السورية والتركية وتعتمد عليها في استيراد وتصدير البضائع.
ثم انه جرت انتخابات تشريعية نزيهة في المملكة العراقية الفتية ، وصار البرلمان العراقي يضم جميع مكونات الشعب، وتم بعد فترة تقديم مقترح الى البرلمان لتحويل البلاد من النظام الملكي الدستوري الى نظام جمهوري ديمقراطي وكان التصويت لصالح المقترح بأغلبية كبيرة ، وقد دب نفس الخلاف بين الأعضاء على التسمية الجديدة للبلاد فمنهم من قال (جمهورية العراق) ومنهم من قال (الجمهورية العراقية) وتم طرح الامر للتصويت فاختارت الأكثرية الساحقة تسمية (الجمهورية العراقية) ، وهكذا عاش العراق دولة مستقلة تزدهر يوما بعد يوم بفضل الأمان السائد في جميع انحاءه بسبب العدالة الاجتماعية التي تبنتها الدولة منذ البداية، ورويدا رويدا وبفضل الخطط السليمة للحكام صار العراق في مصاف الدول المتقدمة من ناحية التعليم والتجارة والزراعة والصحة والسياحة وغيرها من المجالات ، وصار العراقي يسافر الى معظم دول العالم بدون تأشيرات بسبب تمتع البلاد باقتصاد زاهر وعملة مستقرة وإنتاج وفير، وقد تأثرت امارة دبي سلبا حيث نقص عدد السياح بشكل كبير بسبب تفضيلهم التوجه الى العراق لما يتمتع به من مناخ جميل معتدل شتاء وحار نسبيا في الصيف ، وصار الزوار يأتون بالملايين بقصد زيارة الأماكن المقدسة حتى باتت المطارات لا تكفي لاستيعاب هذه الاعداد من الزائرين فتم الاستعانة بخبرات عالمية عريقة في هذا المجال، وفجأة ايقظني صوت ام العيال من النوم لتعلن انتهاء الجزء الأول من الحلم الكبير ، حلم الجميع، العراق الحر المتطور الجميل لتقول لي هيا لتناول الفطور والتهيؤ للذهاب الى المطار والمغادرة نحو العراق (الحقيقي) عراق الموت اليومي والبطالة والفوضى الخلاقة.