في الوقت اللذي تتعالى فيه الاصوات بعدم المصادقة على ميزانية 2014 والغائها لعدم توفر الارقام الدقيقة لما تم صرفه منها وما بقي او العجز فيها رغم ما تحويه من امال لبسطاء الشعب وفقرائه بتثبيت ذوي العقود وتوفير السكن والخدمات البلدية والصحية كما ان ميزانية 2015 هي الاخرى ستعاني من عجز لايقل عن 50 بليون دولار ويطلبون من الشعب شد الحزم على البطون لمواجهة التقشف المتوقع فيها رغم ان كروش المسؤولين تكبر يوما بعد يوم وتزداد جيوبهم انتفاخا من الامتيازات والحمايات والايفادات والمعالجات الصحية والتجميلية لكن نرى ان الدولة برئاساتها الثلاث غير مكترثة بهذه الماساة التي يزيدها الارهاب حزنا والما خاصة ما يرافق ذلك من ضحايا لفلذات الاكباد او استشهاد اباء وامهات تاركين خلفهم ارامل وثكالى ويتامى ليس لهم ناصر ولا معين.
نحن نقول لن يرضى عنكم الجيران حتى تتبعوا ملتهم حيث في ضروف التحدي هذه والتي يمر بها البلد وخلال هذه الايام وأستكمالا لما مضى نرى وفود كثيرة ذهبت لدول مختلفة كل يبكي على ليلاه ويسافر متى ما يشاء فيدعي تطوير العلاقات او تغيير مواقف الدول اتجاه العراق فاياد علاوي ذهب الى الاردن وتركيا وسليم الجبوري ذهب الى الكويت ونوري المالكي الى ايران والنجيفي بين تركيا وعمان وحيدر العبادي للاردن وبعدها في تركيا ثم الكويت وايران وابراهيم الجعفري اللذي كان يحسد زيباري على كثرة سفراته ان استلم السلم ليركب قافلة السفر التي كان يعاني من محدويتها الى لندن بشكل رئيسي لنراه الان يوما في لندن (سفر رسمي وعائلي) واخر في امريكا وبعدها في الكويت وبعدها في تركيا والان في السعودية بصحبة رئيس الجمهورية وما ضمه الوفد من عدد كبير لانعلم ما سيفعله كل من وزير الخارحيه ووكيله في وقت واحد ووزير الماليه اللذي يحن لايام الخارجية وسفراته المكوكية واللذي يسوق لمشاريع وافكار حكومة الاقليم ووزير الداخلية اللذي عاد في الاسبوع الماضي من قطر المتآمرة على العراق ووزير الامن الوطني اللذي لم نسمع انه حقق جزء من الامن الوطني ورئيس ديوان رئاسة الجمهورية اللذي لم نسمع منه سوى نفي التصريحات او تاكيدها. أن المتوقع من هذه الزيارة ربما الطلب من العراق اطلاق سرح القتلة الارهابيين السعوديين وتشديد مراقبة الحدود بين اليلدين ولكن ستخلوا من اطفاء الديون السعودية او تقديم الدعم المادي السعودي الى العراق وربما تختم الزيارة بتكريم الوفد باقامة عمرة مفردة لعل الله يغفر للمسرفين.
كل هذه الزيارت الى دول الحوار فاشلة لانها لاتغني ولا تسمن من جوع وهي طمع المسؤولين في الحصول على امتيازات ومخصصات سفر وتجوال واستراحة مجانية على حساب الميزانية الخاوية حيث اثبتت السنوات الماضية ان دول الجوار لايهمها دمار العراق اقتصاديا وبشريا وعسكريا فالانتحاريين والمفخخات تاتي من خلال حدودهم والدعم المالي للارهاب ليس ضروريا من ميزانية دولهم لكن بشكل غير مباشر من الجمعيات والمنظمات الوهابية المعروفة لهم والا هل يعقل ان الدول الغربية التي نسميها كافرة اطفات ديونها على العراق في حين ان السعودية والكويت لم يكن لها موقف ايجابي والتي لم تتوانى عن اي فرصة لنهب العراق وعدم التنازل عن اي شيئ سببه صدام وهم اللذين نفخوا فيه واعطوه الدعم وان السعودية التي لا تعترف بالحكومة لكونها شيعية هل يمكن تغيير مواقفها فالى اين ذاهبون يا ايها الوفد الكبير وهناك يتامى وارامل وثكالى في عراق مزقته محاصصاتكم ومصالح احزابكم أم تعتبرون ان الانتصارات التي تحققت بفعل بطولات المتطوعين من الحشد الشعبي اللذي يستكثر زيباري صرف مليار دولار عليه قد اعطتكم امان واستراحة لبقاءكم في قصور الخضراء والكرادة والجادرية لتنشطوا الان لكسب المزيد من الامتيازات في حين تطالب الاصوات البرلمانية بتقليل عجز الميزانية من خلال تقليص ارسال الوفود او ايفاد المسؤولين انها كلمة حق يراد بها باطل (ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين) وان غدا لناضره قريب وسيعلم اللذين ظلموا اي منفلب ينقلبون.
مقالات اخرى للكاتب