Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
ملاحظات حول الدستور العراقي الدائم/6
الخميس, تشرين الأول 1, 2015
د. نديم الجابري

هناك جدل لازال قائما حول الخيار الفدرالي في العراق و المنصوص عليه في ( المادة 1 ) من الدستور . و تبنى الدستور تفاصيل هذا الخيار في ( الباب الرابع و الباب الخامس ) منه .
و تعد الفدرالية شكلا من اشكال الدول المركبة , و شكلا من اشكال الحكم اللامركزي و الذي تكون السلطات موزعة بين حكومة اتحادية و حكومات محلية ( اقاليم أو ولايات ) . و يكون كلا المستويين المذكورين من الحكومة متكامل مع الاخر و يتقاسم السلطة السياسية معه . و تعد حكومات الاقاليم أو الولايات وحدات دستورية لكل منها نظامها الاساسي ( دستور محلي ) الذي يحدد تفاصيل سلطاتها التشريعية و التنفيذية و القضائية على ان توضع الحدود العامة لتلك السلطات في دستور الدولة الاتحادي بحيث لا يمكن سحب تلك السلطات بقرار احادي من الحكومة الاتحادية .
لقد اصبح الحكم الفدرالي واحدا من اوسع النماذج المنتشرة على وجه البسيطة . و يعد نموذج الامارات العربية المتحدة النموذج الابرز على المستوى العربي , و نموذج الولايات المتحدة الامريكية هو النموذج الابرز على المستوى الدولي .
و رغم ان الفدرالية ليست خيارا ابتدائيا مفضلا في نشوء الدول , بسبب التعقيدات التي تتسم بها , بيد انها قد تكون حلا توفيقيا اضطراريا لدولة لا تستطيع ان تحافظ على وحدتها الاندماجية البسيطة من جهة , و لا تريد مكوناتها الاجتماعية التفريط بعقد الدولة و وحدتها من جهة اخرى .
و يبدو ان الدولة العراقية قد وصلت الى هذا المفترق السياسي . و من هذه الزاوية فقط يصبح الخيار الفدرالي حلا قابلا للنقاش ضمن اطار حوار وطني شامل . خصوصا بعد ان تصاعدت نزعات الانفصال القومي لدى الكرد , و تحول الصراع في العراق من صراع سياسي على السلطة و النفوذ الى صراع بين المكونات .
مع ذلك كله , فالمسألة حمالة اوجه , فدعاتها يركزون على مزايا الفدرالية , و مناوئوها يركزون على عيوبها . و من الضروري ان نطرح كلا الوجهين بشفافية ليتسنى للشعب العراقي حسن الاختيار .
اولا : مزايا الفدرالية : -
1 – يعمل هذا النوع من الاتحاد على تأسيس دولة كبيرة ذات امكانات ضخمة قادرة على الدفاع عن نفسها بشكل افضل .
2 – ان هذا النوع من الاتحاد يجمع بين عاطفتي الاستقلال و الاتحاد معا , اي انه يوفق بين مزايا الوحدة الوطنية من جهة , و الاستقلال الذاتي من جهة اخرى .
3 – يهيئ هذا النوع من الاتحاد امكانية طرح انظمة دستورية متنوعة , الامر الذي يسمح للولايات التي تواجه تعثرا في نظامها السياسي المحلي ان تقتبس من انظمة الولايات الاخرى التي ثبت نجاحها .
ثانيا : عيوب الفدرالية : - 
1 – ان تعدد الهيئات و ازدواج السلطات يستلزم نفقات مالية باهظة سيتحملها في نهاية الامر المواطن عن طريق الضرائب أو تقليص النفقات العامة او تدني الاجور و الرواتب .
2 – كثيرا ما يسبب الازدواج التنفيذي أو التشريعي الى حدوث مشاكل بين الولايات الداخلة في الاتحاد أو بينها و بين دولة الاتحاد , و قد يصل الامر الى ولادة مشاكل ذات طابع خارجي للدولة الاتحادية .
3 – قد يؤدي هذا النوع من الاتحاد الى تفتيت وحدة الدولة اذا قويت سلطات الولايات على حساب سلطة الدولة الاتحادية .
