كأي أول من نيسان كنت قد هيأت نفسي لاستقبال مزحة ثقيلة من صديق ما، كوني ومعي الكثيرون بالتأكيد قد عانينا من هذا اليوم الذي اصبح الاول منه "عيدا" للكذب البريء ولكنه لايخلوا احيانا من مصيبة قد تأتي بشكل عرضي بعد ان يتم تصديق كذبة ما. ويبدو أن استنفار حواسّي بأكملها والتهيؤ لكذبة نيسان العام الجاري هذه المرّة كانت في غير محلّها، فبدلا من ان يكون خبر أحد الاصدقاء كذبة وبالتالي استطيع التجاوز عليها ضاحكا عليها كوني قد هيأت نفسي لها، اكتشفت أن ما نقله لي الصديق وبعد نقاش قصير ورابط فيديو أنها لم تكن كذبة بل كانت حقيقة، ولكون تلك الحقيقة كانت مؤلمة وغير قابلة للتصديق فانني كنت اتمنى ان تكون كذبة حتى وان كانت مزحة من النوع الاكثر من ثقيل.
لقد قال لي صديقي هذا ان السيدة "حنان الفتلاوي" قالت في برنامج تلفزيوني بُثّ من على قناة السومرية " أشو آني أريد توازن باليستشهدون من ينقتلون سبعة شيعة أريد گبالهم سبعة سنّة ليش أولادنا ينذبحون شنهو الثمن اللي ايحصلون عليه – الحديث عم احداث الرمادي-". فلم اتمالك نفسي وذهبت في ضحكة طويلة قائلا له: كفاك يا رجل انني اعرف ان اليوم هو الاول من نيسان وان كذبتك هذه لن تنطلي عليّ ولا على أي عاقل في بلدنا. أيعقل أن السيدة حنان الفتلاوي النائب"ة" عن دولة القانون بقيادة السيد المالكي والحالم ببناء وطن لجميع العراقيين بغضّ النظر عن اديانهم ومذاهبهم وقومياتهم تصّرح مثل هذا التصريح؟ ماذا ابقت وقائمتها الانتخابية للارهابيين والطائفيين أذن؟ لا لاأصدّق "فحنان الفتلاوي" المحجبة والمؤمنة والقيادية في قائمة انتخابية يقودها حزب قدّم الكثير من الشهداء من اجل الاسلام، أيعقل أنها لم تقرأ سورة فاطر في القرآن الكريم " ولا تزر وازرة وزر اخرى"!؟ ماذا تقول، "حنان الفتلاوي" التي تريد وقائمتها بناء دولة القانون والمواطنة تعالج مشكلة القتل بالقتل هل هي متخلفة وطائفية الى هذا الحد!؟ أتركني يا رجل أمن الممكن أن يقود العراق ساسة بهذا النفس الطائفي وينتمون الى دولة القانون بقيادة حزب الدعوة الاسلامية!، اتركنا من هذا الهراء؟ لا أظن أنها قالت ذلك حتى ولو على سبيل المقارنة فهي تعرف جيدا ان للمقارنة حدود لايمكن تجاوزها وخصوصا من ساسة يقودون البلد؟ أنني واثق من أنها لم تقل ما نقل عن لسانها حتى لو تم تصوير الامر كدعاية انتخابية، لانها وورائها دولة القانون من غير الممكن ان يستخدموا دعاية انتخابية معمّدة بالدم!. ولكن صديقي هذا اقسم بأغلظ الايمان من أن ما جاء به عن لسان "حنان الفتلاوي" حقيقة وليست كذبة نيسان ولكي يؤكد لي الامر قام بارسال رابط يؤكد الواقعة!!
بعد مشاهدتي الرابط وبغض النظر عن المناسبة التي طالبت فيها "حنان الفتلاوي" تطبيق مبدأ العين بالعين والسن بالسن العشائري القبلي كما زعيم قائمتها رحت ابحث عن صفة يمكن اطلاقها على هذه المرأة "السياسية"، فلم أجد مستميحا القراء الكرام وبعد مشاهدة العديد من الروابط وهي تعارك هذا وتتجاوز على ذاك بلسان سليط الا صفة "قرچ" و"القرچ" كلمة تركية تستخدم بنفس المعنى في العراق ولسنا هنا بصدد تعريف الكلمة فهي معروفة للعراقيين وكثيرة الاستخدام.
أن التحريض على القتل والعنف يضّران بأمن وسلامة المجتمع ويحاسب عليهما القانون الجزائي في كل دول العالم، ولم يبحث القانون عن الاسباب التي تدفع المحرضين لتحريضهم هذا أن كانت قومية أو دينية أو طائفية كما تحريض النائب "ة" حنان الفتلاوي ولا عن طريقة بث التحريض ان كانت عبر لقاء تلفزيزني او كتاب او مقالة أو عبر أية وسيلة أخرى، بل حددت العقوبات وفق القوانين الجزائية المرعية بكل بلد. والان والانتخابات على الابواب وشاهدنا همّة المفوضية "المستقلّة" العليا للانتخابات التي تديرها شخصيات حزبية قريبة جدا من الحكومة وهي تمنع البعض من الترشيح للانتخابات كونهم انتقدوا السيد رئيس الوزراء، فهل تستطيع هذه المفوضية أن تطعن بترشيح السيدة "حنان الفتلاوي" كونها تحرض على القتل والعنف والكراهية بين ابناء شعبنا، أم لها رأيا آخر كونها مقرّبة من السيد رئيس الوزراء وقيادية في قائمته وتتصدر كل المعارك الكلامية التي تخوضها دولة القانون كما رفيقها السابق والحالي "علي الشلاه".
كم اتمنى أن يكون الرابط مفبركّا ويكون الحديث كله كذبة نيسان
مقالات اخرى للكاتب