ربما الكثير من شباب هذه الأيام لم يسمعوا عن الزعيم الوطني السوري " فارس الخوري " ولا يعرفوا شيئاً عنه، هذا في سوريا فكيف في العراق. إن التنوع القومي و الديني و المذهبي صفه مشتركه للعراق و سوريا هذا إلى الكثير من المُشتركات الأخرى بينهما.
كم كانت رائعه و راقيه و راجحه عقول السوريين في الأربعينيات و الخمسينيات عندما إختاروا " نصرانياً " ليرأس الوزاره السوريه و لأكثر من مره - كي لا يقول البعض إنها كانت صدفه و فلتة شوط - فقد ترأس " النصراني " فارس الخوري الحكومه السوريه و لأكثر من مره لا بل إنه تولى في إحداها بالإضافه إلى رئاسة الوزراء وزارة الأوقاف و الشؤون الإسلاميه - لست متأكداً إن كان الأمر حين ترأسه للوزاره أم في ظل رئيس وزراء آخر - وقد إعترض بعض ذوي العقول العفنه في حينه - عفونة العقول داء موجود في كل العصور و لكنه لم يكن وباءاً كما هو حال عقولنا اليوم - على ذلك بإعتباره " نصرانياً " و قد أخرسهم صوت الأغلبيه المسلمه و ألقمتهم " قندره عتيكه " في أفواههم الجايفه حين رد عليهم الزعيم الوطني " عبد الرحمن الشابندر " (( إن مسلموا سوريا لن يجدوا من هو أحرص على أوقافهم من فارس بك )).
إنها لوثة التعصب الديني و التخندق الطائفي التي أصابة جرثومتها عقولنا هذه الأيام و عفنتها و مكنت الأحزاب الإسلامويه الطائفيه بفرعيها النواصبي و الروافضي و بسبب الفقر و الجهل و التخلف من السيطره على عقول البسطاء المساكين الثولان الغبران فقراء هذا الوطن و معدميه أصحاب المصلحه الحقيقه في التخلص من شرور هذه الأحزاب الفاسده المُفسِده و من فسادها الفاجر الذي لم و لن يشهد التاريخ شبيهه على مر العصور و إلى قيام الساعه.
و في نفس السياق فقد كان الكوردي " إبراهيم هنانوا " من أهم زعامات الحركه الوطنيه السوريه في عشرينيات و ثلاثينيات القرن الماضي أيام النضال للتخلص من المستعمر الفرنسي فإذا كانت عودة المُستَعمِر ضروره لشفاء عقولنا العفنه من هذه الجرثومه الخبيثه، جرثومة التعصب فمرحى به.
ما لنا، الأمم تحث الخطى بثقه نحو المستقبل لاغيةً من عقلها الجمعي كل أشكال التمييز العرقي و الديني و الطائفي، فها هي الأمه الأميركيه العظيمه تختار " باراك حسين أوباما " رئيساً وها هو مجلس العموم البريطاني و رغم إن بريطانيا أمه عريقه سادت العالم في يوم من الأيام و هي ليست أمة مهاجرين يقر قانوناً أيام حكومة بلير ينص على " إن الأمه البريطانيه أمه متعددة الأعراق و الثقافات " في حين نزداد نحن تعصباً و إنغلاقاً و تقوقعاً و يصح علينا القول " لي وره لي وره مثل بول البعير ".
مقالات اخرى للكاتب