طالعتنا الاخبار بوفاة المعمارية البريطانية الجنسية ذات الاصل العراقي زها حديد عن عمر يناهز الخامسة والستين سنة وقرأنا وسمعنا كلمات ومقالات التأبين والمدح لمسؤولين في الدولة العراقية والاشادة باعمالها وتصامبمها المعمارية والفنية فمع سماع اول الاخبار بدأنا نقرأ ونسمع من اقترح تسمية أحد شوارع بغداد المؤدية الى البنك المركزي بأسمها والان يريد البنك المركزي العراقي اللذي يعاني من سوء الادارة والافلاس القريب لافامة نصب تذكاري للراحلة في موقعه الجديد واللذي يقال انه سيبدأ العمل به في عام 2017 (أذا بقي من رصيد البنك شيء). سؤالنا الى البنك المركزي هو الم يكن من الاجدر أن يقام النصب الى العراقية الايزيدية المظلومة المغتصبة نادية مراد التي اسمعت العالم ما تقوم به عصابات داعش الارهابية من جرائم بحق الانسانية من خطف وقتل وتفجير وتهجير في بعض المحافظات العراقية وما قامت به هذه الزمرة الظالة من انتهاك للحرمات والاعراض من اغتصاب وبيع النساء في اسواق الذل والعبودية كجواري باثمان بخسة وممارسة التصفية العرقية والدينية والمذهبية في محافظة نينوى والتي تنتمي في أصولها الموصلية زها حديد ومن خلال أطلاعي على سيرتها الذاتية في الويكيبديا وموقعها الشخصي لم أجد لها اي مشاركة في اي مشروع خيري يخص العراق سوى انها وقعت عقد لتصميم بنايات البنك المركزى والبرلمان العراقي وهو بالتاكيد ليس مجانا كما لم أجد انها قامت يوما ما باستثمار شهاداتها العلمية وسمعتها المهنية والحرفية والدولية لتعريف العالم بما تقوم به داعش بحق الشعب العراقي من قتل يومي مبرمج أوعلى الاقل من خلال النشاطات الشخصية باقامة المعارض والتصاميم واللوحات الفنية التي تبرز ما يتعرض له العراقيين من ابادة وخاصة المرأة الموصلية سواء الازيدية او الشيعية او السنية او المسيحية أو عدم المشاركة في المحافل الدولية الخاصة بحقوق الانسان او انشاء مؤسسة عالمية خاصة بحماية المرأة الموصلية أذا لم نقل المراة العراقية لاسيما أن زها حديد تمتلك المال والشهادة والسمعة المهنية والدولية لتتبوأ دورا انسانيا مشرفا مثلما فعلت نساء أضعف حالا ومالا ومهنية من بلدنا العراق أو من سوريا ولبنان وفلسطين وايران وباكستان وافغانستان وغيرها بعرض مشاكل بلدانهم. فهل عملت زها حديد مؤسسة خيرية لانقاذ ومساعدة ارامل ويتامى العراق لتدلل على عراقيتها كما يتبجح المسؤولين ووصفها (قامة عراقية والمعمارية العبقرية العالمية). أن العراقيين واللذين غالبيتهم العظمى من الفقراء والمساكين وهم حوالي 40% بخط الفقر حيث فيهم اكثر من 3 ملايين ارملة و5 ملايين يتيم لا يهمهم من تكن زها حديد سواء كان والدها محمد حديد أو غيره أو انها توفيت مسلمة او بدون دين أو سبب وفاتها كثرة شرب ما يؤذي الصحة العامة أو كثرة العبادة فسيرتها الذاتية توضح شهاداتها العلمية وحرفيتها الهندسية المعمارية وتصاميمها العالمية ولم يذكر لها نشاط انساني بارز لموطنها لاصلي العراق سوى الاسم والرسم ونشاتها المبكرة الاولى عندما درست في
المدرسة الكاثوليكية ثم بدات حياتها الدراسية في الجامعة الامريكية في بيروت ثم اكمات مشوارها الاكاديمي والمهني في لندن وامريكا والمانيا واليابان وغيرها. فهل يحق للبنك المركزي او من ينادي بعمل ما يخلد الراحلة زها حديد في الشوارع العراقية أن يطالب بما لا نستحقه أما كان الاجدر أن يقام النصب للفتاة الايزيدية المغتصبة والتي ابكت الحاضرين في الامم المتحدة او لأم قصي التكريتية الجبورية التي سميت ب (طوعة العراقية) التي آوت وأنقذت حياة 25 شابا بعمر الزهور من طلاب القوة الجوية في قاعدة سبايكرمغامرتا بحياتها وعائلتها رغم ما حصل في مجزرة سبايكر المعروفة في ايامنا الحالية لذلك كفانا عواطف ووطنية فارغة واللتي تمثل استهانة بدماء الشهداء اللذين يتساقطون يوميا في جبهات المواجهة مع أعداء الله والانسانية او من ضحايا التفجيرات الارهابية اللذين تركوا ورائهم صوائح ونوائح من امهات ثكلى وارامل ويتامى لا يسأل عنهم أحد سوى طرق ابواب مؤسسات الاغاثة الخيرية وفاعلي عمل الخير في الداخل أوالخارج اللذين فيهم من الكفاءات والميسورين اللذين تحترق قلوبهم على العراق ولم يقصروا فعلا بتبرعاتهم المادية والعينية والاعلامية أو زيارة العراق لمعالجة الجرحى والفقراء خاصة الاطباء منهم واللذين بعضهم غير عراقيين وانما فقط كونهم مسلمين واللذين يستحقون ان يذكروا بالخير والشكر والثناء لهم في كافة مواقف الدعاء لما يقدمونه من عطاء بسخاء.
مقالات اخرى للكاتب