قبل ان أبدأ بكتابة أي شئ وقبل أن ادون ملاحظاتي التي ستكون جارحة بعض الشئ ، وهذا هو الحق ، لابد من التذكير بتاريخك غير المشرف والملئ بالعمالة والدناءة حينما كنت تقاتل بني جلدتك من العراقيين وأظنك تذكر ذلك جيدا . ربما كان قسما من العراقيين لا يعرفون من هو الغبان إلا ان السواد الأعظم يعرفك جيدا .. وبما أن أمور الامن الداخلي قد آلت اليكم كان لزاما ان تنسى ذلك الماضي وتتحلى بروح الوطنية وتعطي إنعكاسا طيبا لمن وضع ثقته فيكم ، وإن كانت في غير محلها مع بالغ الأسف الشديد ، ولأن الفأس قد وقع بالرأس كما يقول المثل الشعبي ، وقد صار منصبك حتما مقضيا علينا التسليم بما قدره الله ، وما كان ربك نسيا .
أخي الغبان :
من أين تريد ان أبدأ ؟ أمن الوضع الأمني المتردي ، ام من أجهزتك الامنية التي تحولت الى عصابات منظمة وتحت رعاية وحماية الراية العراقية ؟! .. ربما سنبدأ من مكان ما في منطقة ما ، وهذا المكان من المفترض ان يكون ملاذا آمنا لكل مظلوم وأعني به مركز الشرطة ، أتعلم – اخي – إن مراكز الشرطة تحولت الى أداة لحلب الناس في الباطل ؟ وهل تدري إن عتاة المجرمين يطلق سراحهم من تلك المراكز بمبالغ من الورق الأخضر حصرا ؟! وهل تدري إن أي مواطن يتقدم بشكوى او لديه معاملة ما لابد من ( التوريق ) كي تسهل أموره على الرغم من أحقيتها وعدلها ؟
بالأمس كان المجرمون مجرمين بمعنى الكلمة لاتكاد تمر عليهم ساعات حتى يتم إلقاء القبض عليهم بكل إحترافية وعلمية أما اليوم – وبفضل ضباطك الدمج – تحول المجرمون الى شخصيات مرموقة بل صاروا من علية القوم ويتبوأون مناصبا عليا في أجهزة الدولة ، ولعلك تذكر جيدا آلاف الحالات من هؤلاء المجرمين المنتمين الى حزب الدعوة العميل والذين تم إلقاء القبض عليهم ثم مالبث ان أطلق سراحهم إما بمبالغ طائلة أو وفق إتفاقات غبية أو ضغوط من هذا الطرف او ذاك ، لعل المأبون نوري المالكي يقف في مقدمة المدافعين عن شذاذ الآفاق ، كونهم يمثلون الخط ( الجهادي ) لهذا المجرم المحترف ، ومن العجب العجاب أن يبقى نوري ( خانم ) حرا طليقا يتنعم بالمناصب والمكاسب رغما عن أنوفكم جميعا .
البلد يعج بالفوضى والسرقات والخطف والنهب والسلب والارهاب وإزهاق الارواح وأنتم تتبادلون الانخاب فرحين مستبشرين بحالنا الذي لا يسر سوى الكيان الصهيوني وحلفائهم في قم وطهران ، أعلم سيدي ان ملالي قم خط احمر بالنسبة لمقامكم العالي ولكن كل المؤشرات تؤكد ضلوعهم بكل ما يجري في العراق بدءا بداعش وإنتهاء بالعصابات المنظمة ومرورا بالميلشيات الوقحة والمؤدبة .. وإلا هل تستطيع ان تخبرني ماذا يفعل داعش في العراق ؟ ولماذا لا يحول نشاطه صوب إيران ؟ أليس تنافر العقائد بين هؤلاء وأولئك سببا كافيا لنشوب الصراع بين داعش الارهابي وملالي طهران ؟ أم أن ( الحرومس ) له دور بارز في تحويل العمليات الإرهابية صوبنا وصوب سوريا وليبيا وغيرها من البلدان العربية ؟
أخي وزير الداخلية
لم ارك يوما من الأيام وقد ضربت الفاسدين وأعلنت عنهم على رؤوس الأشهاد ، ولم أر وزير الداخلية بشأن يجعله محترما في أعين الناس جميعا ، إنما رأيت ( رجلا ) ينتمي الى كتلة من الكتل لم تجلب سوى الخراب والدمار مجاملا للباطل على حساب الحق فحسب ، لا سلطة لك إلا على ضعاف الناس وبسطائهم ، فإذا سرق الحقير درهما قامت الدنيا عليه ولن تقعد أما أذا سرق الأمير جاملتموه مجاملة رعناء وسوفتم أمره تسويفا بكتابنا وكتابكم لاغير . والامثلة في هذا المجال اكثر من أن أحصيها ولعلك تدركها جيدا وتعلم عنها الشئ الكثير . فمتى نحس بك كرجل أمن حريص على العراق وشعب العراق ؟ ومتى تتحرر من طائفيتك وحزبيتك اللتان جرتا البلد الى فوضى عارمة لاندري متى تنتهي ؟
حسبنا الله ونعم الوكيل عليك وعلى الذي جاء بك ، ونسأل الله أن يرينا فيكم يوما أسودا كيوم عاد وثمود ويوما كيوم الأحزاب . لأننا تعبنا من الكلام والكتابة دون جدوى كونكم لاتنتمون الى فصيلة البشر الاسوياء ، ولا هم لكم سوى أرضاء كتلكم وأحزابكم وملء كروشهم بالسحت الحرام .
أرجو أن تكون رسالتي قد وصلت وأتمنى من مستشارك الإعلامي أن يكون صادقا نزيها في إيصالها لجنابكم . وآمل أن أرى وزيرا للداخلية بمعنى الكلمة لا خيال مآته لا يهش ولا ينش. وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون .
مقالات اخرى للكاتب