الشهوة وما ادراك ما الشهوة؟ انها غريزة تورث المصائب في اغلب الاحيان، اهتمت بها الاديان حتى لا يحترق الاخضر واليابس، والشهوة نار كانت ستحرق الارض وما عليها لو انها لم تُقسّم على البشر كلٌ حسب طاقته ، والشهوة تفوق بحجمها حجم البشر فتم اعطاء سبعة اضعاف ما يُعطى للرجل الى المرأة لحكمة لا تبلغها الاذهان، والشهوة تتكاثر بالانشطار فلا يقدر عليها مُثُل ولا قانون ولا دين، وهي تورث المهالك ان لم يتم السيطرة عليها بالطرق الشرعية المتاحة.
الناس اسرى شهواتهم ولا عبرة بالحالات الشاذة والفردية ويلجأ الانسان لاشباعها الى عادات سرية مختلفة لا تشكل (العادة السرية) المعروفة اي نسبة فيها لان العادات السرية كثيرة لا تكاد تحصى، وما يقال عن زوجات سليمان وجواري هارون الرشيد وفعلة احد القادة بامرأة مالك بن نويرة والمطلقات الثلاثمائة لاحد الائمة اللاتي سرن في جنازته واجبار الملوك والزعماء للبسطاء او لرجال الحاشية على تطليق زوجاتهم للاقتران بهن ان هي حازت الاعجاب واثارت الاهتمام، ما يقال عن هذه الامور وغيرها كثيرة جدا ولا تكاد تحصى، وقد شوهد شخص في الكعبة واخر داخل المراقد المشرفة والبعض في المساجد يبحث عن متنفس لشهوته العارمة او النائمة التي صحاها اختياريا.
ويتساوى في الشهوة رجال السياسة ورجال الدين والعوام والهوام ، وقد انتبه لذلك الرسول الاكرم (ص) فامر بتسهيل الزواج واشترط الدين والخلق فقط دون الحسب والنسب والمال وغيرها ، كما انتبه لذلك الخليفة الثاني عمر بن الخطاب (رض) وحديثه مشهور ومعروف مع ام المؤمنين السيدة حفصة ابنته حيث أمر ان يعاد الجنود الى اهليهم كل اربعة اشهر ومنع التأخر عن اتيان الزوجة لاكثر من هذه المدة لا سيما بعد سماعه زوجة احد الجنود وهي تقرأ ابياتا تنضح بالشهوة وقساوة الشهوة:
تطاول هذا الليل واخضل جانبه وأرقني إذ لا خليل ألاعبه
فلولا حذار الله لا شيء مثله لزعزع من هذا السرير جوانبه.
واما علماء العهد الجديد فقد رأوا من الشهوة ما رأوا من تقويض لاركان المجتمع ومن حالات تصعيب الزواج فاقترحوا زواج المسيار وزواج المسفارعند الطائفة السنية والمتعة او ما يسمى بالزواج المؤقت او المنقطع عند الطائفة الشيعية وقد حلّ الاسلام هذه المعضلة بتعدد الزوجات وتسهيل التزويج واتخاذ الجواري وهو أمر متفق عليه بين الفريقين، ولو كان نظام الجواري باقيا معمولا به لما زنى الا شقي ، ومن المعلوم بانه كانت في السابق اسواق نخاسة تُباع فيها الجواري باسعار مختلفة ولم يكن هناك احد الا وعنده جارية حتى لو كان متدينا او شيخا كبيرا ، وللجواري فقه خاص له تشعيبات وتفاصيل ليس هنا مجال ذكرها.
وفيما يخص الحكمة من تخصيص المراة بسبعة اضعاف من الشهوة المعطاة للرجل، توجهت قبل عشرين عاما بالسؤال الى عدد من كبار العلماء والمراجع فلم يجب منهم احد الا اية الله العظمى الشيخ المنتظري رحمه الله بقوله ان الامر يشبه ارتواء العطشان العادي والعطشان الذي لم يذق الماء من اسابيع، وكيف يتساويان تقريبا في كمية الماء التي يشربانه وكذلك المراة فانه يكفيها القدر المتيقن من الجماع، ولكنه لم يعط الحكمة من ذلك ، ولا عيب في ان لا يعرف العلماء سر ذلك لان الله ورسوله اعلم.
ان الحافظ لشهوته شخصية نادرة في كل المجتمعات لذا خصه الله تعالى بان يظله في ظله يوم لا ظل الا ظله لانه عمل صعب جدا،وهو الذي ارى عبده يوسف البرهان فاستعصم، ومقاومة الشهوة مَلَكَة لا يؤتاها الا الاتقى الذي روض نفسه ليلا ونهارا على التقوى والورع كالامام موسى الكاظم عليه السلام الذي استطاع ان يغير تلك الغانية التي بعثها الخليفة لاغوائه في السجن ، وقد استطاع ان يقاوم ويصبر كي يصدق عليه الاية الكريمة(سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار ) وهي الكتبة الموجودة على ضريحه لحد الان.
