مرت على العراق خلال العصور الماضية كوارث كثيرة دفع ثمنها أبناء الرافدين دماء غزيرة حيث لم تمر حقبة من الزمن حتى يتكرر المشهد الدامي !! لكن صبر العراقيين حير كتاب التاريخ على مر العصور فلم يجدوا تحليل علمي منطقي لهذا الصبر العجيب الذي لا يطيقه الا الأنبياء
ذوي العزم !! من اين جاء هذا الصبر للعراقيين دون باقي شعوب العالم ؟؟ لا شك ان الله عزوجل قد جعل من العراق مهد للأنبياء والأوصياء وهذه مراقدهم ومشاهدهم على كل بقعة من ارض العراق !! وطالما ان ارض العراق بهذه القدسية ومعلوم ان لكل المقدسات ثمن فأن دماء العراقيين على مر العصور هي ثمن لهذا التراث المقدس الطاهر .. وقد منح الله العراق ثروات لا توجد في اغلب بلدان العالم كتعويض لما يصيبهم عن نزف الدماء وقد تعود العراقيون على ذلك وكأن الامر اصبح من المسلمات بحيث كلما جاء حاكم للعراق حتى يسفك من الدماء طوال سنين حكمه والتاريخ امامنا يحكي لنا ذلك الا ما ندر حيث كانت هناك فترات قليلة اخذ فيها العراقيون قسطا من الراحة استعدادا لما هو ات !! كان ذلك فيما مضى ولكن مابال القرنين العشرين والواحد والعشرين الذين مرا على العراق ومازال بحيث نستطيع ان نقول عنهما اسوء القرون التي مرت وتمر عليه !! لقد انعم الله علينا بزوال طغمة فاسدة ملعونة واستبشرنا خيرا بزوالها على يد قوة غاشمة كنا نظن انها جائت لانقاذنا من براثن حاكم هي جائت به لسدة الحكم واذا بها تاتي بساسة لايقفهون شيء عن السياسة سوى انها فرصة لسرقة أموال العراق واذكاء الطائفية من اجل البقاء في السلطة لاطول مدة ممكنه وصدق من قال عنهم ( سود الله وجوهكم بيضتم وجه صدام بافعالكم ) وبالمقابل ان سكوت اهل الحق عن حقهم ظن اهل الباطل انهم على حق هكذا قال الامام علي عليه السلام ولولا سكوت الناس على باطل الساسة ومنذ 2003 ولحد هذا اليوم ما تجرأ احد من الساسة على الاستهتار بمقدرات الشعب والوطن الذي جرنا لهذه الحالة التي باتت مستعصية على الحل حيث لا الحكومة تستطيع ان تجد حلول جذرية ولا إصلاحات مهمة وجدية بل هي امنيات او من باب ذر الرماد في العيون !! والا هل يعقل بان الحكومة لاتعرف اهداف أمريكا في العراق وان أمريكا هي الاب الروحي لداعش والتي تمده بمقومات الحرب من أسلحة ومعدات واغذية وتسقطها عليهم من الجو وتدعي الحكومة بانها طائرات مجهولة بينما يعلن الحشد الشعبي بانها أمريكية وكم قصفت هذه الطائرات نقاط للجيش والحشد بحجة الخطأ !! السؤال هنا لماذا الحكومة العراقية الجبانه لا تفك هذا الارتباط بامريكا وتتحول الى المحور القائم حاليا مع روسيا والصين وكوريا الشمالية وايران وسوريا واليمن وباقي دول أمريكا اللاتينية ونتخلص من أمريكا التي كنا نظن بأنها شعرت بالندم لانها ظلمت العراق وشعبه منذ تامرها على ثورة تموز بقيادة الشهيد عبد الكريم قاسم وجائت بعصابة البعث الإرهابية !! روسيا تطلب من العراق فتح اجوائه امام الطائرات الروسية لاجل القضاء على داعش والحكومة العراقية العميلة والجبانة اذن من طين واذن من عجين وكأن الامر لايهم العراق ومستقبل شعبه !! اليوم تمر علينا ذكرى سيد الشهداء الحسين عليه السلام وهذه الملايين السائرة الى كعبة الاحرار ماذا لو انها بعد إتمام الزيارة غيرة بوصلتها باتجاه المنطقة الغبراء واطاحت بهؤلاء الفجرة النصابين !!هم يعلمون جيدا ان الشعب لن يفعل ذلك بسبب وجود داعش على ارض العراق ولاجل ذلك هم لا يريدون التخلص من داعش أي الحكومة لان داعش هو سبب مهم لبقائهم في السلطة ومن ورائهم أمريكا ولكن كلنا امل بان اليوم المحتوم للقضاء على هؤلاء ات لامحالة وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب سينقلبون والعاقبة للمتقين ..
مقالات اخرى للكاتب