هكذا تعودت لغتنا العربية، لا بليغ عربي إلا علي (ع) وما دونه أعاجم!، فذاك هو سيبويه والآخر نفطويه، خير مثال على ما تقدم. ومنذ أولئك ولغتنا لا يتقنها سوى غيرنا، يجدون أمامنا (بر)، يحركون الحرف الأول بالفتحة تارة وأخرى بالضمة أو بالكسرة، فنقرأها حسب ما يحركون.. لعلنا لا نعرف سوى (السكون).. لعلنا !!
بول بريمر أكتشف السر ودخل عالم اللغة العربية من أوسع أبوابه (العراق)، فأقدم على تحريكه وفق سياسة لا تقبل التغيير إلا من بليغ محلي قد تصل إليه ذرات الإحباط النووية لتوئد أو تشوه معالجاته، وبذلك تم رسم المثلث قائم الزاوية غير متساوي الأضلاع (ش؛ س؛ ك).
لم يترك بريمر – كما كل أعجمي – السكون سائداً حتى في الفضاء بين تلك الأضلاع الثلاثة، فسوق إلى نظرية (الفوضى الخلاقة) لتكون أفيون الاحتجاج على عدم تساوي أضلاع المثلث أو تشابه ضلعين وتبقى الزاوية قائمة.
الأغرب في كل ذلك أن بريمر قدم معادلته اللغوية إلى الأعاجم على النحو (ش + س + ك= أبيض)، وللعرب (ش + س + ك= أخضر)، فيما وجدها العراقيون (ش + س + ك= أحمر).. والجميع مقتنعون !، وهم محقون لان زوايا القراءة مختلفة، نعم .. فعلى نياتهم يقرأون.
قد يكون بريمر ذا مكر حين وضع لنا بعض الألغام إذا ما حاول احدنا قلب المعادلة أو تصحيحها بطريقة (التعويض بالقيمة)، بيد أن المنتصر في معركته هو أيضا قد تكبد بعض الخسائر.
لدينا العقول الراجحة والقيادات الناضجة وهي قادرة على دق مسمار الأمل في جدار العتمة والفوضى... فالقوى العراقية اليوم مطالبة بكسر بريمر وفتح باب القرار السيادي وضم الوطن، ليكون الحراك محلياً وطنياً خالصاً مخلصاً للمُواطن لا المَواطن.
مقالات اخرى للكاتب