مرّت أربع سنوات على الانتخابات السابقة التي خرجت للوجود بعملية قيصرية كان طبيبها برزاني في مستشفى اربيل وبعد ان رأت الحكومة النور اطفأته بنفسها واستعاضت عنه بضوء خافت لا ترى من خلاله الا صغائر الامور التي تناغم مصالحها الفئوية, وتخبطت في تفسير الاتفاقية المبرمة في اربيل وكانت النتيجة القتل والتدمير والمفخخات ولا نجاح لا على المستوى الامني ولا الخدماتي ولا التعليمي واليوم نرى اعادة المقدمات نفسها التي جلبت النتائج السابقة فاليوم بدأت ممارسة الدعاية الانتخابية المبكرة من خلال التهديد والوعيد بين اطراف العملية السياسية حيث التلويح والتصريح بين دولة القانون والتيار الصدري والاكراد من جهة اخرى ونرى ذات الخيوط تحاك مرة اخرى لإنتاج الحكومة المتوقعة بعد 2014 وكذلك من جهة اخرى لا نرى ارتفاع في مستوى الوعي لدى الشعب او الناخب العراقي لانه كما نشاهد في مواقع التواصل الاجتماعي والندوات والمؤتمرات ان مستوى الطائفية والقومية والعشائرية قد عاد بقوة الى الواجهة وبواسطة الوسائل التكنلوجية المتطورة وربما في الايام القادمة سوف تتحرك الكثير من الصور الذهنية لدى الشعب من خلال ارتطامها بخطابات السياسيين الذين يعملون على تحريك عواطف الناس لجلب اصواتهم ووجودهم لصالح هذه الكتلة او تلك ,,وهناك مشكلة اخرى اذ ان هذه الكتل تمارس من باب اخر الوطنية وفي ذات الوقت الطائفية والعشائرية والمناطقية والقومية وهي تقع في خلط وازدواج كبير ,, خلال اربع سنوات لم يتبلور لدينا برنامج واضح لانقاذ العراق من المأساة والفقر والقتل والجهل ولم تستطع كتلة برلمانية ان تنفذ وعودها لناخبيها في تطبيق برنامجها الانتخابي ,,فهل ستعيد هذه الكتل ذات البرامج وهل سينخدع الشعب مرة اخرى وهل سينتخب الشعب على اسس جديدة مهنية وهي الكفاءة والوطنية ام انه سوف يضع في المقدمة المذهبية والطائفية والقومية ؟؟ كل هذه التساؤلات مطروحة امامنا والانتخابات المقبلة سوف تجيب عنها ولكن من الواضح جدا انه لا شيء تغير ابدا فالشعب هو الشعب والوعي والإدراك هو ذاته,,لذا نحن بحاجة الى تكتل كبير ونخبوي يضم كفاءات خارجة عن اسوار المذهبية والمناطقية لعلها تستطيع ان تقف بوجه حيتان الفساد السياسي والاخلاقي الذين نشروا الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الشعب الذي ارتضى لنفسه ان يرفع شعار السكوت والانتظار لأربع سنوات مضت ترملت فيها نساء وتيتم فيها اطفال وقتل فيها ابرياء ولم يحاسب فاسد وكانت المكافئة الكبيرة هروب عدد كبير من السجناء من سجن ابوغريب الذين ارسلوا ارواح الناس الى الموت المبكر ,,اللهم يا مخلص النار من بين حديد وشجر ومخلص اللبن من بين فرث ودم خلصنا من اعضاء البرلمان عن بكرة ابيهم ,,فأنهم لم يجتمعوا على مصلحة الا لأنفسهم ,,وقد ائتمنوا فخانوا الامانة ,,لذا نهيب بأبناء الشعب الى رفع مستوى الوعي لديهم وان ينتخبوا الاكفأ والأصلح لعلّ الاجيال القادمة سوف ترى النور بعد ان يأسنا منه نحن وبعد ان تخبطنا في الظلام سنوات وسنوات ,,سنوات عجاف بلا مُعبِّر ينبأهم بواقعهم المرير وينتشلهم بحكمته ورؤيته من هذا الضياع الذي يحيط بهم من كل الجهات فلا يزيدهم سرعة المسير الا بعدا ولا التخطيط الا فشلا .
مقالات اخرى للكاتب