أوجه سؤالاً يدور في أذهان الملايين الى البرلمان العراقي الموقر: ما الداعي المنطقي لزيادتكم في الدورة التشريعية المقبلة؟ وأضيف من عندي أسئلة أخرى: الى متى تستهينون بمشاعر الناخبين؟ هل تظنون ان هذا المطلب سيقنع المواطنين بالتوجه الى صناديق الانتخاب ورفع النسبة "الميتة" للمشاركة؟ هل تظنون أنكم أقنعتم الناس بـ"موجبات" زيادتكم؟ هل تعتقدون فعلاً أنكم مهمون وأنكم قد أحدثتم تغييراً خلال السنوات الأربع الماضية، ولذلك عليكم الاستمرار على الوتيرة نفسها وزيادة العدد لإكمال "الانجاز"؟ هل تتوفر لديكم أدنى فضيلة للاعتراف بالسلبية التي اضفتموها للعراق؟ ما الضمانات على أن القادمين الجدد في الدورة المقبلة أفضل حالاً منكم وأكثر نشاطاً وأشد نزاهة؟ هل ستجيبون؟
يبرر الدعاة الى زيادة أعضاء البرلمان أن كل مائة ألف عراقي يمثلهم نائب واحد، وبعيداً عن التنظير البائس وقريباً من الحقيقة، لايمثل هذا الشعب في البرلمان سوى قلة قليلة، تعدوا العتبة الانتخابية، فيما صعد معظم النواب الحاليين بأصوات غيرهم، ولاسيما رؤساء القوائم الذين اجتذبوا مئات الآلاف من الأصوات، فيما شهد البرلمان وجود نواب حصلوا على بضعة آلاف أو مئات من الأصوات. عن أي تمثيل تتحدثون أيها السادة ونحن لانعرف معظمكم؟ وبأي زيادة تطالبون والعراق لم يشهد تغيراً في ظل وجودكم إلا نحو الأسوأ.. والأسوأ فقط؟ لانحتاج الى نائب لكل مائة ألف، بل نحتاج إلى نزيه وصادق لكل مليون.
في الهند التي تعد واحدة من أكبر الديمقراطيات وأكثرها رسوخاً في العالم، يعيش فيها مليار ومائتا مليون انسان، في حين ان أعضاء برلمانها ـ بغرفتيه ـ 790 نائباً فقط. الولايات المتحدة قائدة نقل العراق الى الديمقراطية يعيش فيها 315 مليون انسان ويبلغ أعضاء الكونغرس ـ بغرفتيه ـ 535 عضواً فقط. واقليمياً يبلغ عدد سكان تركيا 79 مليون انسان ويتشكل برلمانها من 550 مقعداً، والى الشرق في ايران يبلغ عدد السكان هناك 74 مليون انسان فيما يضم مجلس الشورى 310 أعضاء فقط.
إن كان لديكم "شوية انصاف"، فلا تزيدوا عددكم، لأن زبادتكم مثل نقيصتكم..