مع ذلك اعتمد الدستور العراقي على فدرالية هشة , دون دراسة معمقة , فهي لا تمهد للاتحاد الفاعل بين مكونات العراق الاساسية بقدر ما تمهد للانفصال حال توفر الظرف الدولي المناسب .
ان هذه الفلسفة غذتها المدركات الاتية :
1 – ثقافة الجبل الآمن لدى المكون الكردي الذي كان يلوذ به كلما تعرض للاضطهاد من الحكومة المركزية في بغداد . فضلا عن الثقافة القومية الكردية المتنامية و التي تطمح الى انشاء الدولة الكردية المستقلة .
2 – ثقافة الخوف من الماضي و المستقبل لدى القوى السياسية الشيعية , التي ادركت الماضي على انه سنوات من الاضطهاد و التهميش , و ادركت المستقبل على انه قد يعيد الماضي مرة اخرى . لذلك بدأت تبحث عن ملاذ امن اذا ما عاد الماضي من جديد . و قد وجدت هذا الملاذ في الفدرالية الهشة لأنها قد تكون مدخلا للتقوقع على الذات في اسوأ الاحتمالات .
عليه , جاءت نصوص الدستور العراقي لتؤسس فدرالية هشة قد تمهد لأنشاء دويلات فئوية عندما يحين الظرف الدولي المناسب . ان معالم الهشاشة هذه تبدو واضحة في اكثر من نص دستوري , منها :
1 – حدد الدستور اختصاصات حصرية للسلطات الاتحادية في ( المادة 110 ) بينما منح اختصاصات مشتركة للإقليم مع اختصاصات السلطات الاتحادية في ( المادة 114 ) . و منح الاقليم اختصاصات مفتوحة في المستجدات كلها في المادة ( 115 ) . و هذا معناه ان سلطات الاقاليم سوف تتسع مع مرور الزمن على حساب السلطات الاتحادية , الامر الذي قد يمهد للانفصال .
2 – في سابقة فريدة من نوعها , منح الدستور لسلطات الاقاليم الحق في تعديل تطبيق القانون الاتحادي في حالة وجود تناقض أو تعارض بين القانون الاتحادي و قانون الاقليم بخصوص مسألة لا تدخل في الاختصاصات الحصرية للسلطات الاتحادية ( المادة 121 ) . و بذلك يصبح قانون الاقليم اعلى مرتبة من القانون الاتحادي . و هذا مخالف للأنظمة الاتحادية .
3 – اجاز الدستور تأسيس مكاتب للأقاليم و المحافظات في السفارات و البعثات الدبلوماسية ( المادة 120 خامسا ) على الرغم من ان السياسة الخارجية تعد اختصاصا حصريا للحكومة الاتحادية حسب المادة ( 110 أولا ) . ان ذلك قد يمهد للحصول على اعتراف دولي لأي اقليم يطمح ان يكون دولة مستقلة .
4 – فضلا عن ذلك , لم يجوز الدستور اجراء اي تعديل على اي مادة من شأنها الانتقاص من صلاحيات الاقاليم الا بموافقة السلطة التشريعية في الاقليم المعني , و بموافقة اغلبية سكانه في استفتاء عام ( المادة 126 رابعا ) . و بذلك حال ذلك النص دون تعديل الخيار الفدرالي لا من حيث المبدأ و لا من حيث التفاصيل .
و بناءا على ما تقدم كله , ينبغي مراجعة الخيار الفدرالي من حيث المبدأ , او مراجعة تفصيلاته ان كان خيارا لا رجعة فيه . ان تلك المراجعة ينبغي ان تهدف الى الحفاظ على الوحدة الوطنية العراقية . و لن يكون ذلك الا اذا اصبحت اختصاصات السلطة الاتحادية اقوى من اختصاصات سلطات الاقاليم . و لن يتحقق ذلك الا اذا شعر المكون الكردي بالأمان ’ و تبدد الخوف من الماضي و المستقبل لدى المكون الشيعي , و شعر المكون السني العربي بالإنصاف و المشاركة الحقيقية في صنع القرار .

 

 

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.45517
Total : 101