بين الأغلبية والشراكة يكمن شيطان التفاصيل في تشكيل الحكومة العتيدة، ومع ادعاء صقور دولة القانون أنهم منتصرون ومعهم 120 مناصراً، يدّعي من تبقى أنهم جمعوا 200 مقاتلاً سيقوضون بهم الولاية الثالثة. الحرب على أشدّها، وتحول مصير وطن وشعب إلى أرقام.. فقط أرقام. من يجمع 165 نائباً يبايعونه سينهي اللعبة، وعلى الآخرين أما الانصياع أو الفرار الى خندق المعارضة الذي لايسمن ولايغني من جوع في بلد يفتح ابوابه لذوي السلطة فقط. ديمقراطيتنا متطرفة، أما أن يشترك الجميع في الحكومة، وأما أن يقصى الجميع منها، وفي الحالتين نصحو على وقع الموت الذي يطال "الفگر" فقط، وعليك أن ننتظر معاملات البيرقراطية العراقية العظيمة، وهي تنثر التعويضات على ضحايا الإرهاب والفيضانات، وقت يطول أو يقصر، وفساد يتعاظم يوماً بعد يوم، والضحية هو المواطن الذي لايستطيع الفرار من هذا البلد.
المالكي وخصومه دخلوا مرحلة "كسر العظم"، لن يرضوا به رئيساً ولايرضى بهم حلفاء، والموازنة العامة المؤجلة رقم جديد قديم، يكشف بكل وضوح فشل ممثلي الشعب في تمثيل الشعب، الصراع مستمر، وعلى المطمئنين من أبناء هذا الوطن، ان يستلقوا على كراسيهم الوثيرة، ويتصفحوا القنوات الفضائيىة، ليتسلّوا بمزايدات السياسيين على هذا الوطن. المأساة لن تنتهي إذا أقسم المالكي يمين الولاية الثالثة، ولن تنتهي إذا أطاح به مرشح جديد يخرج من حيث لانعلم.
ومع ذلك يظل عالم السياسة مليئاً بالمفاجآت، ولايستغربنّ أحدكم إذا فوجئ بالفرقاء كلهم يجتمعون طاوين صفحة خلافاتهم معلنين بدء صفحة جديدة من البناء والإعمار والازدهار. نعم، لاتستغربوا لأن لا قيمة لتصريحات السياسيين، فإنها للتسويق الإعلامي فقط، مجرد كلمات تلقى من دون حسبان، لكن لها مفعول السحر حين تشغل بالنا المتعب، لندخل دوامة الحسابات بين واثق من ولاية المالكي ومتحمس لإقصائه بعيداً عن المشهد.. انها لعبة أرقام مملة.
مقالات اخرى للكاتب