من اجل ان يكون المثقف مفيدا لشعبه ولوطنه لايكفيه ان يكون مثقفا فالثقافة ليست معجزة وبوسعك ان تكون كذلك اذا ما امتلكت قابلية على القراءة وقدرة على استيعاب ما تقرأ..لكن ليس من السهل ان تمتلك القدرة على توظيف ثقافتك لخدمة الوطن والشعب ..لان اكتساب الثقافة خاضع للقدرات المادية لديك اما عملية التوظيف لتلك الثقافة خاضع للنفس ومدى قدراتها على مواجهة النزوات الداخلية والامتيازات المتوفرة بل ومقاومة الظروف المادية التي تحيط بالمثقف...
ولايختلف المثقف العراقي في فترة ما بعد التغيير عن السياسي الذي سقط في اول اختبار وطني وديني وانساني عندما تخلى عن كل المباديء التي كان يتغنى بها عند عتبة اول منصب تقلده..فالمثقف هو الاخر تعرض لذات الفتنة والاختبار فتهاوى الكثيرون منهم عند اقدام الاحزاب السياسية ففقدوا بريقهم الوطني واصبحوا مجرد امعات او ارقام لاقيمة لها في حساب الامة والوطن وهذا مما يؤسف له لأن المثقف عملة نادرة وسقوطه مضر بالوطن ..لكن الخسارة تكون اكثر ايلاما عندما يسقط المثقف عند اقدام السياسيين او الملوك والاباطرة خارج الوطن ..وعندها لايسمى سقوطا وانما خيانة أيضا..وما رايناه من تواجد للاخ رشيد الخيون في مهرجان الجنادرية وانحنائه للطاغية سلمان كان حدثا ماكنا لنرضاه للخيون طالما يتكلم باسم العراق ..وعليه فإن على رشيد الخيون بعد اليوم ان لايتحدث باسم العراق ..وان العراق الذي سبق وان خانه الكثيرون قبله في الداخل والخارج هو في غنى عن تلك الاصوات الشاردة التي عرضت مواقفها في سوق النخاسة لاراذل الناس من اعداء العراق..