Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
أسرار الأمم التي تنتحر
الأحد, حزيران 2, 2013
حافظ ال بشاره

 

في هذه اللحظة يعد العراق واحدا من أكثر بلدان العالم فشلا ، فهو ساحة للقتل العشوائي وشلال الدم والفقر والبطالة والفوضى والفساد وضعف سيطرة الدولة ، هذه الظواهر اصبحت عامة وان ازدادت كثافة في بغداد واطرافها ، كان هذا المشهد متوقع سلفا ، لأن كل ظاهرة اجتماعية لها خلفياتها المتفاعلة في عالمي المُلك والمَلَكوت ، فالارواح والارزاق والمصائر بيد الله تعالى ، هو القوة الوحيدة في الوجود ، هو مصدر الوجود وكل ممكن هو فيض منه تعالى ، هو الحاكم و صاحب الأمر والخلق ، وقد وضع بلطفه قوانين ونواميس ، وجعل الانسان مختارا وصاحب قرار ، يصنع مصيره في الدنيا والآخرة ، عبر عقائده وتصوراته واعماله واقواله ، وهذه العناصر تشكل منظومته الاخلاقية ، والأمم تنشأ بالاخلاق لا بعدد السكان ، لذا كان ابراهيم (ع) امة وحده ، والاخلاق تجسيد للاديان ، ويحصد العباد نتائج اعمالهم في الدنيا والآخرة ، فليست الآخرة وحدها دار جزاء بل الدنيا كذلك ، فيها تتجسد اعمال واقوال وافكار الانسان الى معطيات ملموسة ، فالحسن منها ينتج السعادة ، والسيء ينتج التعاسة ، الاديان العظيمة لاقيمة لها الا عندما يؤمن بها الناس ويحولونها الى سلوك عملي ، والفشل ليس في الاديان بل في الانسان العاجز عن استثمارها ، علاقة الانسان بالدين كعلاقة العطشان بالنهر ، فاذا هو عجز عن الاغتراف والشرب مات عطشا على الشاطئ ولا يستطيع أحد ان يلوم النهر ، عبر التأريخ هناك 3 نماذج من الحضارات : 1- الذين آمنوا وعملوا الصالحات فبلغوا سعادة الدارين . 2- الذين لا دين لهم لكنهم عملوا الصالحات بالفطرة ونظام القوانين فحققوا العدل فبلغوا سعادة الدنيا . 3- الذين كان ايمانهم شكليا بلا محتوى ، فأعمالهم كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف ، فلم ينالوا الدنيا ولا الآخرة ... ولا يختلف علماء الاسلام عموما في قضية تجسيد الاعمال في الدنيا ، فقد عاقب الله الأمم الماضية في الدنيا باعمالهم ، ﴿ ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْقُرَى نَقُصُّهُ عَلَيْكَ مِنْهَا قَائِمٌ وَحَصِيدٌ * وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ لَمَّا جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ * وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ * إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِمَنْ خَافَ عَذَابَ الْآخِرَةِ ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ ﴾ [هود: 100 - 103]. (وَتِلْكَ ٱلْقُرَىٰ أَهْلَكْنَـٰهُمْ لَمَّا ظَلَمُواْ وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِم مَّوْعِدًا) [الكهف:59]. وعن النبي (ص) :(إذا ظهرت المعاصي في أمتي عمهم الله عز وجل بعذاب من عنده ) . تقع الأمة عادة فريسة للجهل والغفلة وتحتاج الى ناصح أمين ، وفي سورة (يس) مثال لذلك : ( وجاء من اقصى المدينة رجل يسعى قال ياقومي اتبعوا المرسلين) فالبلدان التي تقع في دائرة الغضب الالهي يأتيها الانقاذ من ثلاث جهات : 1- علماء الدين . 2- ولاة الأمر من الحكام العدول . 3- وجهاء المجتمع والصلحاء والامناء عليه . فاذا ضعفت الفئات الثلاث او فسدت ، او خافت على مصالحها الطبقية يغرق المجتمع في مستنقع المعاصي المهلكة ، والمعاصي تنتج الغضب الالهي في الدنيا والآخرة ، رب قائل يقول : لماذا الكفار في بلدانهم اسعد من المسلمين ، والجواب : ان الناس سواء كانوا مسلمين او كفارا ينالون جزاء اعمالهم في الدنيا قبل الآخرة ، وقد احصى المفسرون لكتاب الله معاصي الامم السابقة وابرزها : ظلم الحكام او ظلم الناس لبعضهم ، الطغيان والتجبر ، ترك الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ، الغلو في الدين والتطرف والتكفير ، كفران النعم الالهية ومقابلتها بالجحود ، التنافس والعداء لأجل مكاسب الدنيا وحطامها ، ثم ذكروا العقوبات التي ترتبت عليها وابرزها : الهزات الارضية ، الاعاصير والرياح العاتية ، سقوط النيازك من السماء ، المطر والطوفان والغرق الشامل ، الجفاف والفقر والجوع ، الامراض المستحدثة والاوبئة التي لا علاج لها ، الفتن والحروب والقتل العشوائي مع القسوة والوحشية والرعب والذل . الأمة التي تقع في دائرة العقوبات ، يكون افرادها في حالة غفلة ولا ابالية ولا خوف من الله ولا تمييز بين الحلال والحرام ، وحكامها في حالة تشبه السكر مع الطيش والشرود ، وفيهم الانانية والقسوة والجبن والشراهة في جمع المال والترف المفرط ، وعلماؤها فاسقون اخلاقهم الطمع والبخل والنفاق والتكبر والتنسك الزائف ومحاباة الحكام واتخاذ الدين غطاء لبلوغ الدنيا وهم أشد خطرا على الدين من الكفار! وهم قطاع الطريق الى الآخرة ، اما وجهاء القوم وصلحاؤهم فهم في عزلة وضائقة وضنك عيش وتهميش واهمال فالناس منهم هاربون ، والحكام عليهم غاضبون ، وعلماء السوء لهم محاربون ، كل أمة تمر بوضع كهذا عليها ان تنتظر البلاء ، وبدل العودة الى عاد وثمود وطسم وجديس وسبأ والعمالقة وما حل بهم في الدنيا من انتقام الهي ، لنعد الى أمة القرون الوسطى في اوربا وكيف نشأ التحالف التأريخي بين الاباطرة الرومان والكنيسة والاقطاع والعسكر ، وظهرت الأمة الفاسدة التي دفعت ثمن انحرافها في حروب الطوائف الرهيبة ، حتى جاء عصر النهضة . ممكن للانسان وضع نفسه وشعبه في الميزان ، فيعرف هل ان هذا العذاب الدنيوي هو بضاعتنا ردت الينا ؟ وهل ان نواميس الله وسنن التأريخ تنطبق على قوم دون آخرين ؟ وهل يوجد لله شعب مختار لا يشمله القانون في هذه القضية المنطقية ؟


مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.44262
Total : 101