مما لا شك فيه هو : أن الشعب المصري أو على الأقل غالبيته قد ارتكبوا خطأ تاريخيا ، بتصويتهم للسلفيين و إعطائهم فرصة لإدارة دفة الحكم ، الأمر الذي ترتبت عليه أخطاء و ممارسات سلبية ، ليس فقط أعاقت تقدم البلد ، و إنما ساهمت في تدهوره الاقتصادي و تعميق و تأزيم صراعاته الاجتماعية و الدينية و المذهبية، مفتتا و ممزقا نسيجه الوطني المتماسك سابقا ..
ناهيك عن تخريب الثقافة و الفنون..
ولكن سرعان ما انتبه الشعب المصري مبكرا لخطئه هذا ، فسارع إلى تصحيحه و تقويمه بنفس الوتيرة المتصاعدة من النفس الثوري و الإصرار الوطني ، عندما أدرك بأن غلاة الأخوانجية و السلفية يقودون مصر إلى كارثة محققة و مهلكة ..
فها هم ، أي غالبية الشعب المصري يخرجون بملايينهم الهادرة ، متحدين عنجهية و إرهاب السلفيين و الأخوانجيين ، و مطالبين برحيل مرسي و السلفيين و توابعهم من الخوانجيين .
فالسؤال الذي يطرح نفسه هنا و ضمن هذا السياق هو :
ـــ متى سيخرج غالبية الشعب العراقي ، مطالبين بزوال نظام المحاصصة وبرحيل الإسلاميين السياسيين ــــ من شيعة و سنة على حد سواء ـــ عن السلطة و الحكم ، بعدما نهبوا البلد و أعاقوا تقدمه ، و ساهموا بتخلفه وتسببوا بقتل مئات ألاف من أبنائه العزل الذين سقطوا و يسقطون كضحايا للصراع السياسي الجاري بكل ضراوة على السلطة و المواقع و بسط النفوذ و ضمان المصالح الفردية و الأنانية الضيقة على حساب المصلحة العامة ؟ ..
فإلى متى سيبقى الشعب العراقي يندب حظه و يشكو حاله ، مكتفيا بذلك ، بينما سرطان نظام المحاصصة ينخره من الداخل نخرا قاتلا و مدمرا ؟ ..
في حين آن أوان التغيير الجذري و الحل المجدي ؟..