الخروج المدوي للعشرات من اعضاء الدورة البرلمانية السابقة، من خلال عدم تجديد ثقة الناخبين بهم، وبالتالي خسارتهم لمقاعدهم في مجلس النواب، كان السمة الابرز في انتخابات هذا العام.
الا ان الابرز من ذلك والاكثر صدى هو الانهيار الكبير في منظومة الحزب الحاكم، وذلك بسقوط اشهر الوجوه المعروفة والقيادات الرأسية الهرم فيه، كالشيخ خالد العطية وحسن السنيد وكمال الساعدي ووليد الحلي وسامي العسكري واخرين.
وهذه الانتكاسة الكبيرة لرجالات الخط الاول في الحزب لم تكن حديثة العهد، فقد كانت بوادرها واضحة في الانتخابات الماضية، الا ان نشوة وصولهم جعلتهم يغضون الطرف عن حجم تمثيلهم الجماهيري الخجول، الذي لم يتجاوز البضع مئات عند البعض، الا ان اصوات رئيسهم انذاك شفعت في وصولهم وفوزهم، وهو ما تكرر ايضا اليوم عند اغلب الفائزين.
وفي ظل الانتكاسة السياسية لهرم الدعوة، وما صاحبها مؤخرا من احتقان نفّسَ عنه احد قيادات الحزب متهما رئيس الوزراء بتعمد اقصاءهم وتقريب اقاربه واصهاره، والتعهد بعدم السكوت، اظن ان قادم الايام سيشهد ثورة من داخل الحزب، ستطيح بالامين العام له، خصوصا بعد ان لمس العديد من قياداته الطريقة الاستعلائية التي يعاملهم بها رئيسه، سواء في الوضع الطبيعي او في حال توجيه ادنى مشورة او نقد له او لعائلته، وهذا ما حصل للرجل الثاني في الحزب حين سأل دولة الرئيس عن حجم اموال الدعاية المهول لاحد اصهاره في كربلاء المقدسة، فكانت ضريبة ذلك ان تعهد الامين العام للحزب له بالويل والثبور.
بل وصلت درجة الاستعلاء الى ان تمر اتصالات رجالات الحزب الاوائل من خلال الاصهار، بعد ان كانت سابقا محط اهتمام الرئيس ورعايته شخصيا.
وحسب علمي ان هذه الاطاحة لا مناص منها، وسترى النور عاجلا ام اجلا، خصوصا مع وجود العلامات الكثيرة التي تُنبيء بوصول رئيس وزراء جديد يحكم العراق غير السيد المالكي.
وتلك الايام نداولها بين الناس
مقالات اخرى للكاتب