حيث يجب ان يكون وفيرا يُسهِم في النماء وتقليم اظافر الصحراء وايقاف جنون زحفها نحو مواقع الخصب شح مائنا , جفت الاهوار وهي من روافد الخير العراقي المتعدد في منافعه بين انتاج ثروه سمكيه من اجود الاصناف النهريه وتوفير مراعي طبيعيه للحيوانات المنتجه للحليب واللحوم بما يسهم اسهاما كبيرا في تحقيق الامن الغذائي , ووجودها كمسطحات مائيه تعمل على تحسين البيئه وتلطيف المناخ وتوفير مواد اوليه لصناعات هامه كمعامل انتاج سكر القصب ومعامل الورق وبعض الصناعات التراثيه المعروفه خاصة في جنوب العراق .
وحيث يجب ان لايكون كانت مياه الامطار سببا في غرق العديد من المدن رغم مليارات من العمله العراقيه صرفت لتحسين عملية الصرف الصحي حتى كادت بغداد ان تكون بديلا لاهوار الجبايش لولا ان يمن الله علينا بجهبذ اكتشف صخرة المؤامره الخبيثه التي انتهت باخراجها من مكمنها المروع احتمالات غرق العاصمه ثانية , والشتاء مازال في بدايته ونتمنى جميعا ان تزداد مناسيب المياه ببركات الباري الجليل بنعمة الغيث مع بقاء عاصمتنا التي كانت درة الشرق ومركز الاداره العباسيه في منأى عن الغرق .
حين مررت باحد شوارع العاصمه الرئيسيه في صبيحة الليله الماطره شاهدت ما لايُطاق من بشاعة المنظر المأساوي ,حيث كانت خزانات المياه الثقيله تفيض قيحا مقززا بمنظره مزعجا بما ينشر من روائح كريهه ورغم هذا كان العديد من العاملين في مجال النظافه يستنفرون كل طاقاتهم لاصلاح ما افسدته الاخطاء الهندسيه والفنيه , وقال بعض سكان تلك المنطقه ان هذه الظاهره جديده إذ لم تشهد احيائهم مثل مارأينا , ويعتقدون ان السبب في ذلك هو المناقصات الحديثه التي احيلت على مقاولي البيع المتكرر للمشروع المحال عليهم بمشاركة بعض المفسدين من مراكز القوى وصناع القرار ... نتمنى ان يكون مجرد ادعاءات وافتراءات من مواطنين تعلموا على (الدلال) على حكومتهم الرشيده التي تحملت امزجتهم وقابلتها برحابة صدر واريحيه ولم تثنها انتقادات الموتورين عن مواصلة جهدها المثمر في معالجة الاشكالات!!! فهل يظن المواطن المتغطرس ان عاصمة امينها له من الحس الخدمي ما جعله يكتشف الصخره ذات ال150 كغم في حفرة تحت الارض ولا يكتشف مفسدين يعملون فوق الارض وتحت رقابته وبمعيته وبوجود اجهزه رقابيه مشهود لها بالمتابعه الميدانيه وعلى راسها مجلسنا النيابي الموقر ودائرة النزاهه ودوائر المفتش العام والرقابه الماليه والضمير والدين والمهنيه العاليه ... الخ الخ الخ.
يبدو انه درس عملي للمواطن كي يفهم مقولة برنارد شو في عملية التوزيع {العالم كلحيتي وصلعتي غزارة في الانتاج وسوء في التوزيع} .
كنا ننتظر جرأة في تشخيص الخلل ووضع الاصابع المسؤوله فوق راعفات الجراح وليس التبريرات المتهاويه ...كنا نريد سماع اراء جاده ودراسات واقعيه لامكانية خزن المياه وحسن التصرف بها , كنا نريد مسؤولين يعرفون ماهي حرب المياه وكيف ستدور وماهي انعكاسلتها السلبيه على حياتنا وما البدائل التي يمكن ان نوفرها لدرء الخطر , اليس الغيث من مصادر الماء ؟ فلو اجدنا خزنه واعدنا تاهيل المياه الثقيله بمعاملتها كيمياويا وفيزياويا كما نسمع عن مثل هذه لتجارب في العديد من البلدان , ولو حافظنا على مايجود به رافدي العراق رغم تناقص مناسيبهما عبر نشر السدود وتطبيق سياسة اروائيه جيده واتباع وسائل الري الحديثه المعروفه بالاقتصاد بالماء , ولو كانت الجهات المسؤوله غير قادره رغم الميزانيات التي فاقت التصور على تنفيذ ذلك فلنسمع مثلا عن خطه خمسيه او عشريه او حتى الفيه ...فهذا اخف على جهاز السمع في راس المواطن من كذبة صُدعت بها الرؤوس اسمها (صخرة عبعوب).
مقالات اخرى للكاتب