اصحاب حملة كشف ملفات الفساد في مشروع بغداد عاصمة الثقافة العراقية ، من ناشطين وادباء وفنانين ، ومعنيين بالنكبة الثقافية العراقية ، يتداولون ارقاما خرافية عن صرف مبالغ طائلة على مشاريع ، لم تستطع ان تنافس او تقترب من منجزات ابداعية تحققت بجهود فردية في حقول الرواية والقصة القصيرة والموسيقى والتشكيل ، طيلة السنوات القليلة الماضية وخير شاهد ودليل ما حققه الروائي احمد السعداويبحصوله على جائزة البوكر ، وفوز سينمائيين شباب بمهرجانات دولية واقليمية ، انتجوا افلامهم من مالهم الخاص وفي بعض الاحيان بدعم من منظمات دولية .
دعاة الحملة ، اعلنوا انهم في غضون الايام القليلة المقبلة سيعقدون مؤتمرا صحفيا في بغداد يستعرضون فيه بالارقام والوثائق ملفات تعد من وجهة نظرهم ، بانها قضايا فساد تتطلب اجراءات فورية من الجهات الرقابة لمحاسبة من يقف وراءها ، و(الملفات سودة مصخمة ولا يلبس عليها عكال) بمعنى اخر فضيحة بجلاجل.
ما يتحدث عنه دعاة الحملة يشير ان المبلغ المخصص للمشروع 700 مليار دينار عراقي ، صرف بشكل مفتوح ، وحجم المبلغ لم يترك اثرا واضحا يتعلق باعادة تاهيل دور السينما وقاعات العرض المسرحي ، فظل مسرح بغداد مهملا وتحول الى مكب للنفايات ، وكان من ضمن فقرات المشروع احياء سينما ومسرح المنصور في ساحة الاحتفالات بالمنطقة الخضراء صرفت عليه المليارات ليكون مقرا بديلا لوزير الدفاعالثقافة السابق ، الدفاع وكالة، سعدون الدليمي ، وانجز المقر البديل باشراف ضباط كبار .
مشروع بغداد عاصمة للثقافة حمل محاسن كثيرة من ابرزها اصدار كتب لادباء وباحثين عراقيين ، توفرت لهم الفرصة لنشر وتوزيع مؤلفاتهم ، واقامة مهرجانات موسيقية وفنية ، وافتتاح معارض تشكيلية، وتسجيل اغنيات لعشرات المطربين ، وتلك "المحاسن " قياسا بما صرف عليها من مبالغ، تعد قليلة ، ولاسيما ان دعاة الحملة ،يحتفظون باسئلة واستفسارات عن مصير عشرات الافلام الروائية ، انتجت بميزانية ضخمة ، لم تعرض للجمهور ، لمعرفة مستواها الفني ،وهل اضافت جديدا للسينما العراقية ، ام اسدل عليها الستار؟ وحفظت لتعرض في المناسبات الوطنية والقومية؟
في موقع انشاء دار الاوبرا العراقية وزارة الثقافة الجديد ، بجوار جسر السنك ، سينظم اصحاب الحملة وقفة في مكان هو الاخر شاهد على تعطيل مشروع صرفت عليه المليارات ، وتمت احالته الى شركة تركية وبدورها ، احالته الى شركة عراقية ، وما انجز من المشروع لايتعدى حفر الاسس ، وفحص التربة ، ويبدو ان المشروع كغيره ينتظر اقرار الموازنة ، واذا صدق هذا القول ، بان "بناة العراق الاشاوس" سينجزونه خلال سقف زمني قصير ، ليشهد العراقيون للمرة الاولى افتتاح دار اوبرا في بغداد ،ومشاهدة اول عرض اوبرالي بعنوان:" تبا للمفسدين " يستعرض الجهود الرسمية والشعبية في محاربة الفساد ومحاسبة المقصرين ، وشرهم على الحبل بمنتهى الوضوح والشفافية.
مقالات اخرى للكاتب