سوف امسح دموعي بيدي التي ملأت دما من جسم أخوتي الذين سقطوا يوم أمس وفي الأيام السابقة على رصيف الموت المفخخ الذي لم يميز بيني وبيني أخي الأكبر وأخي الأصغر وجدي وأمي وأختي وجدتي, الموت الذي كان أهلنا قبل ينتظرونه من الله والآن أصبحنا ننتظره من احد الذين مسح على وجوههم الشيطان ليقوموا الآن يحيو دين الانتقام السياسي العفن.
يقال أن الإرهاب لا دين له وأنا أقول الإرهاب له رب يعبده من هم لا رب لهم ليدمغوا به أجساد تتطاير أشلائها في كل مكان بالأمس كانت بغداد وبعدها المسيب وأعقبها كركوك واليوم في مدينة البصرة.. ومن كانوا الذين ذهبوا إلى ربهم خاشعين؟ أنهم مصلين يتبعون رسول الرحمة الإلهية يتمسكون بالمساجد والحسينيات ليتقربوا إلى الله تعالى زلفى فيأتي الموت يخطفهم منا في كل منظر إرهابي يتفطر القلب لرؤية الحدث وبعدها يعود له النبض مره أخرى وكان شئ لم يكن ويبدأ العقل بالنسيان وتهدأ النفوس لتعود الحياة لمن بقي على قيد الحياة .
تناسوا وتناسينا الأمر وبدأنا من جديد نسمح بأيدينا دموع حزننا في يوم أمس ليكون اليوم ولادة جديدة للهموم ويتكرر المنظر الانفجاري الدموي في كل مره نفس الشئ ولا تغيير في الأمر شئ سوى استنكارات سخيفة وترحم أسخف من الاستنكار على من ذهب وعبارة أسخف من هذه الكلمات بان (يلهم ذويهم الصبر والسلوان ) وان لم يلهمهم الصبر والسلوان هل سيعود من مضى منهم أم تعود أيدي قد تقطعت أو أرجل قد بترت أم تصلح وجوها قد تشوهت ليكون اليوم صفحة قد انطوت ويليها صفحة جديدة نتصور بأنها سوف تملأ بالورد ولكننا خاطئون في تفكيرنا فإننا سوف نقولها مجددا شافي الجرحى وارحم الشهداء فدوما في صفحاتنا المخضرة بالدم العراقي الشريف كلمات تشبه الرعب موت وإرهاب ويد من حديد ومرضى وجرحى وفقراء وأيتام وأرامل وشهداء وقتل ودم نازف ولوحات سوداء كتب عليها أنا لله وإنا إليه راجعون ولم يكتب عليها لان شكرتم لأزيدنكم فهل تاريخنا أصبح إرهابي بالفعل أم نحن من ارهب أنفسنا بخوف جميل لنجلس نطلق الحسرات في وجوه أصدقائنا وأهلنا ونقول ألمنا المنظر الفلاني وأتعبنا المشهد اليوم .
التاريخ كلب ابن كلب ومن يكتبه بهذا الشكل فانه كلب ابن 16 كلب ومن يجلس ينعى نفسه بما يحدث فهو من يريد أن يسجل له تاريخه بأنه جبان من الدرجة الأولى وسخيف بدرجة امتياز لأننا يجب أن نكتب تاريخ بطولي مشرف نكون نحن أسياده ونحن إبطاله بدون منازع فهل يوجد احد يكتب هكذا تاريخ ...
مقالات اخرى للكاتب