ولكثرة تواجد النساء في الاسواق ومزاحمتهن للرجال تحدث نوبات من الشهوة عند الرجال بعضها تنفجر كما فعل احد الحمالين ذات يوم صيفي في دولة خليجية عندما احتضن امراة متبرجة من الخلف دون اكتراث بالناس والشرطة والقانون حيث كانت سطوة الشهوة اكبر من التحمل امام جسد مكتنز ابيض غض بض، وقد صدر الهدي النبوي للافراد بان من رأى امراة في السوق فاعجبته فليأت امراته لان عندها ما عندها مع ان ما عندها ليس بالضرورة ماعند الاخريات فلكل فاكهة طعم خاص به وماذا يفعل الالاف من الوافدين في دول الخليج ممن لا نساء لهم في بيوتهم اذ لا تسمح السلطات باستقدام الزوجات الا لفئات معينة ويبقى هؤلاء متزوجون ولكن بالمراسلة.
ولا ادري ما علاقة اكل التفاح بالشهوة لا سيما تفاح الجنة وما حدث بسببه لأبوينا آدم وحواء وقد قرأت للاستاذ الاديب زياد جيوسي في وصفه لكنيسة مار سابا في بيت لحم قوله ان القديس سابا حرم على نفسه اكل التفاح وهو الذي منع النساء من دخول الدير بالمطلق لاعتقاده بان المراة اذا دخلت الدير سيتعرض لزلزال، ويُروى ان مجندة اسرائيلية من قوات الاحتلال تمكنت من دخول الدير فاهتز المبنى، والقديس سابا الذي استن قانون منع دخول النساء الى الدير كان يستقبل والدته حين تزوره خارج الدير دون السماح لها بدخول الدير، ويقول بعض الرهبان ان سبب المنع هو كي لا تكون هناك شهوة تؤثر على التفرغ للعبادة، وفي اليونان جزيرة تسمى اثيوس يقطنها اربعة الاف راهب متوزعون على عشرين ديرا دون ان يكون بينهم امراة واحدة وقد حرم هؤلاء على النساء دخول الجزيرة ولم تطأها قط اي امرأة.
هل لأن الحياة بلا نساء افضل؟ لا ادري.
والمرأة بصلافتها وعنادها تظل تتحدى الصعاب واكتشاف الممنوع حيث اصرت ملكة النمسا عندما سمعت بذلك على زيارة المكان واستطاعت ذلك ولكن بعد ان حملوها على محمل خاص دون ان تمس قدماها الارض.
والرهبان لهم حق في ابتعادهم عن النساء لانهن يفسدن عليهم صفو العبادة بجاذبيتهن وجمالهن وزينتهن وفتنتهن، وقد سمح الاسلام للنساء بارتياد المساجد للصلاة ولكنه ضاعف الاجر لها ان هي آثرت البقاء في بيتها للصلاة،وقد فرض عليها الحجاب وامرها بالاحتجاب ايضا، والحجاب غير الاحتجاب، فالاول نسخة مطورة لتسيير الامور وتسهيل الاختلاط وقد توقفت عند تعليق من قارئ عربي على موضوع الجزيرة اليونانية حيث كتب يقول: ياليت يكون عندنا جزيرة مثلها! ، وهذا يعكس مدى انزعاجه من المراة ومن تصرفاتها ونزواتها، والغريب في الجزيرة اليونانية انهم يمنعون دخول اناث الحيوانات ايضا الى الجزيرة، لعلمهم بان الانسان ان لم يجد المرأة لاشباع شهواته يتجه الى من مثله وان لم يجد فانه لا يتوانى عن اتيان البهائم، وهو الذي اتخذ معابد تُعبد فيها الفروج، وكم وردتنا قصص الشذوذ بين (بعض) الرهبان الذين ارادوا مواجهة الطبيعة والفطرة.
هذا فضلا عن زنا المحارم،فكم من خال كان قديسا امام اهله اغتصب بنات اخواته، وكم من عم مأمون اغتصب ابناء اخيه، وكم من رؤساء دول ومسئولين وضباط شرطة واطباء خانوا الامانة وراودوا نساء عن انفسهن في وقت كان يجدر بهم ان يكونوا بمصاف القديسين في التعامل مع اناث المجتمع وذكورها لانهم مؤتمنين على الاعراض وقد قال الامام علي عليه السلام (لو تكاشفتم ما تدافنتم ).
والبقية تأتي والحديث عن الشهوات طويل طويل.