وزارة التعليم العالي في اقليم كوردستان دعت الى ادخال التعليم الالكتروني في المراحل الدراسية كافة في خطوة جادة لتطوير التعليم ومواكبته لما يجري في البلدان المتقدمة وعصرنته في اساليبه وتقنياته ووسائر ايضاحه وتيسره
وقبل ايام ايضا – لاحظت احد التلاميذ من جيراني تناديه والدته ان يحفظ النشيد الاخير في المنهج، ولم ار في يده كتاباً وانما كان جهاز ايباد يمرر اصبعه على شاشته فاستغربت لعدم استجابته لطلب والدته، واستفسرت منه، فقال انه يبحث عن القصيدة، واعتبر تحصيل حاصل معرفتي بان المنهج مخزن لديه على الجهاز.. وسألت جارتي منذ متى والمناهج على الاجهزة اللوحية فقالت انها منذ سنتين في الكثير من المدارس الاهلية. وهي بهذه الاجابة اوضحت لي سببا من الاسباب التي تجعل الناس يقبلون على تعليم اولادهم في المدارس الاهلية والحالة في ازدياد مستمر، ولكن ليس بين المدارس الحكومية التي لاتزال على قديمها ولم تمسها رياح التكنولوجيا التي هبت على العالم منذ سنوات طوال.
على ايه حال، التعليم الالكتروني اصبح ضرورة لابد منها، ويقتضي التعليم الجيد ان نتجاوز التخلف الذي نحن فيه بهذا المضمار باسرع وقت ونعد العدة اليه بادخال الاساليب الحديثة وحسناً فعلت وزارة التربية بافتتاح صفاً الكترونياً في بعض مدارس مديريات التربية، ولكن ذلك غير كاف ولا يلبي الطموح، ولا يمكننا من تجاوز التخلف خلال سنوات قليلة.
الحاجة ماسة الى التوسع في هذا النوع من التعليم الذي سيكون المستقبل له وليس للاساليب الاخرى، بل انه لان معتمد على النطاق الوطني في بعض البلدان.
ولا يقتصر التعليم الالكتروني على التعليم الابتدائي وانما المباشرة فيه بالمدارس المتوسطة والثانوية وصولاً الى الجامعات، لانه يفتح الآفاق امام المتعلمين ويوسع مداركهم، وينمي المهارات والقابليات ويشبع الهوايات ويزيد من المعرفة والاطلاع.
الان البلاد بحاجة الى عدة آلاف من المدارس والمفيد هو مراعاة التطور في هذا الجانب وبناء الصفوف الواسعة والمختبرات الصوتية وتزويدها بالتكنلوجيا الضرورية للعملية التربوية العالم قريباً سيقول وداعاً للحقيبة المدرسية الاعتيادية وسينتقل التلاميذ والطلبة الى حقائب تختلف في الشكل والمحتوى والسهولة، وسيلغي من قاموس الاعذار بالنسبة للطلبة الذين لا يحضرون دروسهم وواجباتهم بحجة انهم فقدوا الكتاب او نسوه وما الى ذلك من ذرائع التهرب من التعليم.
التعليم الالكتروني ليس مكلفا، ربما الكتاب والورقيات الكثيرة اكثر كلفة منه، خصوصاً اذا انتجنا وطنياً اجهزة الكترونية ومن مواد رخيصة وكلنا نتذكر قبل سنوات انتج جهاز لوحي كبير بمائة دولار فقط،، والجهاز الالكتروني لا يستخدم لسنة واحدة ، وانما عمره طويل.
المهم من الان تنسق وزارة التربية مع الجهات ذات العلاقة وتعد الملاكات وتدخلهم في دورات تدريبية مكثفة خلال العطلة الصيفية، والعمل بشكل جدي على تهيئة المستلزمات والمباشرة بالتطبيق ستؤدي الى النجاح حتماً.
مقالات اخرى للكاتب