بين الحين والاخر تنشر مقالات تتجنى على الإسلام بالقول انه لا يدعو إلى العقل والعلم وانما يدعو إلى الغيبيات وهو سبب تأخر المسلمين. هذه المقالات تخلط بين مبادئ الإسلام كما جاءت في القران الكريم وبين تفسيرها الخاطئ وتطبيقها المنحرف ما يدل على قصور في إدراك الكاتب وليس في مبادئ الإسلام. حتى الأحاديث المنسوبة إلى البنى (ص) يجب ان تساندها نصوص قرآنية قبل قبولها منعا للتحريف وللتزوير الذين حدثا فعلا.
من يقرأ القران الكريم يجد في سوره تكرارا متعمدا لآيات تتضمن الإشارة الى العقل والإدراك والعلم مثل أكثرهم لا يعلقون وأكثرهم لا يفقهون وأكثرهم لا يتفكرون وأكثرهم لا يتذكرون. التركيز على هذه المفاهيم ينفي ادعاء البعض بان الغيبيات تسود المبادئ الإسلامية. يذكر هؤلاء ان الإسلام يركز على جنة الآخرة غير مدركين ان الإسلام يحث على التمتع بمباهج الحياة بشرط ان لا يؤدي ذلك إلى الانحراف وأذى الآخرين. الاغراء بجنة اليوم الاخر أو ناره هو للحث على العمل الصالح والترهيب للابتعاد عن العمل المشين لمن يؤمن بهما.
العبارات الواضحة عن العقل والعلم والفقه والفكر تنهى عن الغيبيات في الأمور الدنيوية الواقعية وتحث الإنسان على استغلال عقله للحصول على العلم والمعرفة في حياته اليومية. الإسلام فرض تحقيق العدالة والمساواة بين الناس بغض النظر عن لون بشرتهم وانتماءاتهم العرقية بآيات واضحة لا تقبل التأويل والتحريف ومع ذلك يستعبد الناس في الخليج بفضل التحريف والتزوير الوهابي. الإسلام فضل القول بالمعروف والنهي عن المنكر على شعائر العبادة الكاذبة التي حورتها الوهابية إلى الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف. الإسلام حرم قتل الآخرين الا للقصاص العادل بينما الوهابية تبيح قتلهم والتمثيل بأجسادهم. هذه الأمثلة تشير إلى ان العيب ليس في الإسلام انما العيب يكمن فيمن يحرفه ويطبقه.
البعض من الكتاب يلقي اللوم على الإسلام فيما أصاب المسلمين من تأخر في كل المجالات العلمية والاجتماعية ليبرأ نفسه والمجتمع الإسلامي من هذا الحال المعيب والمحزن. الإسلام يحث الناس على حل مشاكلهم بالعمل والإرادة والعقل والعلم بدلا من اللجوء إلى التمنيات الغيبية لسهولتها وبدلا من القاء اللوم على الآخرين فيما يصيبهم من فشل. مبادئ الإسلام في القران الكريم تحث على وجوب اختيار الحاكم العادل الكفء وليس على الطاعة العمياء لولي الأمر كما تدعو البدعة الوهابية ووعاظ السلاطين من الكتاب.
الإسلام حرم عبادة الاصنام منذ فجر الإسلام ولكن المسلمين وخاصة العرب منهم استبدلوا اللات والعزى بجلالة الملك وسمو الأمير وفخامة الرئيس وهكذا. ليس ذنب الإسلام ان تحكم عوائل الخليج المتخلفة أهل الخليج وليس ذنب الإسلام ان يحكم صدام وحسني مبارك وبوتفليقة وغيرهم عقودا من الزمن. الامام علي (ع) قال: حاكم كافر عادل خير من حاكم مؤمن جائر ومع ذلك نحن نطبل ونزمر لحكام جهلة فاشلين. عدالة الحاكم تتضمن العلم والحكمة والكفاءة والإدراك الواسع.
مقالات اخرى للكاتب