طرحت اغلب الاطراف السياسية مبادرات الحل للخروج من عنق الزجاجة , بتوفير الامن والامان للمواطن , وحماية الوطن من المجهول , وذلك بالدعوة الى اجتماع عام , وتوقيع ميثاق شرف يلزم النخب السياسية صاحبة القرار السياسي المتنفذ , الالتزام والتقيد في بنوده , من اجل ابعاد حمامات الدم عن الواقع المؤلم والمتدهور , لاشك ان غالبية افراد الشعب تتطلع ان يكون اجتماع العام وميثاق الشرف , حقيقة واقعية وليس للاستهلاك الاعلامي فقط , ولاسيما وان العراق يمر بمرحلة صعبة وحرجة وحساسة , تتطلب الحل السريع والفوري , لان اي تأخير سيعمق الازمة , وان اي تماهل اوتماطل , سيزيد من التدهور والانزلاق الى الهاوية , وبلا شك ان الكتل السياسية المتنفذة تدرك ذلك وتتفهم عمق الازمة التي عصفت بالعراق , وتعلم بان بان الحريق قادم بكل تأكيد وسيحرق الجميع بدون استثناء , وان ايام الشؤوم تدق الابواب , بالحرب الطائفية المهلكة , وقد بدأت اولى شرارتها بالتفجيرات اليومية , التي تحصد الابرياء من كل الطوائف , وبما تشهده بغداد وعموم المحافظات بشكل يومي , والكل يعلم بان العراق وقع في مأزق خطير , وسقط في شبكة الارهاب والارهابين , وان ظاهرة القتل بمختلف انواع ادوات الموت صارت ظاهرة يومية , وبصورة مخيفة ترعب المواطنين , وان شرارتها الحارقة, قد تصل الى المنطقة الخظراء المحصنة , كالعواصف الترابية التي تجتاح المدن العراقية بما في المنطقة الخظراء ,ولكل يدرك بان مخاطر التحالف القاعدة والبعث ودخلت على خط الارهاب , المليشيات المسلحة لتزيد الطين بلة , في احتلالها الشوارع واقامة السيطرات الوهمية , لممارسة القتل والسلب بحق المواطنين الابرياء , وحتى الطفولة فقدت برائتها واحلامها ,عنفوانها واشتياقها ورحيقها المعطر برياحين الربيع وازهاره , لذا على اصحاب المقام والنفوذ , ان يدركوا معنى صراخ الايتام والارامل والثكالى وعويل الاطفال والمعوقين والجراح النازفة , والقيح الذي تعمقت ساحاته , وهذا يتطلب من القوى الشريفة والخيرة والمخلصة لتراب الوطن , ان تعلو اصواتها ومناشداتها ودعواتها ونداءاتها ومطالباتها بحث اصحاب القرار السياسي , الى تحمل المسؤولية والواجب الوطني واعباء الوطن , بالدعوة الصادقة الى مؤتمر وطني او اجتماع عام , ينقذ العراق من الاهوال والمحن القادمة , او التي تتكامل خيوطها الان في هذه الظروف القاهرة , بان تخرج الاطراف السياسية بوثيقة شرف وعهد , وبدون شروط تعجيزية او تحايل او القفز على الواقع المنهوك , او بالحرص الكاذب والمزيف , او التلاعب بالكلمات لتهرب من المسؤولية . أن الاوضاع المتدهورة لا تسمح بلعبة جر الحبل , لان العراق معرض اكثر من اي وقت مضى بالتمزق الى دويلات واقاليم معادية ومتحاربة ومتنازعة . يجب ان يفهم الجميع , بان العملية السياسية وصلت الى الحسم الفعلي , ولابد من العمل الفوري لانقاذ الوضع الخطير والمتدهور بدون ابطاء , واولها سحب ومنع المليشيات المسلحة وملاحقتها ومطاردتها وقمعها في اي زاوية من الوطن , واستيقاظ الاجهزة الامنية من نومها العميق , وذلك بالمراجعة الشاملة ومحاسبة المقصرين والمتواطئين وطرد الخاملين , يجب ان تكون الوطنية المعيار الوحيد لاختيار العناصر الكفوءة والنزيهة وذات خبرة ومقدرة بتحمل المسؤولية , حان وقت العمل بتفعيل هذه المبادرات على الارض , وليس التصريح بها للاستهلاك الاعلامي فقط . . ان العراق يستغيث بكم ويناشدكم الى النجدة والانقاذ.