Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
وأتى ابن بجدتها
الأحد, كانون الأول 1, 2013
د. محمد تقي جون

 

حين تشرق الشمس تكتسي جدران البنايات والحدائق والبشر بالضياء والظهور والوجود، وتزول العتمة والخفاء والعدم.. في كل يوم تنشط الحياة حيث يوجد اشراق، وتستمر خطى ويأخذ الزمن حقه حتى ينفد تاركاً تسلسل الايام يمارس طبيعيته برضا تام. ولكن سوف يكون الاشراق بليداً جداً اذا لم تكن الحياة حقيقية غير مصنوعة او مغصوبة. وقد عشنا - نحن العراقيين – أيام صدام تلك الحياة غير الحقيقية والمصنوعة وعشنا الاشراق يومياً وهو بليد أقرب ما يكون الى الظلمة. 

الانسان هو الذي يمنح الحياة تأزمها المعرقل أو هدوءها الخلاق. وهو الذي يوحي الى الشمس أن تشرق بالضياء والظهور والوجود. والانسان المقصود هو القائد او الراعي الذي يعطي حقه من الرعاية للرعية، فتصبح الرعية في الصورة المثالية التي رسمها الله وأرادها لكل البشر، واذا تحققت تلك الصورة فانها تسمو الى السماء فتتماهى مع الله (عز وجل)، فترقى الحياة وناسها الى عليين الدنيا.. وقد تجسدت تلك الحياة في ازمان قليلة ومتفرقة على الارض وهي التي قال فيها الله (عز وجل) واصفاً في أجلّ وأنبل وصف: (بلدة طيبة وربٌّ غفور). 

لاجرم! ان الدول الكبيرة والخطيرة يرجع أصلها الى افراد مؤسسين؛ اذاً لا نُشغل منبهرين بالدول العظيمة ونهمل متجاهلين الانسان.. بل ربما موت شخص ما أو تلاشي اسرة معينة هو كسقوط روما او الاندلس بل وأفضع. وكثيراً ما عدل رجل واحد بجدارة أضخم الدول.. وحين خلق الله الانسان ضنَّ به وأحبَّه وفخر بصنعه، لانه مخلوق مختلف عن مخلوقاته كلها حتى الملائكة؛ فهو يمتلك الخيار ويمتلك الارادة، فهو متغير بحسب ارادته وقادر على التغيير بحسب ارادته، بينما لا يستطيع ذلك غيره من المخلوقات.

لا يتصور أحد كم هي فرحة أهل واسط بجامعتهم (جامعة واسط)! انها صرح علمي يتنامى باطراد وباسناد قلوب وارواح الواسطيين حتى ينوش النجم ويعلو على الثريا.. في محافظة تكثر مساحاتها الفارغة، ليس بالقليل وجود جامعة بهكذا تفاصيل.. انها بمواصفاتها مارة الذكر تعلن هويتها العراقية فمنذ اربعة آلاف سنة.. في مدن سومر أو دول مدنها، كانت المعابد ودور العلم أكبر معالمها فهي تعلو كثيراً على بيوت اهاليها المنحنية باجلال للعلم والعبادة.. وهو ما يلاحظه الزائر في المدن والقرى ذات الطابع الاسلامي.. وفي آلاف القرى المبثوثة في شمالنا الحبيب يكون المسجد الملتحق به مكتبة وباحة محاضرات أبين كل ابنيتها. 

ان عشق الواسطيين لجامعتهم لم يذكره احد او ينقله الى حيز المعنى الملفوظ، لانه في اعماق القلوب والنفوس يمارس لذة صيرورته.. وهو يفوق فخر الفرنسيين بالسربون واعتزاز الانكليز بكامبريدج وخيلاء الامريكان بهارفارد. لانه يضيف اليهم شيئاً من الخوف وشيئاً من الحزن، وحتماً حب الابن لابيه الفقير غير حب الابن لابيه الثري القوي، لان حب الاول معه اشفاق ومعه ارهاق. ان قلوب اهل واسط تدور حول اسوار الجامعة تخاف عليها أن يتسلل اليها ما يعكر فرحتهم.

وتوالى رؤساء الجامعة.. كلهم حرصوا على ان يزيدوا من فرحة اهل الكوت وطمأنتهم على ان تتسلق الجامعة الى اعلى، تعبر الخنادق، وتجتاز الخطوط الطويلة والعريضة لتتقدم، بجهود تدريسييها الاستثنائية والتوأمات مع الجامعات المجاورة والبعيدة لتضخ فيها خبرة وقوة على التطور، وبالمؤتمرات الجادة المجدية.. فما قصّر رئيس ولكن لا يزال هناك الكثير أما الفرحة لتتم.

وأتى ابن بجدتها.. ابن واسط، الغيور عليها، المتحمس أن يمتطي جواد الحلم الى الحقيقة، وهو يحمل ألواح سومر وماضي كسكر وحاضر الكوت، يريد بالمتاح من الامكانات المحدودة والهمم غير المحدودة أن يرتقي بالحلم ويتواصل ليصل (الكوت) بـ(الكوت دازور) والشواهق في عواصم العالم..

الدكتور طالب محيبس الوائلي.. بسيط كألف باء اللغات ومركَّب كأروع الجمل التي تتألف من الحروف البسيطة فتكون مبهرة كجمل شكسبير وأبيات المتنبي.. يلهو بصمته بالافكار فيتكلم بمشاريع عظيمة، ويتزوج امرأة اخرى هي المستقبل، فيكون زوجاً طيباً للجامعة وأبا حنوناً للتدريسيين والموظفين والطلبة. ومسح على رؤوس وربّت على اكتاف كثيرة في المحافظة التي تداخلت مع الجامعة وتلابست وتكاملت بشكل لم يسبق له نظير.. وبخُلقه سهّل الكثير ومدّ يدا مصافحة فصافحته كل الايادي لترفد الجامعة وتسترفد منها.. فاذا بجامعة واسط هي واسط، وواسط هي الجامعة..

اليوم، نحنُ نعيش أحلى أيامنا، وجامعة واسط تعيش أبهج أوقاتها.. فريئسها من واسط.. يغار ويحرص ويجهد أن يقدم ويقدم بلا توقف.. هو لا خيار له غير النجاح كطارق حين أحرق السفن، وصار لا مناص: الغرق أو النصر. الفرق بينه وبين الرؤساء قبله هو انه ابن واسط.. سيعاتبه الناس اذا قصَّر (عمداً) أو أقصر (بلا قصد). وسوف يبجلونه أكثر اذا حقق المرجو، ويظل فضله وذكره على مر الزمان تمثال فخر وكتاب مجد. وقد سمعت مختلف الشرائح في الجامعة تشكر الوزارة على اختيارها: ابن محافظة، والدكتور طالب. 

ان ما اريد ان اقوله لا يقف عند جامعة واسط والدكتور طالب محيبس، بل ان العراقيين محتاجون الى الفرح الكثير وباستمرار بقادة يمنحونهم الشمس المشرقة التي تنهض بحياتهم الى الحياة.

 

أ.م.د محمد تقي جون

 

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.35461
Total : 101