إن الإنفجارات والهجمات الأخيرة على الأمن العام ووزارة الداخلية في أربيل عاصمة إقليم كردستان تحمل في طّيَّاتها الكثير من التساؤلات وعلامات الإستفهام ، بالإضافة الى الكثير من الدلالات والأبعاد :
فأيُّ جهة ، أو منظمة قامت بها ، ثم إن هذه الهجمات تحمل بصمات أيَّ منظمة ، هل لدولة إقليمية ، أو بالأحرى هل أنَّ دولة جارة للإقليم ضالعة ومتورِّطة في الهجمات بشكل غير مباشر ، ومن هي تلك الدولة ، وما هي مصلحة تلك الدولة من إنفجارات أربيل الأخيرة ، وماهي هوية المهاجمين ، وماهي الأهداف من هذه الهجمات ...؟
بالحقيقة من الصعب جدا ، بخاصة إن الهجمات الأخيرة في أربيل لم تدخل يومها الثالث بعد الإجابة على جميع التساؤلات المذكورة ، أو حتى على أكثرها ، ثم الأمر الآخر إن المسؤولين الأمنيين والسياسيين لم يدلوا حتى الآن بتصريحات ، أو إنهم لم ينشروا معلومات عن الهجمات والمهاجمين وهوياتهم والجهة المنتمين اليها . خلال مقابلة فضائية [ روداو ] المقرَّبة من حزب البارزاني مع محافظ أربيل السيد نوزاد هادي ، قال : لأجل سلامة التحقيق ، ولكي يأخذ مجراه السليم لانستطيع الآن من الإدلاء بالمعلومات عن الهجمات والمهاجمين وهوياتهم ...
إذن ، هجمات أربيل تحمل بصمات أيَّ جهة ..؟
إن شكل هجمات أربيل وطبيعته الإنتحارية تحمل معها بصمات إحدى فروع منظمة القاعدة ، لأن منظمة القاعدة ومتفرِّعاتها هم الذين يقومون فقط بهذا النوع من العمليات ، وهو العمليات الإنتحارية ، وهم يعترفون علنا بذلك ، وإنهم قاموا بالكثير من العمليات الإنتحارية منذ أواخر القرن العشرين المنصرم ، والى بدايات القرن الواحد والعشرين ، وحتى يومنا هذا :
إنهم قاموا بالعمليات الإنتحارية في الكثير من بلدان العالم وبقاعه : إنهم أقدموا على العمليات الإنتحارية في كينيا وباكستان وأمريكا وبريطانيا وإسبانيا ، وفي العراق وباكستان وأفغانستان وكردستان وغيرها من البلدان .
إن القاعدة وفروعها يستهدفون جميع البلدان والشعوب في العالم بغض النظر عن أديانهم ومذاهبهم وقومياتهم لأجل إيجاد أكبر قدر من الفوضى والرعب في البلدان . وذلك تطبيقا لنظريتهم الإستراتيجية المعروفة ب[ إدارة التوحُّش ] . إنهم يعتقدون أنهم من خلال [ إدارة التوحش ] يمكنهم فيما بعد السيطرة على بلد ، أو جزء من بلد ما لبسط سيطرتهم عليه ، ومن ثم الإنطلاق الى بلد آخر ، والى بقعة أخرى في مكان آخر . على هذا الأساس نشطت منظمة القاعدة ومتفرِّعاتها ، ومازالوا في العراق وسوريا واليمن والصومال وتونس وليبيا وبلدان وموريتانيا وبلدان أخرى ...
لكن الأمر المدهش والمثير للإستغراب والتساؤل هو : كيفية حصولهم على الإمكانات المادية واللوجستية والتسليحية ، كيف يحصلون عليها ، من هم المموِّلون ، هل هم جهات سياسية متمكنة ، أم أشخاص أثرياء مليونيرية ، أم دول ...؟ . برأيي كل ذلك ممكن وجائز ، بل إنه قد تم إختراق هذه المنظمة الإرهابية وفروعها على المستوى الصف الأول والثاني ، وربما الثالث أيضا من رؤسائها وقادتها وكوادرها من قبل بعض الدول في العالم ، وفي هذا الصدد الأمثلة كثيرة ، منها العراق وسوريا !! .
لقد أوردت المواقع ووكالات الأنباء بأن ماتسمى ب[ دولة العراق والشام الاسلامية ] القاعدية قد تحمَّلت مسؤولية هجمات أربيل الأخيرة ، وذلك بعد ثلاث ساعات من حصولها ، فهل حقا هذا صحيح ، أي هل حقا إن المنظمة المذكورة هي التي قامت بالهجمات الأخيرة في أربيل ، أم إنها أعلنت مسؤوليتها كتكتيك للتغطية على منظمة أخرى ، أو دولة أخرى كما ذكر ذلك موقع [ صوت كوردستان ] في تحليله حول إنفجارات أربيل ...؟
لقد تواترت الأخبار ، وبشكل علني من دعم تركيا المباشر وغير المباشر للجماعات المسلحة في سوريا على الصعيد المالي واللوجستي والتسليحي ، منها [ جبهة النصرة ] القاعدية وغيرها ، فهل إن [ جبهة النصرة ] القاعدية هي التي قامت بهجمات أربيل الأخيرة ، بخاصة اذا علمنا إن مجموعات من كرد الإقليم قد إلتحقوا بها للقتال في صفوفها ضد النظام البعثي السوري ، وقد عاد البعض منهم الى الإقليم قبل شهر ، أو أكثر ...؟ .
أخيرا ماهي الرسائل التي تحملها هجمات أربيل الأخيرة للإقليم : شعبا وبلدا وحكومة وأحزابا كردية بشكل خاص والقضية الكردية وإستقلال كردستان بشكل عام ...؟!
مقالات اخرى للكاتب