مازلنا نبحث عن فيحائك التي اختفت بين ثنايا جمالك الغائب,, فقد بقي السياب يعشق مطرك الذي غادره منذ سنين , وشط العرب غادرته عروبته ليبقى عرضة لتسول بقايا السفن البائسة, واندثر في أبي الخصيب ساحله , وأصبحت حلاوة نهر خوز مره , ونخل البرحي لملم شتات سعفه ليدفن حي وهو واقف , لم يبقى من مناوي باشا ألا أوراق تاريخ مضت وتمزقت , ولم يعود العشار امن للناس فسوق البنات غادرته بنات الحي وشارع الكويت لا يذكر عند كبار القوم , وبقيت محكمتي القديمة تنعى نفسها وجامعك الكبير يصغر كلما مر الزمن عليه, وهكذا رأت الشناشيل ما يحدث لتأكل نفسها وتختفي في ازقة البصرة .
قد غاب أبو الأسود الدوؤلي وبقيت نقاط أحرفه لا تعرف المصير , وجامع الكواز يشكو غياب مصليه , وأثلك انحنى للزائر بشحة مائك , وبقي الناعي في حنا الشيخ ينعى أناس تركوه بدون رجعة, وهكذا نعى فيك قصر الشيخ خزعل شيخه منذ أن فقدت البصرة تاريخها .
الزبير والفاو وميناء أبو فلوس وباب سليمان واللباني والخورة والصنكر وكل جزء فيك لم يعد الان يحلم به الجيل القادم بل نسي حتى في كلام القدماء , إما نخيلك الذي كان باسق كأنه يحارب في الدفاع عنك غد اغمد رأس حربته واختفى رأسه ولم يبقى إلا عوده الذي يحارب الزمن بكل قوة.
ما زال الباص الخشبي يغمره الحزن الكبير على كلمات ناس قد تركوها للذكرى لتكون شاهدة على زمن مضى ولم يعود مره أخرى.
هنا البصرة هنا الماء يحتضر هنا الهواء ينتظر هنا الناس تفتقر هنا البصرة.
مقالات اخرى للكاتب