العراق تايمز ــ كتب الدكتور طالب الرماحي: حظوظ نوري المالكي في تمديد فترة رئاسته للحكومة العراقية تتراجع إلى مرتبة تداني الصفر لفقده مساندة أبرز الأحزاب الشيعية التي ينتمي إليها، في موقف لا يرى فيه مراقبون سوى صدى لتخلّي طهران عن المالكي الذي غدا ورقة محترقة في يدها يتحتّم التخلّص منها.
وعقّد الحلفاء القدامى لرئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته، نوري المالكي، مساعيه للحصول على ولاية ثالثة بإعلانهم مرشّحا منافسا له على المنصب من داخل البيت السياسي الشيعي، ما جعل الأوساط السياسية تتداول فرضية انسحابه من السباق نظرا لتعسّر مهمّته بفقده آخر مسانديه في الداخل، ولرفض المرجعية الشيعية له، بينما لا يستبعد مراقبون أن يكون كلّ ذلك صدى لتخّلي طهران عن المالكي باعتباره أصبح ورقة محترقة يتحتّم البحث عن بديل لها.
ائتلاف “دولة القانون” نفى سحب المالكي ترشّحه. وعلّق مراقبون على ذلك بأنّه موقف منتظر من الرجل بدافع خوفه من المحاسبة والوقوع تحت طائلة القضاء في حال جرّد من سلطاته الواسعة، وذلك بالنظر إلى أخطائه الكبيرة أثناء ولايتيه السابقتين ومسؤوليته عن مقتل آلاف العراقيين بفعل الفشل الأمني والعسكري لحكومته، والحروب الداخلية التي خاضها، فضلا عن ملفات الفساد الكبيرة وقضايا سرقة المال العام التي عرفها العراق خلال فترة حكمه.
وأعلن الائتلاف الشيعي المكون من كتلتي «الأحرار» التي يتزعمها رجل الدين السيد مقتدى الصدر و«المواطن» التابعة لزعيم المجلس الأعلى السيد عمار الحكيم، عن الاتفاق على اسم المرشح الذي سينافس مرشح ائتلاف «دولة القانون».
وقال ضياء الأسدي رئيس كتلة الأحرار بمجلس النواب إن الائتلاف الوطني «حسم أمره بشأن اسم مرشحه لمنصب رئاسة الحكومة المزمع تشكيلها والذي سيتنافس مع مرشح ائتلاف دولة القانون الذي سيقدمه لهذا المنصب».
ورفض الأسدي الإفصاح عن اسم مرشح الائتلاف الذي ينتمي إليه، إلا أنه أوضح بالقول «لن نشترك في حكومة رئيس وزرائها نوري المالكي ولن نتراجع عن هذا القرار».
واستدرك قائلا «نقبل بأي بديل شرط أن يحصل على إجماع وطني داخل التحالف الوطني ومن بقية الأطراف السياسية. وعن إمكانية تسلم المالكي لمنصب آخر في حال لم يتم ترشيحه لرئاسة الحكومة، قال الأسدي «لا يمكن إعطاء المناصب هبة أو إرضاء للآخرين.
ويصر ائتلاف دولة القانون بأنه الكتلة الوحيدة في البرلمان التي يحق لها تشكيل الحكومة المقبلة برئاسة رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي.