عندما أمر الباريء (عز وجل)، النبي نوحاً (عليه السلام) بصنع سفينة كبيرة، لينجيه ومَنْ آمن به من الطوفان، الذي سيغرق الكافرين، أوحى إليه أن يستعين برجل عملاق إسمه (عَنق)، وكان أكولاً لا يشبع أبداً، فإذا خاض النهر وإصطاد سمكة، إبتلعها نيئة بغير سلق أو شواء، وذات يوم سُئل عَنق: ألا تشبع فقال: وما الشبع؟ فأجابه: سأجعلك تشبع بإذن الله! قال عَنق: وكيف ذلك يا نوح؟ قل: بسم الله الرحمن الرحيم.إستدرك عَنق العملاق قول: بسم الله الرحمن الرحيم، بعد النبي نوح فقال له: خذ رغيف الخبز هذا، فأكله، فأحس أنه شبعان فقال: الحمد لله رب العالمين، وبعد هذا الدرس، عملا معاً بلا كلل أو ملل، لإكمال السفينة لنجاة الأمة، بعيد الحمد لرب العالمين، ولكن هل دخل النواب المعتصمون البرلمان، بقول بسم الله الرحمن الرحيم، فإعتصموا، وتصايحوا، وتعارضوا، أم أن بطونهم تقرقر مطالبة بمزيد من السحت؟! داخل مطحنة البرلمان العراقي، يتوقع المعتصمون المضي بثورتهم العصماء، من أجل طحن وإخفاء فسادهم وهدرهم للمال العام، الذي لو كان موجوداً بميزانية الحكومة، لما كنا نستجدي أخبار منظمة الأوبك، وتجار الدولار لمعرفة سعر برميل النفط، ولما أصبحنا بهذا المستوى، لكنكم يا عمالقة الفساد: أفرغتم جيوبه دون شبع أو قناعة، بل كنتم مصابين بالنهم أكثر من السابق، فيا ليتكم تكونوا كعَنق العملاق، لتقولوا: الحمد لرب العالمين!أيها النواب المتبجحون: أنتم لستم محتجون أو معتصمون، لأنكم طالبتم بالإصلاح، الذي وفقتم ضده من الأساس، بل لأن التغيير سيطال مكاسبكم، حيث ورثتموها من سكوتكم الطويل، على ملفات فساد أحزابكم وشخوصكم الفاسدة، كونكم بعتم ضمائركم للشيطان، فحاولتم تضليل الشعب بهذه المسرحية، والحقيقة أن كبيركم أغواكم بدعوى الإصلاح المزيف، لذا سوف تخرجون من هذه اللعبة خاسرين، فالعراق أرضاً وشعباً، لا تستحقون أن تمثلوه، ولبئس مثوى المتكبرين! حينما أراد نوح (عليه السلام) بناء السفينة، كان مقصده إنقاذ أمته من الغرق، وإستعان بمساعد عملاق، ولم يعرف عَنق ما الشبع؟ لكنه تعلم الدرس، وأن القناعة والإحساس بها، تحدث عندما يقول: الحمد والشكر على النعمة، أما أنتم أيها الفاشلون، نائمون تحت قبة البرلمان، فلن تصلوا للقناعة، لأنكم لم تقولوا بسمه تعالى من أعماقكم، عندما توليتم مناصبكم بإسم الشعب، ولم تحمدوه، لذا لم ولن تشبعوا أبداً!
مقالات اخرى للكاتب