يقول المثل المعروف ( رب ضارة نافعة ) وهذا بالضبط ما حدث وحصل , في عراق اليوم , بعد التغيير , حالما سقطت الحقبة الدكتاتورية المظلمة , اجتاح الخوف والقلق والرعب صفوف اعوان البعث , من المصير الاسود الذي ينتظرهم , ويقودهم الى ساحات الاعدام والمقصلة , ومن الشعب بالثأر والانتقام منهم , لكن ما حدث هو العكس بالتمام والكامل , وحدث شيئ الغريب والعجيب , لم يخطر على بال احد , حتى في احلى الاحلام الوردية . ولكن اعوان البعث لهم خبرة ومدرسة كاملة , في التلون وتغيير جلودهم السياسية حسب المناخ السياسي , الف مرة في سبيل انقاذ جلودهم من المصير الاسود . فتوزعوا وانتشروا واندسوا وحشروا في جهات سياسية وجهات الارهابية مجرمة , مثل القاعدة وداعش وفاحش وماعش , وتسللوا الى الكتل السياسية اسلامية وغير اسلامية , واحتلوا المقاعد في الصفوف الامامية , وانفتحت ابواب الجنة عليهم بالنعيم والترف الباذخ , فصاروا في المناصب الرفيعة , في الحكومة والبرلمان , وبيدهم القرار السياسي ومصير الشعب , بعدما كانوا في زمن البعث , قطعان سائبة بالزي الزيتوني , رغم انتشارهم وتوزعهم , في اتجاهات سياسية متباينة ومتناقضة ومختلفة , لكن يجمعهم حبل واحد , وهدف مشترك . هو تدمير وحرق العراق , وامثلة لاتعد ولاتحصى على افعالهم الشنيعة , ضد الشعب والوطن , فقد تحولت هذه الضفادع الى افيال وحشية , تثير الدمار والخراب اينما اتجهت وحطت ورحلت وجلست وتكلمت وصرحت , واخيراً ازمة الانبار المتفاقمة , والذي ينتظرها الشعب بتوجس وقلق , في حسمها لصالح الوطن واهالي المنطقة الغربية , وانهاءها باسرع الوسائل الناجحة , التي تخدم العملية السياسية واستقرار العراق , وانقاذ الوضع الانساني السيئ هناك , وبذلك طالبت الكتل السياسية , بمصاحبة الحل العسكري , يجب ان تكون هناك حلول سياسية وتشجيع المبادرات , التي تخدم الهدف العسكري باقضاء على الارهاب , وبدعم اهالي والعشائر المنطقة ومساعدتهم في انقاذ مدنهم من تنظيم داعش المجرم , واستماع الى كل مشورة سياسية وعسكرية , تقدم الى الحكومة والاصغاء اليها . لان مهمة القضاء على الارهاب , هي مهمة وطنية , تهم الجميع , وان اية مبادرة وطنية مخلصة , مرحب بها بشكل جدي , وهناك فعلاً مبادرات مطروحة على الطاولة , كما صرح مجلس محافظة الانبار . لكن الرفيق علي الشلاه القيادي في حزب الدعوة , وعضو برلمان الشعب , يرفض هذه المبادرات والدعوات الحريصة , بحديثه الصحفي . حيث يقول ( ان وقت مثل هذه المبادرات انتهى , ولا يمكن الحديث عنها ) , يتبادر الى الاذهان , لماذا هذه العجرفة والعنجهية والغرور الفارغ ؟, والتعنت المتعصب ؟, من مساهمة واشراك ابناء الوطن , في الحملة ضد الارهاب , واستئصال منابعه الشريرة , لانه حسب اعتقاد الرفيق الزيتوني ( لاننا واثقون في دولة القانون , بالفوز بجدارة في الانتخابات القادمة , وسنحصد العدد الاكبر من المقاعد البرلمانية ) , بهذا التعنت البعثي المغرور الى حد النخاع , ويمثل افشال لكل الحلول السياسية , التي سترافق الحل العسكري لمشكلة الانبار والفلوجة واطالتها اكثر , وتعطل كل المبادرات المطروحة على طاولة مجلس محافظة الانبار . في السبعينيات من القرن الماضي , حين تشكلت الجبهة الوطنية في زمن البعث , تقدم الصعلوك ( عزت الدوري ) الى صدام المقبور , وطرح عليه هذا التساؤل ( سيدي , ليش الجبهة الوطنية , واحنه عندنا الجيش والشرطة والحزب ) وبالفعل صدق صدام المقبور بهذه المشورة العمياء , التي فتحت باب جهنم وكانت السبب لتدمير العراق وخرابه , اتمنى صادقاً ان لا يصغي ويستمع رئيس الوزراء , الى نصيحة الرفيق ( علي الشلاه ) , مثلما استمع صدام المقبور الى نصيحة صعلوك البعث ( عزت الدوري ) , واتمنى ان ينتصر العقل والحكمة والمسؤولية الوطنية , في معالجة ازمة الانبار , وحسمها بالهدف المطلوب ,في استئصال الارهاب وابعاد شروره عن الشعب
مقالات اخرى للكاتب